بسم الله الرحمن الرحيم أفق آخر (1) الرياح الشتوية العاصفة التي اقتلعت النظامان التونسي والمصري من جذورهما الضاربه في الاستبداد السياسي والاعتماد على الجهاز الامني العريض الغليظ اورثتنا حالة من الصحوة السياسية التي امتدت على كل بلد عربي فنالت منه قدراً من التغيير !!! السودان ليس بحالة استثنائية الا انه يمارس السياسة بشكل يومي بما يحدث تفريغاً يومياً لحالات الاحتقان المختلفة ... ولان شعب السودان صنع ثورتان شعبيتان فهو قادر على التعاطي السياسي الثوري ... حتى قادته خرجوا من رحم تلك الثورة فأدركوا دروسها ... برغم تغيير الحال السياسي ومطالبة من زمن لاخر . السودانيون لا يحتاجون الى محاكاة شعوب اخرى فهم اهل الثورات من قبل ومن بعد رغم الاختلافات الجذرية في بنية الانظمة والنظام السوداني . البعض يرى الانظمة العربية كلها ( طينة ) واحدة ... فيما الكثير ان النظام السوداني يختلف اختلافاً بعيداً ... حيث ان السودان مستهدف في هويته وقدراته وامكاناته المادية المتعددة اما حكومته لها نهج يعزز الكرامة ويدفع الانسان السوداني للتماسك وتنمية طاقاته والامثلة كثيرة بدءاً من معارك صيف العبور مروراُ باستخراج البترول ... انتهاءاً بملاحم السلام ... كل هذه الانجازات الوطنية الباهرة مرت بظروف سياسية صعبة ... وقف فيها الشعب السوداني وقفة صلبة واحتمل اذى الحصار الاقتصادي والاستهداف السياسي اللذان أديا لانفصال الجنوب وخلق توترات هنا وهناك ما زالت تستنزف الطاقات الوطنية في الحوار والتفاوض ومحاولة ( لمّ ) الوطن من التشتت والتمزق . اشرت سابقاً ان النخبة الحاكمة في السودان لها قدرة على الاستشعار من البعد .... كما انها تمتلك مواهب فذة في قراءة الحالة السودانية التقليدية واعني بهذا الاحزاب السودانية التي تحاول ركب الموجه بدون زوارق او كوادر مؤهلة للعوم في المياة السطحية والعميقة في ان واحد .... وفي تقديري ان لها ايضاً حدس في قراءة ( الطوفان ) الحداثي الجديد من الشباب في ( الفيس بوك ) ومنظمات المجتمع المدني !!!! ( 2 ) الجمهورية الثانية للانقاذ تستقبل عهدها الجديد بتوترات داخلية وخارجية ... حيث انفصل الجنوب بعد محاولات وطنية غير مسبوقة في وقف الحرب مع منح الجنوب حق تقرير المصير الذي افضى لدولة اخرى هناك والامل ان يرتبط البلدان بعلاقات سياسية واقتصادية جيدة ترتكز على مشتركات عديدة الا ان الاماني لا تجدي في مثل هذه الحالات فالقضية تحتاج الى رؤية شديدة الوضوح تعتمد على المصالح العديدة وتبتعد عن الاستهداف الذي علق لسنوات خلت بين الطرفين . التوترات الداخلية التي اخذت بعداً دولياً غير مسبوقاً كأزمة دارفور والتي اجتهدت الحكومة في حلها رغم التكلفة العالية التي ما زالت تستنزف من السودان مادياً ومعنوياً ... غير قضايا ما بعد الاستفتاء وعلى رأسها أبيي الى المشورة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق ... ثم الكثير من منغصات المعارضة ( الفقيرة ) والتي تجد هذه الاخبار وغيرها في هذا الوقت الحرج له أثار من ( مروجيه ) على شرائح مجتمعية محدودة !!!! مثل مقال كتب ببراءة عالية عن عشاق حدائق ( حبيبي مفلس ) الذين يعانون من جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .... حيث مثل هذه الشرطة تضايق هؤلاء العشاق في تطورها الطبيعي في اكتشاف الاخر حتى تثيت العاطفة المتوهجة مثلما ذكر المقال هكذا تصور المواضيع وتختزل وتجرد من مقاصدها النبيلة التي لا تتماشى مع هذا التبسيط المخل ( 3 ) لا اعتقد ان النخبة السياسية النتنفذة غير واعية للتحولات الدرامية الهائلة التي تجري في المنطقة العربية ... وانعكاسات ذلك على السودان في ظل الفضاء المفتوح والقضايا العالقة والشائكة التي يمر بها .... وما يجب فعله بتدارك العواصف العابرة للعواصم .... بعض المراقبين يهمسون ان بعض القيادات في المؤتمر ( ضد تيار التغيير ) نحو الحرية والشفافية والانفتاح على الاخر وقبول التنوع والامساك بروح القانون لتحقيق العدالة والمساواة وعدم الاعتماد على سياسة العصى الغليظة .... لا استطيع أن انفي ذلك جملة وتفصيلاً .... ولكن من المؤكد ان غالبية المؤتمر الوطني مع السياسات و الشعارات التي تدرجت من شمولية كاملة الى ديمقراطية واسعة توخت الكثير من معايير الشفافية والحرية ... بل النخبة المتنفذة الضيقة لا تطيق شمولية الرأي حيث نصف رأيك عن اخيك الرؤي الا بشورى حقيقة ... تلك قواعد مهمة تستهلهم شكل الاتجاهات الجديدة وروح الشباب فهل تستطيع الانقاذ ان تختار امتحان الجمهورية الثانية !!!! في ظل صدى اعلامي لعالم متواطئ ضد الحكومة السودانية هذه العقبات وغيرها من وضع اقتصادي حرج بعد الانفصال وخروج نسبة مقدرة من عائدات البترول من موازنة الدولة بعد يوليو ... يجعل من الحزب الحاكم المؤتمر يصوب حهداً استثنائياً للتمهيد للجمهورية الثانية للانقاذ للتخلص من تبعات كثيرة ارهقت الدولة السودانية ولو زوراً وبهتاناً !!! من اهم تلك القضايا الفساد الذي تحاربه القيادة السودانية محاربة شرسه .... وعليه يجب العمل على تشكيل المؤسسات التي تنفذ تلك السياسات حتى لا يصير الحديث في الشارع والصحافة .... مثل الذي تتداوله ( هيومن رايتس ) بأن أجهزة الامن مارست التعذيب والاغتصاب هذه ( الحادثة ) وجدت انتشاراً واسعاً على ( الانترنت ) او الفضاء المفتوح في وقت ملتهب تماما ضد السلطان والاجهزة القمعية في العديد من الدول العربية ... وحيث ان مثل هذه الحوادث الصقت بالاجهزة الأمنية من قبل وكذبتها تلك الاجهزة على الفور مثل استجواب د. كامل ادريس المرشح السابق لرئيس الجمهورية على قارعة الطريق . المراقب لا يصدق مثل هذه الحوادث لحالة الاستهداف الدائم من جهات عديدة لتلك الاجهزة ولارث الشعب السوداني الاخلاقي .... ولمنهج ثورة الانقاذ الذي يكافح المنكر بشكل حاسم مثل هذه الشائعات والافتراءات تدحضان في مصداقية الحكومة التي تلتزم منهجاً ضد الإفساد حتى لو كان من اقرب الاقربين اذ لم تعالجها فوراً وعاجلاً !!!!