من شهد أصرار الشباب المصري ورغبتهم الصادقة في التغيير بعزيمة لا تلين صنعت أعظم ثورة في التاريخ المصري المعاصر يدرك عظمة هذا الشعب وقدرة شبابه علي إحداث التغيير ..هذه الثورة التي إندلعت ومضت في خطوات ثابتة إلي المجهول ..لم تكن هنالك خطة واضحة للمضي قدماً بهذه الثورة المباركة ولم تكن لها قيادة تركن إليها إلا أنها كانت لها أهداف وغايات محددة لم تحيد عنها قيد أنملة : " إزاحة النظام الديكتاتوري في مصر" كانت هذه هي كلمة السر التي أججت شعلة الثورة ورغم أن المعارضة المصرية ورموزها حاولت جاهدة القفز في سفينة الثورة الهادرة إلا أنها لم تجد عزيمة اللحاق بالركب الميمون وقنعوا بأن يكون أفراداً في مصفوفة البركان ورياح التغيير وأدركوا العربة الآخيرة من قطار الثورة فتشبثوا بها وأرجعوا الفضل لأهله وآخرين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف والمرجفين في البلاد وماتركوا وسيلة لتثبيط الهمم وإضعاف الروح المعنوية إلا وخاضوا غمارها ووصل الإنتماء الأعمي بهذه الفئة ألي درجة الإغتيال والإرهاب بالخيول والجمال والأسلحة البيضاء إلا أن ذلك مازاد من أبطال الثورة إلا عزيمة للمضي بهذه الثورة إلي أهدافها ومنتهي غاياتها وأتم الله نصره للفئة المؤمنة الصابرة وإهتزت الأرض وتزلزلت تحت أقدام الجبابرة والمتكبرين الذين لم يرعوا ذمة إلا وأفسدوها وماتركوا ضعيفاً إلا ودهسوه بأقدامهم وما وجدوا عرضاً إلا وإنتهكوه لم يخافوا من خالق ولم يرحموا مخلوق حتي أتي أمر الله وكان أمره مفعولاً. المواقف المتخاذلة لرموز الحزب الوطني الذي كان حاكماً في مصر ورجال الأعمال النفعيين والموقف الإعلامي الرسمي للدولة لم تكن مواقف مبنية علي مباديء أو فلسفة في الإعتقاد بقدر ما كانت مواقف للحفاظ علي المراكز القانونية والمالية وأدوات النفوذ التي سخرها النظام ثم ما لبثت أن ذوت تلك المقاومة وإختار شخوصها ورموزها الإنزواء أو الهروب إلي المجهول عندما إزدات أقدام الثورة رسوخاً ورسمت بعزيمتها نصرها الميمون وخطت بأحرف من نور أعظم الثورات الشعبية في القرن الحادي والعشرين مقارنة بالآلة القمعية الضخمة والمهولة التي كان يمتاز بها النظام الفاسد في مصر ..ويعلم شباب ثورة 25 يناير كيفية التعامل مع من خان الثورة وإتخذ مواقف التخاذل والإنكسار . الإعلام العربي وبصورة مخزية خاصة القنوات الرسمية للدول العربية إلتزمت الصمت حيال مايجري ولسنا ندري هل كان هذا الموقف غياب مطلوب أم تغييب متعمد ففي الوقت الذي كان الشعب المصري يقدم أرتال من الشهداء تتري والدماء الطاهرة تسيل في شوارع ميدان التحرير والأسكندرية والمنصورة والإسماعيلي كانت القنوات العربية وعلي مدي ثمانية عشر يوماً مستمرة في تقديم الأغاني والرقص والطبل وليالي السمر وهز الوسط والأرداف وكأن مايحدث في مصر لا يحدث في دولة عربية مسلمة أو مايحدث لا يحدث في الكرة الأرضية أو حتي في مجرة درب التبانة بل في مجرة في الفضاء السحيق تبعد عن كوكبنا ملايين السنوات الضوئية . بل أن بعض قادة تلك الدول وملوكها حدثته نفسه بتأييد النظام المتهالك وكأنهم يؤيدون سحق النظام لأبنائه وليت شعري كيف يقابلون ربهم يوم الحساب وما هي الحجج التي يسوقونها لتبرير وقوفهم مع الظالم ضد المظلومين .