عادت بي الذاكرة إلى مطلع الثمانيات عام 84 حيث كان الناس بين الرغبة والرهبة في تطبيق الشريعة الإسلامية ولاصوت يعلو وقتها غير صوت وسيرة مولانا المكاشفي طه الكباشي (قاضي المحكمة ) وأذكر أنني في يوم من الايام وفي طريقي إلى العمل ( بنك الخرطوم ) مررت على صاحب مكتبة بشارع الجمهورية وسألته عن كتاب اسمه عدالة السماء وما كان من عمنا إلا وتغير وجهه وقال لي (هي العدالة في الأرض في جاي من الصباح تكوس ليها في السماء ؟؟؟ ) أخذت جريدتي وتوكلت على الله قلت فى نفسي ممكن عمنا يكون زهجان الايام دي من المكاشفي وجماعته أو . وطيلة هذه الفترة في ذكراتي عبارة وصورة عمنا صاحب المكتبة أتذكرها من وقت لاخر والان أدركت بعد كل هذه الفترة أن المعدوم ليس كتابي ( عدالة السماء ) انما العدالة نفسها بل تراكمات انعدام العدالة والشعور بالظلم افرز لنا اليوم مالاتحمد عقباه هاهو الجنوب يفصح لنا عن سر أطول حرب في افريقيا وحتى ابان فترة الحرب لم نسمع عن كلمة انفصال لكن يبدو أن تراكم الشعور بالظلم وعدم العدالة كان أشد ائلاماً عليهم من طلقات الرصاص بين الاحراش مما جعلهم يفضلوا جحيم أخضر في الجنوب على وسادة جنة في الشمال . لاتسقيني ماء الحياة بذلةٍ ... بل اسقيني بالعزِ كأس الحنظلِ ماء الحياة بذلة ٍ كجهنم ِ ..... وجهنم بالعزِ أطيب منزل ِ وهاهي دار فور تخرج علينا أيضاً لم تطلب الاسكريم ولاالباسطة انما تطلب العدالة حتى حركات التمرد سمت نفسها بالعدالة معنى ذلك هنالك شئ مفقود اسمه العدالة وهذا ليست دفاعاً عن باقان ولاخليل ولامناوي ولامحبة فيهم انما اعترافاً بالحق . وهاهي الجزيرة تتململ من شرقها إلى غربها إلى الله تشكو ولاة أمرها تعاني التهميش رداءة وانعدام الخدمات الصحية / شبكات المياه / الكهرباء / التعليم حتى مساجد الله تعاني الاهمال ( تفقدوا شرق الجزيرة يرحمكم الله ليست بأفضل حال من أهلنا في كلمة والكومة ) . ويحق لنا أن نبكي على مشروع الجزيرة الذي كنا نعتقد بأن معظم أو كل عائدات البترول سوف تتوجه إلى مشروع الجزيرة بحيث يصير بترول آخر يعم كل السودان ولكن يبدو أنها تحولت إلى أصحاب الحوجة الماسة للعمارات والشركات وما عاد هنالك بصيص أمل في اصلاح مشروع الجزيرة أو مايسمى بالنفرة الزراعية بوجود المتعافي وبدر والترابي وآخرون نحن نعلمهم والله بيننا وبينهم . ( يا فرحة ماتمت ) . احذروا غضب الحليم كل الحوادث مبدأها النظرِ ......... ومعظم النارِ من مستصغر الشررِ وغداً نواصل ظلم قانون الإيجارات ( إن شاء الله ) ABU YAHIA 00 [[email protected]]