بمناسبة الحكومة الجديدة والأخبار الكثيرة عن ميلادها المتعثر منذ شهور طويلة لا أدري لماذا لا تتحمل كل جماعة متخصصة ما يؤول إليها من أمر الحكم والإدارة بحيث تكون وزارة الداخلية من اختصاص البوليس، ووزارة الخارجية من اختصاص دبلوماسي وزارة الخارجية ، وهكذا لأن كل جهة من الجهات تمتلك رؤية واضحة عن التخصصات التي تؤول إليها وهي أدري بسبل تطويرها وأدري بالعقبات التي تعترض طريقها . وحسنا فعلت ولاية الخرطوم بتعيين البرفيسور مأمون حميدة وزيرا للصحة بالولاية بعد أن آلت كل المستشفيات إلي سلطتها . ربما الذي يحول دن تشكيل الحكومة علي أسس تكنغراطية هو أن هذه البلاد بها تعقيدات إثنية وجهوية وحزبية كبيرة ولابد من مراعاة جوانب عديدة حتي تخلق استقرارا سياسيا يحول دون تفجّر الأوضاع ولو علي حساب تطوير الاداء بمؤسسات الدولة المختلفة . لذلك من المخجل أن يقبل أحدهم بمنصب دستوري لا لشيء إلا لأنه يمثل قبيلة ما أو جهة ما وهو يعلم أن هناك المئات من هم أفضل منه وقد سبقهم لخلفية من الخلفيات السابقة .. ثم ما يلبث بعد ذلك كله يظن أن عبقريته الخاصة هي من وضعته في هذا المكان . التجربة المصرية بالرغم من كل شيء بها جوانب طيبة يمكن أن نستفيد منها ، فعلي سبيل المثال لم أعرف وزير داخلية مصري إلا وينحدر من وزارة الداخلية مثل اللواء محمد عبدالحليم موسي وأحمد زكي وحسن أبوباشا وحسن الالفي وغيرهم بينما وزير الداخلية السوداني الوحيد الذي أعرفه وينحدر من وزارة الداخلية هو اللواء عباس مدني . أما وزارة الخارجية فحدث ولا حرج بعد أن تسلط عليها لسنوات طويلة خريجي كلية الطب جامعة الخرطوم وكلية القانون أحيانا ولا حولة ولا قوة إلا بالله . Matasm al-ameen [[email protected]]