المعيار الموضوع لقبول الطلاب في الجامعات السودانية مرتبط بالنسة المئوية التي يحصل عليها الطالب بصرف النظر عن جنسه أو امكاناته العقلية والجسدية أوتحقيق استرتيجية الدولة المحددة لحاجاتها المجتمعية من التخصصات العليا والمتوسطة في السنوات التي تحددها وبخاصة في مجالات العلوم الطبية والهندسية لتحقيق اهداف التنمية ومستلزمات بناء الدولة العصرية الآخذة بمطلوبات التطور واستحقاقات العصربحيث لايكون هناك نقص في مجال اوفائض غير مرغوب فيه في مجالات أخرى وبحيث يكون للمال الذي صرف في التعليم مردود مادي ومجتمعي وحضاري يرفد التطور وينمي المجتمع ويعمل لتحقيق مجتع الكفاية والعدل. إن كليات العلوم الطبية والهندسية تستوعب مجموعة من الطالبات يفوق غددالطلاب والمعروف ان الدولة الحديثة تحدد أعداد القبول في الكليات وفق احتياجاتها من الكوادر العاملة التي تحدد وفق استراتيجاتها الطويلة او القصيرة ووفق تخطيطها المستقبلي لمستلزمات التطور ومطلوبا ت العصر. ومبلغ علمي –وقد اكون مخطئا وغير مواكب-ان هذا التخطيط لا وجود له في استراتيجيتنا لأن واقعنا لايدل على اننا نفكر بهذاالمستوى. وقد ذكرت في مقال سابق ان عالما اثق به ذكرلي ان بريطانيا تخصص 13 %من المقاعد في الجامعات لطالبات الطب والهندسة لتقديرات كثيرة تتعلق باداء الجنسين والمدى العمري للعمل والظروف المتعلقة ببعض التخصصات ومادام الامر يتعلق بالخواجات فلن يجرأ احد باتهامهم بالتخلف والرجعية. والامر يتعلق بان دراسة الطب والهندسة لا تخلو من الجوانب الاجتماعية التي تيسر بعض الامور في الحياة كا لتقدير للشخصية ومكانتها في السلم الاجتماعي وبخاصة في مجتمعاتنا. ان اعادة في قبول الطالبات في كليات القمة كما يقول المصريون-امر تفرضه حاجة البلاد ومستقبل التوقعات. ان الكثير من المتخرجات في هذه الكليات لايعملن لأسباب كثيرة مع ان الدولة قد بذلت الكثير في تعليمهن ليقمن بواجباتهن في سبيل نهضة الامة وتحقيق طموحاتها في النهضة والتقدم والتنمية والنماء ووجود هذه الاعداد الكبيرة التي حصرت مسؤوليتها الحياتية في نطاق محدود افقدت كثيرا من الذكور مقاعد في الدراسة الجامعية كان اولى للمجتمع الاستفادة منهم ومن انتاجهم لفترة زمنية طويلة ولأضرب بعض الامثلة على ما اقول فطلاب الدفعة82في جامعة الخرطوم كان عدد المقبولين من الطلبة360 طالب وطالبةمنهم230 طالبات و130طالبا اما الدفعة27 في جامعة جوبا كلية الطب والعلوم الصحية فعدد المقبولين150 طلبا وطالبة عددالطالبت90 طالبة والطلاب60 طالبا ومثال ثالث فالمقبولون في طب الاسنان جامعة الخرطوم الدفعة31عدد المقبولين170 من الطلبة عدد الطالبات140 طالبة والطلاب30 طالبافما هو مردود المجتمع في الجوانب الحياتية المختلفة. كلنا يعترف با ن الطالبات متفوقات على الاولاد في التحصيل الدرسي وقد اكتسبن هذا بطموحهن وقدراتهن واجتها دهن واصرارهن على اثبات الذات وتحقيق الوجود و لكن قبول هذه الاعداد الكبيرة دون تحديد لاحتياجات الامة يشكل عبئا ضخما على موارد الامة ومستلزمات التنمية واهدارا لموارد الدولة المحدودة والمهدرة اصلا في الترضيات والبدلات والامتيازات لاصحاب العقود الخاصة والعبقريات النادرة والخبرات التي لاتوجد في العالم. البيوت السودانية مكتظة الآن بالطبيبات والمهندسات الائي يعتزلن العمل بداية او بعد الزواج فينشغلن بمسؤوليات الاسرة التي تتزايد اعباءها في كل يوم وكان بالامكان استفادة عدد من الطلاب من تلك الفرص المهدرة على الدى الطويل لأن الولد ينشئ اسرة ويستمر عطاؤه لفترة زمنية طويلة ولايحتاج الى التعطل لدواعي الامومة والرعاية وغير ذلك مما هو معروف وبدهي. قد يعترض الكثيرون على ما اقول لوجود امثلة لنجاحات متعددة لنساء اثبتن كفاءة في العمل والعطاء وبرزن في ما تعلمنه وهذا حقيقي ووارد ولكنه لا يشكل واقعا دائما تبنى عليه احكام وسياسات. هذا بالاضاف الى ان نتائج الاحصاء في السودان اثبت ان عدد الرجال يفوق عددالنساء كثيرا الامر الذي له مطلوباته في التخطيط والاستشراف المستقبلي فولاية الخرطوم عدد سكانه5مليون و274و321 نسمةالرجال منهم2مليون و800و024 والنساء2مليون و474و297 وهكذا بقية الولايات اليس لهذه الاحصاءات مكان من الاعراب في توزيع فرص القبول والتخطيط؟ اما كليات الهندسة فبها ايضا هذا الخلل في التوزيع واذكر ان جامعة الامارات العربية التي كنت اعمل بها كانت تقصر دراسة الهندسة للطالبات في مجالين مناسبين لهن وهي الهندسة الكهربائية والمعمار الدخلي وقد انشا هذه الكلية بروفسور" عوض سالم الحكيم" –رحمه الله- وحتى لايظن احد انني اكتب من خلال نظرةشخصية او تجربة ما فان لدي ثلاث بنات تخصصن في ثلاث مجالات مهمة في الهندسة واحدة منهن تعمل واخواتها مشغولات باسرهن واولادهن ولو استقبلت من امري ما استدبرت لوجهتهن الى دراسة اللغات او التربية وعلم النفس او العلوم الشرعية ولوفرت ثلاثة فرص لطلاب كانت الامة ستسفيد منهم اكثر في مجال التنمية والبناء والعطاء الطويل المفيد للوطن. Dr Abbas Mahjoob [[email protected]]