كتب الاستاذ عادل تعليقا على قرار مجلس حقوق الانسان في دورته الاخيرة بجنيف بخصوص حالة السودان. و قد اعتبر الاستاذ ان القرار كان نصرا مؤزرا للدبلوماسية السودانية واثنى على المفاوضين وأشاد بالموقف العربي والافريقي في دعمهم لجهود السودان. نود ان نعلق بما يأتي: حيثيات القرار: المادة 11 (كما ورد بمقال الاستاذ عادل الباز في المقال "لا حقوق انسان ولا يحزنون") (يقرر تجديد ولاية الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان لمدة سنة في إطار البند العاشر من جدول الأعمال ويطلب إلى الخبير المستقل المشاركة مع حكومة السودان في تحديد مجالات المساعدة التي ستعين السودان على الوفاء بالتزاماته في مجال حقوق الإنسان وتقديم تقرير إلى مجلس حقوق الإنسان ينظر فيه في دورته الحادية وعشرين ويرجو من الأمين العام مد الخبير المستقل بكل المساعدة اللازمة للاضطلاع بمهام ولايته على أكمل وجه) كما ورد بمقال الاستاذ عادل الباز في المقال "لا حقوق انسان ولا يحزنون" . ما يستفاد من القرار: 1. يقرر تجديد ولاية الخبير المستقل: اذن القرار هو تجديد و ليس الغاء او انهاء. 2. يقر القرار بوجود التزامات معينة من السودان: السؤال هو: هو احنا عملنا شنو اصلا؟ 3. يتعين على السودان الايفاء بهذه الالتزامات تحت اشراف الخبير المستقل. هو ايه عدم الثقة دي؟ 4. سيقدم الخبير المساعدة المطلوبة: مالية؟ فنية؟ هذه المساعدة فقظ هي التي تميز البند 10 عن البند 4. اليس كذلك؟ على كل، هذه المساعدة يحددها الخبير: يعني يحدد المطلوب انجازه (التزامات محددة مسبقا)، ثم يقيم ما تقول الحكومة السودانية انها قادرة عليه –هنا يناقش الحكومة ليقنعها ان تقدم اكثر- و هذا هو ما يسيتفاد من التعبير " بمشاركة حكومة السودان" و يقدم لها ما يقتنع انها لا تستطيعه، ثم يحدد لها كيف تفعله. اظن انه حتى تحت البند 4 كان فيه كلام عن تبادل النقاش مع الحكومة. ام انه كان يجلدهم؟: 5. تقديم تقرير : يعني التقارير "ماشة": و ستتضمن طبعا: a. ما هو المطلوب انجازه b. ماذا قدمت حكومة السودان لتحقيقه c. ماذا قدم الامين العام d. ما انجز وما نسبته الى المطلوب انجازه. e. يتخذ المجلس القرار الجديد بناءا التقرير اذن الخبير مستمر. الولاية مستمرة. الاشراف و المتابعة و التحقيق مستمرة. و التقارير مستمرة. كل الفرق ان هناك توجيه بالمساعدة الفنية و ربما المالية. هل فرحنا اتى من شوية الدولارات هذه؟ نمزق ورقة سيادتنا في احتفال بشوية دولارات او ريالات. أم فرحنا لان الخبير هذه المرة سيشركنا في قرارته بشأننا؟ يالبؤسنا في الحالين! 6. ملاحظات على الملاحظات: a. ا" لولا أن أمريكا مشغولة الآن بقضاياها الداخلية المعقدة التي تواجهها إدارة أوباما لما أمكن إحراز هذا التوافق" رغم انها "مشغولة" فقد استطاعت وضعنا تحت ولاية الخبير عام آخر. ماذا تريد امريكا اكثر من ذلك.؟ b. " مواقف المجموعة العربية والإفريقية والتي ثبتت على موقفها في دعم السودان للنهاية ويبدو أنها تمردت على أمريكا بفعل رياح الربيع العربي / الإفريقي وانشغال أوروبا وأمريكا بأزماتهما الداخلية." اذا تغاضينا عن ادعاءات تمرد العرب و الافارقة – و بالمناسبة ظللنا تكررها كلما ساندونا حتى قبل هذا الربيع الذي تتكلم عنه- لكننا لم نرى مبررا لحشر قصة "انشغال امريكا" مع هذا التمرد، اللهم الا اذا كنتم لا تعتقدون ان هذا التمرد لم يكن ليتم لولا انشغال امريكا، الامر الذي يدلل على احتقارالاستاذ لقيمة و لمردود هذا الربيع و التمرد على امريكا من اصلو. c. "الطرائق التي تعاملت بها أجهزة الإعلام مع مخرجات اجتماعات جنيف" و هو موضوعنا" هل فعلا ان السودان لم يكن معنيا بوجود الخبير مبتدءا و لكن الخلاف في الاختصاص فقط؟ اليس هذه مصيبة؟ اعتقد ان على الاممالمتحدة ان ترسل أيضا خبيرا يدرس حصصا في: الاعتداد بالسيادة الوطنية، فهي متدهورة خالص. لكن اذا كان فعلا لايعنيها فلماذا اوردت وسائطها الاعلامية الخبر -انهاء ولاية الخبير؟ اذن كان موضوع الغاء الولاية هو الموضوع الاساسي للحكومة قبل أن تمتثل لوجهة النظر القائلة بان هذا غير ممكن، و الانسب ان تبحث في صيغة لتغيير مهامه و ليس الغائها. و قالوا لهم ان امريكا قد تقبل هذا، و ترفعون الحرج عن الاصدقاء. ولهذا فان القرار تم بتوافق سوداني-امريكي بوساطة افروعربية وليس مساومات عملتها امريكا خلف الكواليس. و بالتالي فان هذا العنوان-الغاء ولاية الخبير- ليس دقيقا فحسب كما قلت انت، و لكنه غير صحيح لان ولاية الخبير مستمرة بالقرار. الصحيح هو العنوان الذي يقول: استمرار ولاية الخبير. كون ان السودانيين يتمنون لو ان تلغى ولاية الخبير لا تجعل العنوان الذي يمالؤهم –انهاء ولاية الخبير-صحيحا بالقدر ذاته الذي لا يجعل العنوان- استمرار ولاية الخبير على السودان- صحيحا فقط لان الغرب يريد ذلك. هو صحيح ببساطة شديدة لانه الحقيقة. حتى عنوانا مثل: استبدال أو تغيير مهام الخبير- لن يكون مناسبا لان المحصلة النهائية للقرار تفيد اضافة مهمة تقديم المساعدة (مع ابقاء كل المهام السابقة) بعد الجلوس و التشاور مع حكومة السودان. 7. ملاحظة على العنوان: لا حقوق إنسان ولا يحزنون: فشل المقال في اثبات الادعاء بان القصة ليست حقوق انسان و لا يحزنون، لاننا بازاء قراريقول ملخصه ما يلي: هناك التزامات نحو حقوق الانسان فشلت حكومة السودان في الايفاء بها و لهذا رأى المجلس ارسال خبير للولاية على هذه الحقوق على ان تتعاون حكومة السودان معه لتحقيقها في خلال السنة الجارية و سينظر هذا المجلس في الاداء بناء علي تقارير يلقيها هذا الخبير الولي امام الاجتماع القادم. تمت المصادقة على هذا باجماع اعضاء المجلس المجتمعين. ربما لم تكن امريكا مقتنعة بوجود قضية حقوق انسان في السودان و لا يحزنون، لكن المؤكد أيضا ان الاعضاء الاخرين من اصحاب الربيع العربي و الافريقي يعتقدون ذلك، و لذلك صوتوا لصالح القرار. اللهم الا اذا افترضنا انهم تخابثوا مع اميركا لمواصلة الحصار على السودان. و هذا طبعا يتطلب ان يسحب الاستاذ كل عبارات الاشادة و الاطراء التي تفضل بها عليهم في المقال. القول ان امريكا لا تعنيها حقوق انسان جائز. ما هو غير جائز ان نكرر مسلمة مثل هذه و نهتف لها كمن يصيح انه اكتشف العجلة في القرن الواحد و عشرين. فهناك حصار، لم اذن العرضة؟ هناك استمرار لولاية الخبير، لم اذن التهليل لنصر غير حاصل في معركة جنيف. يذكرني هذا بشاعر الحركة الوطنية الذي قال في الأنصار بعد ملحمة كرري: شتتوا كتل الغزاة الباغية و قال في البريطانيين الذين دخلوا ام درمان: بل فر جيش الطاغية. ملاحظة اخيرة: ليس غرضي من هذا التعليق نشره و لكني فقط احاول ان امارس رياضة ذهنية- على قول الامام الصادق المهدي. awad allah manna [[email protected]]