كنت قد كتبت مقالاً بتاريخ 6/3/2011م بعنوان ( حلايب ،، خليل ،، علي كرتي ) ونشرته بعدة صحف ومواقع الكترونية ، وهذا أحد روابط المقال http://www.sudaneseoutline.com/out/showthread.php?t=23354&page=2 http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-8827.htm وتناولت فيه الأوضاع والتغيرات التي تحيط بجيران السودان وبخاصة مصر وليبيا ، وهل يستفيد السودان من هذه التغيرات ، وخاصة ما يحدث في الجارة ليبيا ، والتي تضررت منه حكومة السودان كثيرا وعلى مختلف حكوماتها ، سواء الحالية أو السابقة ، وكان حجم الأذى والضرر ، أكثر مما حدث من الجارة مصر ..... زيارة السيد مصطفى عبد الجليل رئيس الحكومة المؤقتة الليبية ، للسودان وحضوره لجلسات المؤتمر الوطني ، ولا يهمنى هنا الاتفاق ، أو الاختلاف مع المؤتمر الوطني ، ولكن ما يهم كلمات هذا الرجل في حق من ساعده ، من باب عدم نكران الجميل ، ولكن لسوء حظه جاء ليحضر جلسات المؤتمر الوطني الذي لا يمثل كل السودانيين ، وإنما يمثل فئة المؤتمر الوطني فقط ، فأهنئ هذا الرجل ، على ما بذله هو وثواره من جهد لتنال ليبيا استقلالها من الدكتاتور معمر القذافي .... تحدث الرجل بكل طيبة قلب ليشكر السودان وحكومته على ما قدموه وبذلوه من جهود ، ومساعدات غير محدودة لتنال ليبيا استقلالها ، وقدم شكر ثوار ليبيا غير المحدود ، للحكومة السودانية ، وليذكر بكلمات واضحة دور السودان في الثورة ، ليقول إن السودان شريك رسمي للثورة الليبية وهذا التعبير ، يعتبر رد جميل لحكومة السودان ، وهذه الكلمات لم نتعودها من الجيران سابقا ، وأن جهودنا مهما كانت كبيرة فهي دائما صغيرة ، وقليلة وعديمة الفائدة ، وذهب ليقول بأنه لولا جهود الحكومة السودانية ولولا المعونات العسكرية التي وصلت عبر الصحراء والحدود لما أمكن لمدينة "الكفرة" أن تتحرر من فلول نظام القذافي . وذهب إلى أكثر من ذلك ليذكر دور الحكومة السودانية ، في تغيير وجهة ودور النيجر التي كانت تساعد القذافي وكانت سنداً له ،،،، فبفضل الله ومن ثم الجهود المقدرة للدبلوماسية السودانية تم تغيير وجهة دولة النيجر الحدودية لتساعد الثوار ، أو على الأقل لتوقف دعمها للقذافي ،،، كان بإمكان هذا الرجل ، أن يتحدث فقط ، عن المرارات التي ذاقها السودان من نظام القذافي ، بدعمه المباشر لكل حركات التمرد ضد أي حكومة سودانية ، بغض النظر عن نوع الحكومة ، فهو على خلاف دائم مع الخرطوم ، وحاليا يعتبر السند القوي والداعم للحركات الدارفورية ، وباتجاهاته غير المباشرة في كثير من القضايا ، كان بإمكانه التركيز فقط على هذا الاتجاه ، وكان سيكون كافيا فقط اعترافه بما أصاب أهل السودان ، ، وهذا الضرر البالغ ، الذي تعرض له السودان ،،،، ولكن يبدو أن معدن الرجل قويا وصادقاً ، فأشار مباشرة ومن دون كبرياء إلى الدور الكبير الذي لعبه السودان خلال فترة الثورة ،،،،، كنت في المقال السابق قد طلبت من خارجية السودان التحرك ، للاستفادة من الوضع القائم في مصر وليبيا ، وبالطبع ، فقد ذكر الأستاذ مصطفى عبد الجليل دور الحكومة السودانية ، وما قامت به ، ولكن هل أن الحكومة السودانية فقط قد تحركت في الاتجاه الليبي ، ولم تتحرك في الاتجاه المصري ؟ أم أن صلف وتكبر الجارة مصر ، لا يجعلها تذكر أي دور للحكومة السودانية في الثورة المصرية ، ولقد قام وفد مصري بزيارة السودان بعد نجاح الثورة وكان ذلك في 27/3/2011 ، ليزور بعدها الوفد جوبا في يوم 28/3/2011 ،،،، وعلى الرغم من الزيارة التي ضمت وفدا رفيع المستوى ، وعلى الرغم من الاتفاقيات والبرتوكولات التي تم توقيعها في هذه الزيارة ،إلا أن دور مصر يظل هو دور مصر ، وأن كلمات مصر الاستعلائية ، تظل هي نفس الكلمات ، وليقول الدكتور عصام شرف بأن الزيارة تؤكد تعاملها بجدية مع القارة الأفريقية ،،،، وكأنها ليست من هذه القارة ، وإنما ستتعامل بجدية معها ، تكرما وتفضلا عليها ،،،، وكما ذكر وزير الدفاع سابقا ،،،، بأن مصر ستسير الجيوش لاحتلال ، أي دولة ، تتحدث في مسالة تغيير اتفاقيات مياه النيل ،،،، فهل هذه هي الجدية التي تتعامل فيها مصر مع أفريقيا ؟؟؟؟ نعم إنني قد طالبت الحكومة في مقالي السابق ،،، بضرورة التحرك والاستفادة من الظروف الحالية ، وعلى الرغم من أنها لم تعلن أنها قد قامت بهذه الجهود التي ذكرها الأستاذ مصطفى عبد الجليل ، ولا أدري هل لخوفها من عدم تحقيق الثوار لأي تقدم ، وبالتالي لا تريد أن تعادي نظام القذافي جهاراً ، أو انه لاحتياطات دبلوماسية تفهمها الخارجية وتتعامل معها ،،،، إلا أنه وإحقاقا للحق ، فقد قامت بجهود جبارة تسجل في سجل انجاز الخارجية السودانية ،،،، وهي استفادتها من الوضع الليبي ، والذي استفادت منه الحكومة في نفس اللحظة ، بطرد خليل إبراهيم من الأراضي الليبية ، وفقدان المعارضة الدارفورية للأرضية التي ترتكز عليها ، والدعم اللوجستي المباشر ، ولو لفترة مؤقتة ، ومن ثم ضمان أمن وسلامة السودان من خلال الحدود التي تطل على الجارة ليبيا ،،، ومن ثم توقيع اتفاقيات مهمة بين السودان وليبيا ، وتكامل المصالح ، خصوصا وان ليبيا تمتلك المال ، بينما يمتلك السودان ،،، للكثير الذي يحتاج المال لتحريكه ،،،، هذا إن لم تتجه جهات الضغط بإيقاف كل ما تنوي الحكومة الليبية القادمة بتقديمه لها ،،، ولكن أيضا على الحكومة السودانية عدم التعويل كثيراً على الدور المصري مهما تغيرت الظروف والأحداث ،،، وعليها التركيز على مصالحها ، وكيفية اقتلاع حقوقها من الجارة مصر ،،،،، فتح الرحمن عبد الباقي مكةالمكرمة 27/11/2011 فتح الرحمن عبد الباقي [[email protected]]