لقد ضحك كثيرا نظام الإنقاذ و عصاباته المجرمة عندما احتل جيشهم منطقة آبيي، ارض قبيلة دينكا نقوك الطاهرة، و ظنوا أن بفعلهم هذا سيكتسبون ميزات جديدة قد تساعدهم في أي مفاوضات تجرى لاحقا ناسينا أن قضية آبيي تم حسمها في البروتوكول المسمى ببروتوكول آبيي الموقع بين الحركة الشعبية لتحرير السودان ( ممثل الجنوب ) و المؤتمر الوطني( ممثل الشمال) كما حسمت القضية بالتحكيم الدولي في لاهاي الهولندية..بمعني أخر آبيي أصبحت جنوبية و احد مقاطعات دولة جنوب السودان بحسب دستورها بل و أكثر من ذلك فآبيي أصبحت قضية جوهرية سكنت عقول الجنوبيون و تسيطر على تفكيرهم. إن احتلال منطقة آبيي و في هذا التوقيت القصد منه إعادة إنتاج المشكلة مجددا بل وضعها في قوالب جديدة تمكنهم - أي - الإخوة بالمؤتمر الوطني الخروج بنصيب الأسد من التسويات السياسية التي قد تلي هذه العملية، فالعملية برمتها عبارة عن مسرحية هزيلة سيئ الإخراج بدءا بقرار سلطات الخرطوم يقضي بإيقاف الحركة التجارية بين الشمال و الجنوب بهدف تمويه حركة الجيش و نقل آلاتهم الثقيلة في ظروف أمنة، لم يفتن له الجيش الشعبي و استخباراتهم قد يحسب عليهم بل تقصيرا واضحا في أداء الأجهزة الأمنية(الجنوبية) فكيف يتم وقف الأنشطة التجارية فجأة داخل أقاليم الدولة الواحدة دون أن ينتبه احد من الأجهزة المعنية إلى هذه الحيلة؟! إذن فمن ضمن مهام قوي الأمن و الاستخبارات هو مراقبة سلوكيات الخصم و تحليل ما يتناولها إعلامهم لمعرفة مغزاها. و مرة أخرى كررت حكومة جنوب السودان موقفها المهتز و الذي لم يرقى حتى الآن إلى مستوى الحدث كما فعلها في الاحتلال الأول لآبيي عام 2008م فتصريحات مسئوليها توحي و كأنه أمر مهم لم يقع و أن مسالة آبيي بسيطة تتولها الجهات الخارجية، و كنت أتمنى أن يخرج رئيس حكومة الجنوب عقب الغزو مباشرة ليعلن أمام شعبه حالة الاستنفار العام و تحريك الجيش الشعبي للمنطقة إضافة إلى فتح معسكرات للمتطوعين و ذلك بغرض استرداد آبيي من أيدي زمرة الإنقاذ فعلى حكومتنا الجنوبية أن تعلم و تدرك أن آبيي تمثل بالون اختبار عن مدى قدرة الجنوب و حكومتها على سيطرة و حماية حدود الدولة الوليدة و الجميع تأكدوا عدم جاهزية الجيش الشعبي لحماية البلاد بعد الاستقلال المزمع إعلانه مطلع شهر يوليو المقبل. خلاصة القول في هذا الموضوع أن تأكيد تبعية منطقة آبيي للجنوب رغم احتلالها أمر في غاية الأهمية فأطماع الشمال كثيرة فقد تغامر غدا في احتلال مقاطعة رنك بذات المبررات التي احتلت بموجبها آبيي لان نشوة الانتصار قد تقودهم إلى ذلك، إذن فان الجيش الإنقاذي قد تحرك فان حدود 1956م لا يوقفهم كما قاله نبحهم يونس محمود، لذلك نقول حان الأوان أن تضع حكومة الجنوب إستراتيجية دفاعية جديدة لردع و ضبط الأمور وإلا تعرضت الدولة الوليدة إلى هزات أمنية خطيرة ربما أسواها الغزو الخارجي.. قد يتوهمون أن باحتلالهم هذا سيخلق واقعا جديدا أو فرض سياسة الأمر الواقع في المنطقة و حتما ستسقط مثل هذه السياسات كما سقطت مثيلاتها من قبل بسبب عدالة قضية أبناء آبيي. Diadit Angong [[email protected]]