قلنا في المقال السابق ، بأن الجلبة التي أحدثها الأخ محمد بحر في الدوحة ، لم تؤثر علي قوات الحركة في الميدان ، والثابت في العلاقة بين مقاتلي حركة العدل والمساواة السودانية ، وقائدهم الأعلي الدكتور خليل ابراهيم ، علاقة تقة وعهد ، إلي أن تنتصر ثورة الهامش العظيمة ، عهد الرجال الأوفياء الذين جمعتهم الثورة ضد الظلم والتهميش الممنهج ، بذلك يكون العدو المعروف هو حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، والقوات المولية لمجرم الحرب عمر البشير . في بداية ثورة الهامش العظيمة ، كان الشهيد القائد عبدالله أبكر ( جرمييه )[2] ، من أكثر القيادات كارزميةً ، كان أهدافه واضحة ، وتضمنت خطبه معانٍ ثورية ، تتمحور حول أهمية وحدة قوي الهامش ، لذلك لم يتردد لحظة في نصرة قوات حركة العدل والمساواة في معركة كلبس الثانية في يوم 21/12/2003م ، ولن ننسي كيف أنه أنتخي رفاقه وهو في منطقة بعيدة ( أروري ) ، قاطعاً مئات الكيلومترات ليلحق بالمعركة ويرجح الكفة لصالح ثوار العدل والتحرير ، لكن لم يعش القائد عبد الله طويلاً ، بعد ذلك وهاجمته طائرات سمتيه تابعة لنظام الخرطوم في منطقة ( أبو قمرة ) ، فأستشهد في الطينة بعد أن قامت حركة العدل والمساواة بنقله ، وهو جريح ودفن هناك. بخسارة الثورة للقائد الشهيد ( جوريمييه كدي ) ، تعذر وجود رجل يقوم بدور ( حبل مُكشاشة ) ، حتي يتوحد الناس من أجل قضيتهم العادلة حوله ، إلا رجلٌ واحدٌ إسمه الدكتور خليل ابراهيم ، وقد عمل بإتجاه ذلك ، فإنضم فيما بعد الكثير من قواعد وقيادات حركة تحرير السودان إلي الحركة ، بعد إتفاقية ( أبوجا )، ونذكر منهم الشيخ المناضل سليمان جاموس ، الجنرال بخيت دبجو ، المناضل منصور أرباب ، القائد زكريا الدِش ، الشيخ عبد الرحمن العقيد وهما من قادة الجنجويد السابقين ، كل ذلك المد الجماهيري الأفقي تُحُسب لصالح الدكتور خليل ، وكانت نتيجة حتمية لمآلات معركة ( الزراع الطويل ) ، في أم درمان والعاصمة . كانت العلاقة بين الدكتور خليل ابراهيم والقائد الشهيد عبدالله أبكر علاقة ود وتواصل دائم من أجل الثورة ، عبر هاتف الثريا الذي أشتهر الشهيدُ به ، و( جرمييه كدي )، تعني بلغة الزغاوة ، وصلة القرضون الأسود ، لأنه أول من حمل الثريا معلق علي وصلة بلون أسود ، فكني به وألحق بإسمه ، لكن لعب الدكتور خليل دور حبل ( المُكشاشة ) ، لجمع الرجال حوله من كردفان كان القائد السر جبريل تيه ، والقائد محمد ود البليل ، والقائد عامر اللكة كوكو ، والقائد أبن جبال تقلي يزيد دفع الله رشاش ، ونائب القائد العام الحالي لقوات حركة العدل والمساواة الجنرال فضيل رحومة أبن قبيلة المسيرية المناضلة ، وعشرات بل المئات من الأسماء التي لا تسع هذه الوريقة علي إحتوائها. قلنا بان الدكتور خليل ابراهيم أستطاع جمع الرجال حوله ، لكن وللتأريخ ، أن من عادة بعض السياسيين إستسهال النتائج وإستعجال الأمور ، ويملُ البعض طول الإنتظار في صفوف الثوار ، لذلك رأينا البعض قد غادر من جراء عزم قصوره الذاتي ، لكنه لابد من أن يتعلل ويوهم نفسه بجملة أسباب للرجوع لنظام الإباده الجماعية في الخرطوم مصالحاً ، أو مستسلماً لا فرق ، فنجد أنه يوجه إتهامات