.. بقلم: كمال الهِدي [email protected] تكتب الصحف والمواقع العربية بعد كل مباراة للمريخ العبارة المضمنة في عنوان هذا المقال " مريخ البدري والحضري انتصر بكذا هدف"، لكن ذلك لا يحرك في أهلنا المريخاب شيئاً. ويبدو مما نتابعه أنهم سلموا الأمر برمته للبدري والحضري وبقية الطاقم المصري. لكن فات على إدارة وكتاب وبعض جماهير المريخ أن رفع الراية البيضاء بهذا الشكل أمام هؤلاء المصريين سيجلب عليهم الكثير جداً من المشاكل. قبل فترة طويلة أشرت مجرد إشارة إلى حالة -لو يذكرها القراء -تعلقت بطريقة تعامل الحضري مع زملائه اللاعبين داخل الملعب. قلت يومها أنه زجر بلة جابر بطريقة غير مقبولة وصرخ فيه أكثر من مرة بسبب خطأ صغير. وقد اعتذر له بلة بطريقة لم تعجبني يومها، رغم أنني من دعاة أن يتعاون اللاعبون فيما بينهم ويقبلون توجيهات بعضهم لبعض. لكن ذلك لا يعني أن يذل أحدهم الآخر لمجرد أن اسمه كبير أو انه قادم من شمال الوادي. من يومها انتابني إحساس بأن الأمور في المريخ لن تظل كما يشتهي بعض أنصار النادي. وبعد فترة من ذلك سمعنا بمشكلة بلة جابر مع مدربه. ثم تلتها مشكلة أخرى بين المدرب وموسى الزومة. وفي كل مرة يعبر العديد من كتاب المريخ عن دعمهم غير المحدود لسياسات الانضباط التي يقولون أنه يفرضها. ولا أدري كيف يتكلمون عن سياسة الانضباط بين لاعبي الفريق ونحن نتابع مدير الكرة في النادي وهو يسب ويلعن ويحاول أن يعتدي بالضرب كل مرة. فقبل أيام فقط حاول عادل أبو جريشة الاعتداء على حكام مباراة المريخ والنسور. قد كانت محاولة اعتداء مع سبق الإصرار والترصد لكونه لم يذعن لتوجيهات أفراد أمن الملاعب ولا الشرطة وأصر على اللحاق بالحكام في غرفتهم. فكيف يمارس بعض مسئولي الجهاز الفني في المريخ ( الفتونة)، وفي نفس الوقت يحدثنا كتاب الأحمر عن انضباط وصرامة البدري وضرورة إذعان اللاعبين لهذه السياسة. الأعجب والأغرب في الأمر أن من يدعمون البدري وسياسته الانضباطية المزعومة كانوا قد أشعلوا حرباً لا هوادة فيها على مدرب المنتخب الوطني الإنجليزي قسطنطين لأنه حاول أن يفرض الانضباط. عندما كان قسطنطين يطرد لاعباً من معسكر المنتخب بسبب الفوضى أو عدم الالتزام بالنظام كانوا يرددون أن الكافر المسيحي يزعم أنه جاء ليعلم أولادنا الانضباط. بل ذهبوا لأبعد من ذلك حين قالوا أن اللاعب السوداني غير متعود على مثل هذه الصرامة وطالبوا بعودة مازدا لأنه يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين. لكن عندما يتغطرس البدري ويعامل لاعبي المريخ كأنهم مجرد عيال في روضة نجدهم يدعمون المدرب المصري بكل قوة ويؤكدون أنهم مع سياسة الانضباط والحزم في التعامل مع اللاعبين. لماذا صار الانضباط أمر مطلوب عندما تعلق الأمر بالبدري والمريخ وكان مكروهاً ومرفوضاً عندما حاول فرضه الإنجليزي قسطنطين على لاعبي المنتخب؟! سؤال يحيرني كثيراً. لم يقبلوا سياسة الحزم والضبط والربط من إنجليزي رغم أن الإنجليز عٌرفوا تاريخياً بالانضباط والرغبة الدائمة في النظام. لكنهم يوافقون البدري المصري في استصغار لاعبي المريخ والاستهزاء بهم والتعامل معهم كأغبياء لا يفهمون! يا سبحان الله. ما يجري في المريخ يذكرني بما كتبته إحدى الزميلات حول المشاكل التي يعانيها الطاقم السوداني في قناة الشروق. هناك الغلبة فيما يبدو لأصحاب الجنسيات العربية الأخرى، وهنا يمثل البدري والنحاس والحضري كل شيء. لا شفعت لطمبل سنواته الطويلة مع المريخ ولا أهدافه التي كانوا يتغنون بها. ولا نفع محمد كمال إخلاصه لناديه وجلوسه لفترات طويلة على الدكة دون تذمر. كل المؤشرات والأخبار الواردة تؤكد أن لاعبي المريخ يعانون كثيراً من تسلط وعجرفة البدري. وبهذه الطريقة سوف يفقد المريخ العديد من لاعبيه ليكسب ود الجهاز الفني والحارس المصري. النظرة الاستعلائية ليست غريبة على المصريين وقد تأذينا منها في الكثير من المناسبات، لكن من الواضح أن كتاب المريخ قد نسوا كل ذلك. غرتهم فكرة أن تتحدث القنوات العربية والمصرية عن المريخ ناسين أن الأمر مربوط بوجود هؤلاء مع النادي. وبمجرد مغادرتهم لبلادهم سوف تنسى هذه القنوات ووسائل الإعلام العربية شيئاً اسمه المريخ. فأحرصوا على لاعبيكم ولا تفقدوهم من أجل عيون الثلاثي المصري. جميل أن ينضبط اللاعبون وأن يطيعوا مدربيهم لكن دون أن يستصغرهم هؤلاء المدربون، لأن النفس البشرية لا تقبل الاستفزاز والمهانة.