و أنا استمع لخطاب بروفسر، إبراهيم أحمد عمر رئيس قطاع الثقافة و الفكر للمؤتمر الوطني، تذكرت آخر خطاب للزعيم الروسي السابق مخائيل غوربتشاوف الرجل الذي تهاوي علي يده المعسكر الاشتراكي دولا و أحزابا و احلافا عسكرية. البروف شن هجوما عنيفا علي قطاع الثقافة و الفكر ، متهما مساعديه بالعجز عن التمام ، بل متهما الحزب بالانغلاق علي نفسه حيث ضيق واسعا ثقافيا ، فكريا، فنيا و ابداعيا كان يمكن ان يجعل من التنوع مصدر أشعاع و أستنارة. خطاب البروف أمام القطاع أتسق مع خطابه في مؤتمر القطاع السياسي حيث تحدث باٍسهاب عن الإخفاقات التي تعتري المسيرة ديمقراطيا ، شوريا و مؤسسيا. مضمون الخطابين يعني ببساطة أن حزبنا يعاني أزمة ثقة في قدرته علي أدارة التحديات الكبري و الإيفاء بالإستحقاق الوطني المرتجي منه. المخيف في الامر ،أن إهتزاز الثقة لم يأتي من الخصوم المؤتمر الوطني او من كوادره الوسيطة أو من شبابه المتوثب بل من مكمن الحكمة ، عمرا، علما ، خبرة و سبقا. من من ؟من البروف إبراهيم احمد عمر الشريك الاصيل في الامر، الوزير المتعدد المواقع ، المستشار الرئاسي، و الامين العام السابق للحزب. رجل في قامة و مكانة البروف لا يلق القول علي عواهنه ولا ينقد بعين السخط التي تبدي المساؤي ولا يتشفي من مسيرة هو صانعها. أذنا ما الذي يدعو البروف لهذا و قد هرم من عناء سفر طويل ظل فيه من أهل السبق المخلصين؟ . هل يريد أن يترجل و يتقاعد مبكرا عن العمل العام ؟ استبعد ذلك لانه لو أراد ذلك لتحمل مسؤولية الاخفاق و التعثر هنا و هناك وقد كان وزيرا للتعليم العالي ( و ما أدراك ما التعليم العالي ) ووزيرا للعلوم و التقانة ، و أمينا للاعلام ، و أمينا عاما بعد المفاصلة ، ورئيسا لقطاع الفكر و الثقافة و محاورا جيدا لمولانا يهدي خطي الإتحادي الاصل للوفاق حصاده مزيد من الإنفاق الحكومي في عام العسرة حصاد شعبنا منه قبض الريح . لو أراد عمنا البروف تحمل المسؤولية لاستقال أمس من علي المنصة بدلا من أن يقول ( أرفتوا إبراهيم احمد عمر . ) . كان حريا به أن يقول ( أتحمل مسؤوليتي أخفاقاتي في مواقع عديدة من التعليم العالي ، التعريب الي قطاع الفكر و الثقافة . أما و قد فشلت ، هرمت , و بلغت من العمر عتيا أتقدم باستقالتي من جميع مواقعي الرسمية و الحزبية و خصوصا أننا في عالم يتصدر قيادة الدول فيه أعمار ما دون الخمسين . أدعو أخواني من جيل الاباء للترجل وقد دربنا رتلا من شباب مكتهل قادر علي قيادة الدفة بحماس و حكمة.) . البروف لم يقل هذا الذي تمنيته بين القوسين ولم يشر الي نية في التقاعد و إن أقر بالفشل ضمنا ، لكنه رمي بشرر (و معظم النار من مستصغر الشرر). أنا لا أزائد علي البروف و هو أن شاء الله من اهل بدر الذين قيل عنهم عن رسول (ص) ( لعل الله قد أتطلع علي قلوب أهل بدر ، وقال أفعلو ما شئتم إني قد غفرت لكم ). لكني بتواضع جم أتسائل : هل يريد البروف أن يكون غوريتشاوف المؤتمر الوطني ؟ هل نحن علي موعد مع بروستريكا بروفسر إبراهيم أحمد عمر ؟ أم ماذا ؟ أجيبوني يا آلئ الالباب . Fagir Ahmed [[email protected]]