من قبيل عدم شفافية حركة العدل والمساواة ، في الجانب المالي موضحاً جهله بجهات التمويل من أشخاص معنوية ، وأذكر أن القائد أبو بكر القاضي مستشار رئيس الحركة للشؤون القانونية وحقوق الإنسان ، قد كفانا في مقاله وهو يرد علي البيان رقم (1) ، الذي أصدره الأخ محمد بحر من الدوحة حيث قال القاضي : ( هى مسالة الشفافية فى أموال الحركة ، رداً على هذه التهمة نفيد بان البيان رقم واحد يطالب الحركة بالمستحيل ، أعنى أن الحركة ، لا تستطيع كشف مصادر تمويلها ، ونذكر بأن أى معلومة عن الأوضاع المالية للحركة ، تعتبر معلومة أمنية ، وفى التاريخ ( كم من الإبل يذبحون فى اليم؟ ) ، تعتبر معلومة أمنية خطيرة ، وشاهدنا أن الحركة لا تستطيع إبراز المستندات ذات الصلة بالتمويل ، لأن العقوبات علي الحركة من جانب النظام فى هذه الحالة قد تصل لحد التصفية الجسدية والمالية ، وشاهدنا أن الحركات المسلحة ليست شركات مساهمة عامة ، تمسك دفاتر حسابية منتظمة ومدققة ). ومن جهة أخرى والكلام دائماً للقائد أبوبكر القاضي مستشار رئيس الحركة للشؤون القانونية وحقوق الإنسان ورئيس المؤتمر العام : ( والحق يقال ، فان الدكتور خليل وأهله وأقاربه ، هم الأكثر معاناة من ملاحقة السلطات الامنية ، والاكثر جوداً بالنفس والمال ، ويحفظ التاريخ أن قبيلة الزغاوة ، فى السودان فى تشاد ، قد دفعت ثمناً باهظاً لمجرد أنهم من جلدة الدكتور خليل ، وعلى سبيل المثال ، فقد تعرض تجار الزغاوة فى سوق ليبيا بأم درمان الى مضايقات وتشريد ، مما أجبرهم للهجرة الى السعودية ودبى ، والى الهيام على وجوههم فى القارة الإفريقية السمراء ، لذلك فإن إعطاء إى مؤشرات عن مصادر التمويل ، سيكون ثمنها كارثيٌ على الممولين ومن يشتبه فيهم ). والحركة تقبل بالإتفاق الإطاري تسهيل مهمة دبلوماسية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لتدوير الزوايا السياسية ، وإطلاق سراح البعض من أسري حركة العدل والمساواة السودانية ، وتقوم حكومة البشير بفحص من يريد إطلاق سراحهم منهم ، ويرفض سلطان دار ( قمِر ) ، ابراهيم ابكر هاشم إبتزاز العرض الحكومي ويفضل البقاء بين جدُر سجن ( كوبر ) ، في الخرطوم بحري ، ومحمد بحر المروض يخرج من السجن وهو يخبئ مشروع ( الإنشقاق ) ، جيش الحركة مشغول بالمعارك في جبال ( عدولة ) ، ويدفع الثمن غالياً من الشهداء والجرحي لإستعادة المبادرة السياسية في الدوحة ، ويجعل من شهر مايو من اكثر الشهور دموية في دارفور ، ودائماً وفق تقارير المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ، ومحمد بحر مشغول بالإلحاق بالسيسي بالعودة إلي الخرطوم والقبول بالتوزير بجعُبة حزب المؤتمر الوطني ، لكنه لم يستطيع حتي إقناع أبناء كردفان داخل الحركة ، من أمثال الجنرال فضيل رحومة نائب القائد العام لقوات الحركة ، والشهيد سليمان فضل الكريم حميدان ، والقائد محمد ود البليل الحمري ، شمال كردفان ، عوضاً عن أبناء جبال النوبة ، لكن محمد بحر كان حريصاً علي كسب ود أبن زنزانته محمد "ديسكو" ، والذي أعتقد خطأً بأنه سيكون الوجه العسكري المقبول لإحداث ( الإنشقاق ) ، لكن الأخير كان أكثر بعداً بتسيبه ، من أن يؤثر في شخصين من عناصر