كثر الجدل في البلاد العربية والإسلامية حول تضمين الثقافة الجنسية في المقررات الدراسية وتعددت الآراء بين مؤيد ومعارض ونحن من خلال هذا الطرح نعرض لأهم ما قيل عبر الشبكة العنكبوتية فهنالك فريق يري أنها تهدف إلي تدمير الأسرة وأنها ستجلب للمجتمع الكثير من البلايا والشرور واستشهد هذا الفريق بمشروع منظمة اليونيسيف باسم ميثاق عربي للإعلام وحقوق الطفل الذي يلزم الحكومات العربية بتوعية المراهقين بمخاطر العلاقات الجنسية المفتوحة ومخاطر الحمل المبكر والأمراض التي تكون بسبب الاتصال الجنسي ورأي فريق آخر عبر دراسة أعدتها جامعة الملك سعود أن 80%من أولياء الأمور يؤيدون لأنهم يخجلون من طرح هذا الموضوع مع أبنائهم ويرى فريق ثالث أنه بين القبول والرفض فلا بد من وضع شروط وضوابط بما يحقق المصلحة ويدفع المفسدة خاصة وأن الاعتداءات الجنسية على الأطفال بدأت تتصاعد في مجتمعاتنا فهي ترتبط بسلامة نمو الطفل نتيجة لفضائيات حتى لا يلجأ الطفل إلى وسائل أخرى مضره و ترى الاستاذه سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الاسلاميه في الأزهر أن الغريزة الجنسية شأنها شأن الغرائز الأخرى لدى الإنسان لابد من أن يأخذ في الاعتبار أهمية الثقافة الجنسية لكن بضوابط كل جنس يدرس جنسه وتقوم لجنه مختصة من علماء الدين و النفس والاجتماع بوضع مفردات هذه المادة وأن تراعى سن المتلقي و هناك رأي آخر يرى أن تضمن ضمن الثقافة الاسريه و يطرح د. رفعت النجار نقاط هامه منها:- أن الثقافة الجنسية جزء من الثقافة الصحية العامة وأن الثقافة الجنسية لا تزال النظرة لها مشوهة و خاطئة في مجتمعاتنا وأنها تتعارض مع الدين وتشجع الاباحيه وهذا يتعارض مع نهج الرسول(ص) وجوهر التربية الجنسية في الإسلام . - أن المعلومات الطبية و العلمية و الصحية تساعد على معرفة الإنسان لنفسه ومكوناتها ورغباتها وبالتالي يسهل عليه فهمها و السيطرة عليها. - تواجه القضايا الجنسية بكثير من الإحراج و الجهل و الصمت. - اختلاف علماء النفس والتربية حول السن المناسبة لابتداء الثقافة الجنسية العلمية بعضهم يرى أن تطرح في سن مبكرة وآخرون يقترحون سن أكبر. - ضرورة نصح الأهل و توعيتهم بالإجابة على تساؤلات أطفالهم بشكل منطقي مما يساعدهم على فهم أعضائهم دون خوف أو قلق مبالغ فيه مما يستدعي البحث عن اللغة المناسبة و المعلومة المناسبة و المكان المناسب والظرف المناسب دون إفراط أو تفريط خاصة وأن مصادر الثقافة الجنسية في واقعنا الحالي أصبحت تعتمد على الأفلام والصور الاباحيه والانترنت والأقراص المدمجة - ماذا نعني بالتثقيف الجنسي؟ تشمل برامج التثقيف الجنسي الآتي :- - المعاشرة بين الجنسين العادة السرية و مضارها الدورة الشهرية و مشاكلها الحمل والرضاعة والطهارة مساعدة الطفل المراهق على التعرف على نفسه الأمراض الجنسية مثل الايدز وقد اهتم الإسلام بالفرد وحرص على اهمية تثقيفه بكل ما يخص حياته وهذه لمحات حول التربية الجنسية في الإسلام: .معنى التربية الجنسية:- هي التي تمد الفرد بالمعلومة العلمية والخبرات الصالحة إزاء المسائل الجنسية بقدر ما يسمح به نموه الجسمي و الفسيولوجي و العقلي والانفعالي و الاجتماعي في إطار الدين و الأخلاق . - أهداف التربية الجنسية في الإسلام:- - 1. تزويد الفرد بالمعلومات الصحيحة عن حقيقة الحياة الجنسية - 2.تشجيع الفرد على تنمية ضوابط إرادته على رغبته الجنسية في ضوء المسؤولية الاجتماعية - 3.وقاية الفرد من الوقوع في أخطاء جنسية - فالإسلام يتعامل مع الإنسان ككل متكامل تتفاعل فيه الأجهزة المتعددة هضمية كانت أو تناسلية أو نفسية فالإسلام لا يلغي الحديث عن جانب النمو الجنسي والإسلام يضبط ذلك من خلال الأحكام"مسائل الطهارة وضرورة تعليمها منذ الصغر وأحكام الخلاء والذكر وفقه الأسرة والإسلام لا يلغي الشهوة بل يضبطها حفظا لحرمات الأشخاص - ولعل الذي دفعني لهذا العرض هو أن موضوع الثقافة الجنسية احتل اهتماما واسعا في الآونة الأخيرة وأصبح مثار جدل بين العلماء فقد أثارت دعوة الإمام الصادق المهدي لتضمين الثقافة الجنسية ضمن المناهج التعليمية امتعاض وغضب كثير من هيئة علماء السودان واتهم الإمام بأنه يدعو إلى الإباحية فطرح موضوع كهذا ضرورة اجتماعية ملحة ويكفي كم جرائم الاغتصاب التي نسمع عنها كل يوم وازدياد حالات الطلاق ففي آخر إحصائية للطلاق بلغت نسبة الطلاق 30% حسب إحصائية الهيئة القضائية وازدياد حالات التحرش الجنسي كذلك أهمية أن نسلح أولادنا بسلاح العلم والمعرفة فكم من فتاة لا تعرف شيئا عن أعضائها التناسلية كذلك موضوع العادة السرية و مضارها وموضوع الختان وضرره والبرود الجنسي وأسبابه وعلاجه كل ذلك يجعلنا نفكر في أهمية زج هذا الموضوع في مناهجنا وعن أهمية تشكيل رأي عام قوي وأهمية بث الوعي وأهمية الإسراع بسن قانون يحرم الختان وان يفعل دور وحدة حماية الاسره والطفل وان ب ندعم برامج الإرشاد الريفي وان يفعل دور هيئة علماء السودان كل ذلك قديساهم في التقليل من الظواهر السالبة التي نعاني منها Amna A.Hashim [[email protected]]