- 1 - { من حقنا أن نهلل فرحاً بالاتفاق الذي وقعه (الخميس) الرئيسان "البشير" و"سلفاكير"، غير أننا في حاجة ماسة - في ذات الوقت - إلى المزيد من اليقظة والانتباه والاستعداد، خاصة في (جبال النوبة) ومنطقة "أبيي". { لا تغمضوا أعينكم.. ولا تسحبوا أصابعكم عن (الزناد).. الرسالة موجهة إلى قيادتنا العسكرية وضباطنا وجنودنا البواسل في "كادوقلي".. و"الدلنج".. و"تلودي" و"أبو جبيهة" وكل سفوح وأطراف (الجبال).. الرسالة مكررة إلى اللواء الركن "كمال عبد المعروف".. وجنوده في "المجلد" و"بابنوسة".. وحول حقول البترول. { لقد غادر "دينق ألور" وعدد من جنرالات (الجيش الشعبي) "أديس أبابا" غاضبين.. لم يشهدوا الفرح.. ولم يصفقوا للاتفاق الذي تجاوز "أبيي". - 2 - { سننتظر مرة أخرى، إجراءات جديدة من بنك السودان، تتلاءم وتتواءم مع اتفاقيات الملف الاقتصادي، وأهمها اتفاق البترول. معلوماتنا تؤكد أن سعر (الدولار) مقابل (الجنيه) السوداني في السوق السوداء انخفض بعد (ساعة) من التوقيع إلى (5.7) جنيه بعد أن تجاوز حاجر ال (6) جنيهات! { دخول بنك السودان في (سوق الله أكبر) لشراء الذهب (بالكاش) من (المنقبين) العشوائيين ثم تصديره للخارج لاستجلاب (الدولار)، عملية غير مريحة ولا مطمئنة، وكذلك تباطؤه في التحرك (نزولاً) مع السوق الموازية مثلما تحرك (صعوداً)!! { الأستاذة "عابدة المهدي"، الاقتصادية النابهة وزيرة الدولة (الأسبق) بوزارة المالية، انتقدت في مقالات صحفية ظهور بنك السودان (كتاجر) في صفقات شراء الذهب وتصديره، وحددت سلبيات هذه العملية بالتفصيل، وأوضحت أنها تفتح الباب للفساد. { ما ذهبت إليه "عابدة المهدي" حقيقي.. وموضوعي، فكيف يتحول (موظفون) كبار في البنك المركزي إلى (تجار) و(سماسرة) في سوق الذهب؟! { إذن.. ماذا عن (سوق الدولار)؟!! - 3 - { تجربة حزب (العدالة والتنمية) الذي يحكم تركيا (منفرداً) منذ العام 2002م، بعد فوزه في ثلاث دورات انتخابية محققاً الأغلبية (البرلمانية)، تجربة جديرة بالاحترام، والتأمل والدراسة. { عدد من أحزاب (الإسلاميين) في العالم العربي والإسلامي تحاول أن تقتدي بالتجربة (التركية) في الممارسة السياسية والحزبية، وبدأت في التقاط الاسم ومحاولة محاكاة التجربة، فسمى إسلاميو "مصر" حزبهم، الذي فاز بانتخابات الرئاسة والبرلمان، حزب (الحرية والعدالة)، وكان إسلاميو "المغرب" قد اختاروا اسم (الحرية والعدالة) لحزبهم، مع أنهم سابقون في الاسم وليس التجربة، حيث تأسس كيانهم في العام 1998، بينما ولد الحزب التركي (الحاكم) بعد سلسلة مطاردات وإجراءات (حظر) لجميع الأحزاب من خلفية (إسلامية)، التي أسسها من العام 1970 الراحل المهندس "نجم الدين أربكان"، ابتداءً من حزب (الطريق القويم)، ثم (الرفاه) ثم (الفضيلة)، ثم (السعادة)، وكلها تم حلها، وسُجن المؤسس "أربكان" الذي توفي العام الماضي. { الآن.. تركيا مختلفة تحت قيادة "أردوغان" و"عبد الله غول".. فقد استفادت القيادة من تجارب المعلم "أربكان". { "أردوغان" عمره (58) عاماً، فقط وهذه هي دورته (الأخيرة) في رئاسة الحزب، ولكن أمامه فرصة الترشح لرئاسة الجمهورية إذا وافق الحزب. { دعونا نتعلم من (العثمانيين الجدد).