وكيف واتت بعضهم الشجاعة لبيان نفاقهم كفاحاً ويهنئوا الثورة علي نجاحها ..بربكم ألا يغيظ هذا ؟؟؟ ويدعوا إلي السقم ؟؟ حكومة الإنقاذ ..أقصد حكومتنا الرشيدة عند بداية الأحداث أسقط في يدها وإختلط عليها الموقف وتشابه عليها البقر وعجزقادتها ورموزها عن إتخاذ موقف واضح للدولة وكانوا كأنهم بين حجري رحي ..هل يؤيدون مبارك وحكومته كما أيدها بعض الملوك والقادة العرب ؟؟؟ ولكن لم يطب لهم مآلات هذا الموقف لأن التبرير المنطقي له إنها دولة دكتاتورية تساند أحد رموز الحكم الدكتاتوري في العالم العربي والإسلامي وهذا موقف قد يزيد مواقفهم حرجاً وضيقاً ..ثم هداهم تفكيرهم العليل إلي تأييد الثورة ولكن الفكرة بثت الرعب في قلوبهم ماذا إذا فشلت الثورة ؟؟ كيف سيصلحون ما فسد من علاقاتهم مع الدولة المصرية ؟؟ ثم ماذا إذا نجحت الثورة ألا يكون هذا الموقف الرسمي تشجيع للمواطنين في بلدهم الخاص والمملوك لهم منذ نعومة أظفارهم للثورة ضدهم ولدي المحتجين حجتهم الدامغة بأن الدولة من سياساتها تأييد ثورة الشباب في العالم فلماذا لاتؤيد ثورتهم ؟؟ فالغاية واحدة في كل الثورات إزاحة الأنظمة الديكتاتورية ومسحها من علي وجه البسيطة وجادت قريحتهم الهرمة وعبقريتهم السقيمة بموقف يثبت ضعف نظر هذه الحكومة وعجزها عن إتخاذ المواقف الواضحة وتمثل الموقف في إلتزام الصمت والإستكانة حتي إذا نجحت الثورة أخرجت شباب المؤتمر الوطني في مظاهر فرح بنجاح الثورة موازية للخروج التلقائي لجموع الشعب وعفويته في الفرح والإبتهاج ولم ينسي رئيس الجمهورية الإشادة بالثورة وأن يضيف أن مصر قد عادت لدورها الطليعي في قيادة الأمة العربية .وكيل المدح للمجلس العسكري الذي يدير شئون الحكم في أرض الكنانة . هذا النظام الذي زاغت أبصاره عن القيادة الرشيدة للشعب السوداني وران علي قلوبهم ستراً حالكاً وإنكفأ علي نفسه لايدري مايفعل بعد تخليه عن أرض الأجداد بلا مقابل وخروجه خالي الوفاض من صفقته مع الإدارة الأمريكية ورغم هذا الإخفاق لازال يتعامل مع الشعب السوداني بعقلية الإستحمار للشعب السوداني وأنه شعب لن يفهم هذه السياسة " المدغمسة" وأنهم في مقدورهم الضحك علي الشعب السوداني لأنه شعب بسيط الفهم ومتأخر الذكاء ورسم لهم خيالهم المريض أنهم يستطيعون سحق الثورة الشبابية في السودان ولكن لابأس من تأييد ثورة شبابية أخري طالما إنها بعيدة عن الديار وسيعجز الشعب السوداني عن تحليل هذا الموقف العبقري .. ألم يكن أكرم لهذا النظام إلتزام الصمت بدلاً عن هذه الترهات التي زادهتهم تيهاً في الضلالة والعمي ؟؟..مسكين هذا النظام وقادته لأنهم لا يسمعون مايدور في مجالس العلماء والسياسيين والصفوة من أبناء هذا الشعب وتحليلاتهم الذكية للمواقف الغبية لهذا النظام ..ليت شعري من يضحك علي من ؟؟؟