قضية إعتصام المتضررين من قيام سد مروي بمنطقة المناصير بالرغم من تطاول الأمد علي تفجرّها إلا أن حلها فيما يبدو قد حاكي الغول والعنقاء والخل الوفي. هذه القضية تعكس بوضوح مدي إستشراء مراكز القوي في هذه البلاد وقدرتها الرهيبة علي تعطيل أي حل عادل لهذه المشكلة بالرغم من تدخل سلطات عليها فيها، وبالرغم من ذلك تراوح مكانها ، والأخطر من ذلك أن بعض الإعلام قد لعب دوراً سلبياً للاسف في طمس معالمها بالرغم من عدالة المطالب وبساطتها، وقد تصور الكثيرون أنها قد حلّت بعد أن مُنح هؤلاء الأهالي تعويضات مجزية في مواطن تسكينهم الجديدة! . وذهب البعض الآخر بعيدا في هذا الإتجاه بعد أن توّهم أن مناطق كثيرة في السودان تضّررت من مشروعات التنمية القومية وأنها لم تجد نفس الاهتمام الذي وجده المناصير الذين يقطنون في ولاية نهر النيل!. والحقيقة ياسادتي أنه ما من جماعة تتخلي عن السكن حول بحيرة طويلة في هذه الصحراء المجدبة وترضي بالسكن علي بعد مئات الكيلومترات عنها ، وتعتمد في حياتها علي الطلمبات الميكانيكية التي خبرناها في مشاريع البلاد المختلفة ، لكي لا تمضي سوي سنوات قليلة فتتعطل هذه الآلات وينزح أهلنا بعد أن عاشوا الوف السنوات عند المياه الجارية حول مدن الصفيح والكرتون في أطرافها البعيدة ويعز عليهم الرجوع إلي مناطقهم الأصلية بعد أن تُملأ بغرباء لهم صكوك ملكية من شتي أنحاء المعمورة فلا يراعون لنا حقا ولا إلاً ولا ذمة . وإذا تحجج البعض بأن الارض حول البحيرة لا تسعنا فهذا خطل كبر لأنها طالما كانت الأم الحنون التي تجمع أبناءها حول حجرها ولم تشكو لأحد من ضيق ولا عنت ولا أرادت تغييراً ، وعندما كٌتب عليها التغيير رضيت بما يفيد البلاد والعباد على أن تظل حول بحيرتها فلا تكون تضحيتها تضحيتان ولا يكون تشردها تشردان. Matasm al-ameen [[email protected]]