تساءلت كما تساءل قبلى عبقرى الرواية العربية الطيب الصالح رحمه الله لماذا هؤلاء على ماهم عليه؟ ولماذا نحن على ما نحن عليه؟ وقد كانت إجابته الرائعة إنها الحكمة فعلا هى الحكمة التى قادت هذه المجتمعات للتقدم وقادتنا نحن إلى التراجع المريع. مر بخاطرى هذا التساؤل وهذه الإجابة العبقرية وانا اتابع وبدهشة كبيرة الإجتماع العام للجالية السودانية ومركز المعلومات فى لندن امس الأول نعم بدهشة لاننى لم استطع تحسس مكانى هل انا فى ندوة سياسية ام فى جمعية عمومية تهدف لمناقشة ميزانية ومنجزات الدورة السابقة لمجلس الجالية المنقضية ولايته. لم تنه دهشتنى وانا ما زلت اطالع بين يدى خطابين لدورة واحدة احدهما للجنة وآخر لرئيس اللجنة بالله عليك ما لهؤلاء القوم لا يتعلمون بعض الحكمة من اناس يعيشون بينهم لسنوات طوال وهاهم يخرجون كل خلافاتهم امام الملأ الم يكن من الاجدر والافيد للجالية واهلها ان تؤجل الجمعية العمومية حتى يتم حل الخلاف. خطابا الدورة لم يحويا سوى إنجازات متواضعة تعبر حقيقة عن عدم إنسجام اللجنة السابقة وتؤكد على ضياع جل وقتها فى الخلافات. نعم الحكمة علمت هؤلاء القوم ان ما لقيصر لقيصر وما لله لله فهنا كل شئ تم تفصيله فلا مجال ليختلط الحابل بالنابل وعلمتنا نحن ان كل شئ قابل للخلط. الإجتماع كان حاشدا ومعبرا عن كل التيارات السياسية واقول التيارات السياسية لانه تحول لخطابات حماسية لمجموعة كبيرة من الذين ايتحت لهم الفرصة للتحدث امام الحضور فكل يبشر بموقفه وكل يحاول ان يبدى صلابة فى معاداة الحكومة ممثلة فى السفارة وكاننا فى تظاهرة ضد الحكومة والمؤسف ان اللجنة لم تؤد دورها ولم تكن حاسمة فى ادارة الإجتماع مما ادى لبعض الهرج والمرج داخل القاعة لولا تدخل رجل رشيد من بينهم وهو الاستاذ الجزولى الصديق الذى اوضح للجميع ان الإجتماع مخصص لهدف محدد هو مناقشة خطاب الدورة وإنتخاب لجنة جديدة. اقطن هذه الديار منذ اكثر من 10 سنوات ولكنها المرة الأولى التى احضر فيها جمعية عمومية لجالية سودانية من ضمن جاليات ما اكثرها وربما غيرى كثيرين والسبب ان الجمعيات العمومية السابقة كانت اكثر سرية وتتم الدعوة لاناس بعينهم إلا ان الوضع يبدو انه قد تغير وحينما تلقيت الدعوة لحضور هذه الفعالية قلت كما يقول الحكماء الصينيون بدل ان تلعن الظلام اوقد شمعة وهكذا حضرت يحدونى امل بان هذه الجمعية قد تفرز مجلسا جديدا يعمل من اجل السودانيين بروح جديدة ديدنها التعاون من اجل خير الجميع إلا ان ما رايته من مواقف داخل الإجتماع ملانى شك وريبة بان وراء الاكمة ما ورائها وانا اسمع صياح "عاش ابوهاشم" واتمنى ان يكون صياحا صوفيا وليس سياسيا فنحن ايضا نحب الصوفية واهلها. لقد قرات بامعان ما كتبه الاخ سيف الاقرع الذى كان محقا فى كل حرف كتبه فنحن يا اهل الخير نريد جالية إجتماعية تعمل وفق دستورها الذى يمنعها من التعاطى السياسى وفى نفس الوقت يمنحها الحق فى التعامل مع كل السودانيين ايا كانت طوائفهم وتوجهاتهم دون إقصاء لاحد. فقليل من الحكمة ستقودنا إلى النجاح فالنبتعد عن تسييس المؤسسات الإجتماعية والخدمية وعدم اقحامها فى امور لا تعنيها ولنعمل لخير الناس. عموما إنقضى الإجتماع بخيره وشره وتم إختيار لجنة جديدة اعرف بعض اعضائها ولا غبار عليهم لكنا نتمنى ان تخرج الجالية من عباءة السياسة وتتفرغ للعمل الإجتماعى المحض دون غرض او هدف وان تعمل للجميع ولصالح الجميع.