لا يمكن و يستحيل أن يدوم لأقلية أثنية جهوية لا تزيد أكثر من 13فى المئة من تعداد أهل السودان أن تنفرد بالسلطة وتكوش على الثروة وأهل الهامش والمهمشين يظلون مكتوفى ألأيدى ومعذرة لأهل الشمال لأنهم مظلومين كغيرهم ولكن تلك الطغمة الحاكمة تحكم باسمهم وتتفاخر بقبائلهم وتركز المال والجاه والعزة والمنعة والسلطان فيهم وحدهم دون غيرهم من قبائل السودان ألأخرى وهذا قد يكون مقبولا لحد ما لما كان أهل الشمال وحدهم الذين نالوا حظا من التعليم والثقافة والمعرفة بسبب سياسات ألأنجليز فأصبحوا أهل الحظوة وبيدهم مقاليد ألأمور وأفهمتهم أن السودانيين ألآخرين غيركم دون ولكن هذا لم يعد مقبولا مع نهاية القرن العشرين مع تفجر ثورة التكنلوجيا وألأتصالات والمعلومات وأنتشار التعليم فأصبح داؤد ألأمى فى أقصى دارفور يرى فى التلفاز الفرق والظلم والتهميش والأهمال وافقر الذى يعانيه مع تفجر ثروة النفط فى أرضه فى الجنوب وكردفان ومحمد أبن الشمال يعانى كمعاناة أخوه داؤد ولكن الذى يمسكه من رفع السلاح هو حمية الجاهلية وعصبية القبيلة فالظالم وبطانته وحوارييه واهله وعصبته هم الذين أستولوا على مال الشعب بنوها عمارات وركبوها أحدث الموديلات واستودعوها فى البنوك ألأجنبية وأستجلبوا بها الشغالات ألأجنبيات وأهل الهامش لا يستوعبون فى أدنى الوظائف فى حقول النفط لأنه لا ينتمى لبطن من بطون قريش وأقول له أذا غرتك قوتك الى ظلم الناس .فأنظر الى قوة الواحد الديان من فوقك حرموا بها فاطمة من حقنة الملاريا وموسى من الكتاب وأوهاج من مياه الشرب ومنقو وداؤد من ألأمان .أستلموا السلطة بالقوة وعاشوا وسط الشعب السودانى كالذئاب والسباع تعدو وتسطو وتتسلط على غيرها بمنطق الناب والمخلب ولذتها كلها فى هذا السطو والعدوان وأردد ما قاله الشاعر أنت سودانى وسودانى انا 0ضمنا الوادى فمن يفصلنا منقو قل لا عاش من يفصلنا 0 قل معى لا عاش من يفصلنا ها هو النيل الذى أرضعنا 0 وسقى الوادى بكاسات المنى وسعدنا ونعمنا ههنا 0 وجعلنا الحب عهدا بيننا سوف نحمى دائما سوداننا ونزيح الستر عن هذا الضنى نهجهم فى الحكم تحقير وتهميش الاخرين وتخوين وأرهاب الخصوم السياسيين أحلتم هذا الوطن العزيز الى سجن كبير يكره أفراده بعضهم بعضا فسيتحول السودان الى كانتونات عرقية وقبلية وستدور حروب ومعارك لا تنتهى أذ كرهم قول شاعرنا الفحل نابذا القبلية جعلى ودنقلاوى وشايقى أيه فايدانى غير خلقت خلاف خلت أخوى عادانى يكفى النيل أبونا والجنس سودانى وأذكرهم بما قاله أديبنا محمد عشرى صديق فى مجلة حضارة السودان فى عام ألف وتسعمائة وسبعة وعشرون (هذا وطننا الذى ننعم بالعيش فوق أرضه وتحت سمائه ونشرب ماء نيله القديم وناكل نبت أرضه أليس من عرفان الجميل ...أن نحترم هذا الوطن المقدس هذا الوطن الجاثى طوال خمسة آلآف سنة يرمق شمس سعادته ولما ينشق عنها الشروق) bolad mohamed hassan [[email protected]]