ظلم العربية وتردى السودانية (هناك خلط للأوراق غير مقبول في مؤسسات التعليم العالي والجهات النظامية لأنه يمثل انتهاكا لحقوق الطالب والإنسان.) هناك الكثير من الظلم يحيق بالمغتربين ورغم الدعم الكبير الذي ظل المغتربين يقدمونه للدولة ولأهاليهم خاصة في فترة التسعينات وما قبلها وانتقل الحيف والظلم أخيرا إلى أبنائهم وهنا أورد القليل جداً من الأمثلة علَ المسئولين ينظرون في ذلك علما بأننا لانتظر ولا نتوقع من ما يسمى جهاز المغتربين أية رد فعل ايجابية تجاه ذلك وعلى الدولة إعادة النظر في الجهاز. (1) هناك خلط للأوراق غير مقبول في مؤسسات التعليم العالي والجهات النظامية لأنه يمثل انتهاكا لحقوق الطالب والإنسان. على سبيل المثال:عندما يكمل الطالب مقررات محددة وحصوله على نسب قررتها الجامعة يمنح الطالب درجة علمية حددت سلفا ولا يوجد أية شروط إضافية أخرى لمنح هذه الدرجة ولكن في جامعاتنا يشترط إكمال الخدمة الإلزامية رغم إن أداؤها أو عدمه ليس من صلاحيات الجامعة بل هو من صميم صلاحيات الجهات الرسمية والنظامية وهى التي تحدد العقوبة المستحقة كما لاحق للجهات النظامية إلزام الجامعات بعدم منح درجات علمية نتيجة لعدم إكمال الخدمة. (2) تدفع رسوم التسجيل إضافة إلى المصاريف الدراسية في كل فصل دراسي رغم إن المعروف إن هذه الرسوم رسوم التحاق تدفع عند الالتحاق بالجامعة ولم اسمع من قبل بالتحاق بجامعة كل فصل دراسي!ورغم إن هذه المبالغ قليلة نسبة لما يدفعه الأباء من رسوم ولكن لماذا هذه الاستغلالية البشعة. (3) عندما يتقدم الطالب للقبول بإحدى الجامعات الخاصة أو القبول الخاص في الجامعات الحكومية فان ولى أمره يوقع على مستندات ملزمة بالدفع وفق فترات زمنية تحددها الجامعة وهذا من حق الجامعة ولكن عندما لايلتزم الطالب بدفع الرسوم في المواعيد المحددة فمن المفترض إن ترفع الجامعة عن طريق الشئون المالية أو الشئون القانونية قضية مدنية على ولى أمر الطالب وليس حرمان الطالب من حضور المحاضرات! في بريطانيا مثلا إذا كنت مقيما بطريقة غير شرعية ولم تلحق أبنائك بالمدارس تواجه عقوبة لعدم التحاقهم وتعامل قضية الإقامة الشرعية بعيدا عن حقوق الأطفال. في جامعاتنا بعد يوم واحد من حلول تاريخ السداد يحرم الطالب من دخول الجامعة دون أية مراعاة للانعكاسات السلبية للطالب نفسيا وتحصيليا. (4) هناك تعسف في حساب الدرجات بالنسبة لأبناء المغتربين ولا ادري كيف توصل المسئولين في التعليم إلى حقيقة إن مستوى المدارس السودانية أفضل من المدارس العربية ويبدو إن المسألة هي مجرد ابتزاز لأموال المغتربين.لو كنا في السبعينات وما قبل ذلك يمكننا إن نصدق أو نقتنع بذلك ولكن إذا نظرنا ودققنا في المناهج الدراسية وظروف التعليم والعناية من الأسر التي يجدها أبناء المغتربين فالكفة لصالح الشهادات العربية وليس الشهادة السودانية.وأننا لنسعد ونفتخر لو كانت الشهادة السودانية ومستوى التعليم في السودان كما كانت ذي قبل ونتمنى ذلك. (5) في العديد من البرامج التلفزيونية يوجد تهكم من قلة معرفة أبناء المغتربين بجغرافية وتاريخ السودان وهذه معلومة قد تكون نسبياً صحيحة إلى حد ما ولكنها لاتستدعى التهكم كما إن هذه القنوات تشارك في هذا النقص المعرفي إذا وجد بالبرامج الهزيلة التي تقدمها والتي تجعلنا نحن الذين ولدنا وترعرعنا في السودان نهرب منها فما بالك بالأبناء (مع الاعتذار للأستاذ عمر الجزلى في أسماء من حياتنا) ،كما ينسى الكثيرين سهوا أو عمدا الإضافات المعرفية والاجتماعية التي يحملها هؤلاء الأبناء من الاحتكاك بثقافات متعددة في المهاجر. م.جعفر المجذوب [email protected]