قوات الحركة ناهيك عن الثالث. ومعلوم بأن المال القطري يساند مشروع محمد بحر ( إلحاق ) ، وجهات تدفع أثمان التذاكر ومصاريف السفر إلي الدوحة للتجييش ضد الدكتور خليل ، ويجتهد غرفة عمليات محمد "ديسكو" في طلب الأنصار والمريدين بدواعي عاطفية أكثر منها سياسية عقلانية ، والترويج عن حركة "تصحيحية" في السايبر ، ويتداعي أناسٌ ليس لهم علاقة بالحركة ، أو حتي أنهم أعضاء في حركات أخري ( لمة وليمة ) ، ويتطاول البعض علي أطراف أصابعهم ليتساووا وقامة الدكتور خليل السامقة ، ويكذب آلة محمد بحر فيما خص التصفيات ، والشركات من "مدن الملح"[3] في مواقع الفاكووم ، ولكن عموم قوات حركة العدل والمساواة لا يستخدمون تكنلوجيا الإنترنت ليتابعوا الإنشقاق ( الإفتراضي ) ، ويكتمل الإحتفال بتشكيل القيادة الجديد لقوات الحركة والدكتور خليل بينهم ، ويتداول الجنرال سليمان صندل منصب القائد العام مع الجنرال بخيت دبجو ، ويُستحدث منصب المفتش العام ، لضبط والسيطرة النوعية ، ويتنفس المشفقون علي الثورة واللآجئون والنازحون الصعداء ، لقدرة الحركة علي تجاوز الإستحقاقات الصعبة بسهولة ، ونرفع القبعات دائماً لإداء إستخبارات حركة العدل والمساواة التي تسهر علي سلامة مؤسساتها ، بتوفير المعلومة وتُعين القيادة السياسية والعسكرية علي إتخاذ القرار الصائب بالمبادءة ، وفصل محمد بحر في الوقت المناسب جعل منه الرهين في فندق الدوحة وهو ينتظر ، وينتظر ، بينما الدكتور خليل وقد أصبح أكثر حرية بين قواته داخل التراب السوداني ، وينجز إتفاق ( كاودا ) للجبهة الثورية السودانية ، ويحرق مرحلة سياسية هامة بالعناق مع مكونات الشعب السوداني من أحزاب سياسية وحركات ثورية. ويبقي قولنا بأن تم تجريب الكثير من الرجال كقيادات في ثورة المهمشين ، وقد عرفنا معادنهم ، والقيادة إنتخاب طبيعي ، ليبقي ثقتنا مجدداً في قيادة الدكتور خليل ابراهيم ، بدون أية عقد عقائدية تكون مُعطلة للفعل السياسي المنتج ، كالقيدٍ في مِعَصَم ، وسنواصل .. ثقتنا يتجدد في قيادة الدكتور خليل ابراهيم فقط (3). بتاريخ 18/11/2011م [email protected] [1] ، كرويا لبن ، قرية منكوبة ، جنوب الطويشة في شمال دارفور ، ضمن قري أخري كعزبان دوما ، ام كتكوت ، وكيلك ، إجتاحتها مليشيات عامل حزب المؤتمر الوطني في الفاشر ، الوالي يوسف كبر ( حداد تبير )، وخص الساكنين من أبناء قبيلة الزغاوة بالتنكيل والقتل والتشريد ، وحرق بيوتهم ودكاكينهم مما جعل الأحياء منهم يهيم علي وجهوههم ، وقد قام ناظر الرزيقات مادبو مشكوراً بإستضافة بعضهم . [2] ، الشهيد عبدالله ابكر ، مؤسس المقاومة المسلحة بأسم حركة تحرير دارفور ، الذي طور في مؤتمر قارسلبا إلي حركة تحرير السودان ، التي تزعمها السيد مني أركو فيما بعد ، والشهيد عبدالله ( جرمييه كدي ) ، وتعني بلغة الزغاوة ، وصلة القرضون الأسود ، لأنه أي الشهيد أول من حمل الثريا ، في دارفور ، معلق علي وصلة بلون أسود ، وكان لا يري إلا وبه معلق علي رقبته ، فكني به وألحق بإسمه ، كان الشهيد رجلاً حكيماً ، وقومياً في رؤيته للثورة وملكيتها لكل قبائل دارفور. [3] ، مُدن الملح ، دلالة مكانية مستوحاة من رؤاية القاص الخليجي عبدالرحمن منيف.