كتب الزميل ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة "السوداني" مؤخراً مقالاً بعنوان (برافو سناء عفواً عبيد) أسهب فيه بعدم كفاءة الدكتور كمال عبيد لشغل منصب وزير الإعلام. ضياء تحدث بعمق وجرأة عن ضعف قدرات السيد الوزير وعجزه في مجال ترقية العمل الاعلامي ومردود وزارته وأشاد كثيراً بوزيرة الدولة بوزارة الاعلام الأستاذة الشابة سناء حمد، نشاطره الاعجاب بقدرات الوزيرة ولكن ليس إلى حد المبالغة. فسناء هي الأخرى لا تزال في بداية الطريق وذلك استنادا إلى تجربتها القصيرة كوزيرة وهي تحتاج بداية أن ترفع يدها عن الصحافة وحرياتها. الرد على ضياء الدين جاء على غير ما توقع الكثيرون، من الوزيرة الممدوحة وفي ذات المساحة بتعقيب (برتوكولي) قالت فيه إن الوزير كمال عبيد هو معلمها الفاضل وتحدثت عن خصاله الحميدة وصفاته النبيلة، أكثرت سناء من الإطراء الذي لا يفيد السودان في شيء. الوزير كمال عبيد بدوره كال الثناء لسناء (وما جزاء الإحسان إلا الإحسان) في جلسة الهيئة التشريعية القومية بالبرلمان. أكثر عبيد من المدح واعتبر نائبته نموذجاً مثالياً للشباب لما قامت به من مجهودات خلال أزمة النيل الأزرق، علما بأن الجلسة (الطارئة) عقدت لإجازة مراسيم جمهورية خاصة بإعلان حالة الطوارئ بولاية النيل الأزرق ومناقشة قضايا مصيرية وحساسة ظلت تشغل الرأي العام المحلي والدولي. ضياء الدين بلال وكثيرون غيره كتبوا من قبل عن "غيبوبة" الدولة السودانية الإعلامية التي ساقت البلاد للهزائم المعنوية والسياسية، ولكن لا حياة لمن تنادي؟!. الحق أن وزارة الإعلام لا تزال كسيحة وتحتاج عملا جبارا وشجاعا يجدد فيها الروح، وأنجع السبل لتحقيق ذلك تكمن في إبعاد الدكتور كمال عبيد الى مكان يتناسب وقدراته المهنية المتواضعة. العمل الاعلامي يحتاج لمواصفات لا تطابق شخصيته الانفعالية، هي مهنة من صميم الدبلوماسية والدبلوماسية فن الوزير كمال عبيد مع احترامي الكبير لمؤهلاته العلمية بعيد كل البعد عنه، لذلك فقد ظلت وزارته تعمل بلا ربان طوال فترة وجوده. *** القرارات التي اتخذها المجلس القومي للصحافة والمطبوعات نزلت برداً وسلاماً على الوسط الرياضي بانتماءاته المختلفة وكل شرائح المجتمع السوداني لما للصحافة الرياضية من تأثير سالب وسيرة سيئة. تفلتات "بعض" كتاب الصحف الرياضية السودانية بلغت حدا خطيرا وغير مسبوق في أي دولة في العالم، تعرض فيها كثيرون للتجريح والاساءات البالغة وغير الصحيحة في قضايا لا تخص الرياضة ولا حتى العمل العام من بعيد أو قريب. قلوبنا مع الزملاء الصحافيين المهنيين الذين وقعوا ضحايا في دائرة العقوبة الجماعية، إلا أن محاسبة ومساءلة دخلاء المهنة من الذين فارقوا الالتزام بالسلوك المهني القويم ضرورية لحين ترتيب أوضاع الصحفيين المهنية وضبط خطابهم الاعلامي الرياضي بما يتماشى وضرورات الحفاظ على مبادئ السلم الاجتماعي وعدم الخروج عن الخط المهني والالتزام الاخلاقي بقيم الحرية والمسؤولية الاخلاقية. الكلمة أمانة ومن يفرط فيها فلا يلومنَّ إلا نفسه، كل ما نتمناه هو أن يثبت المجلس القومي للصحافة والمطبوعات عند كلمته هذه المرة، وأن لا يسمح بصدور الصحف المخالفة لحين توفيق أوضاعها مهما كانت المسوغات.. *** كثرت في الآونة الأخيرة ظواهر جديرة بالاهتمام من قبل الدولة على خلفية دخول مئات الآلاف من مواطني دول الجوار الى العاصمة القومية والمدن الكبرى والإقامة فيها. الدولة مطالبة بالالتفات الى قضية الهجرة غير الشرعية للحد من الظواهر السالبة المترتبة على ذلك والتي من الممكن أن تشكل حالة من الضياع بالنسبة لشبابنا ومستقبل السودان الاقتصادي والأمني. .. في ظل الحديث عن ضرورة اتخاذ مواقف صارمة من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، لا يسعني سوى القول "اللبيب بالإشارة يفهم؟!". KHALID ALI [[email protected]]