استمعت لإفادات مبارك المهدي لفضائية أم درمان ، وكنت احسب أن الرجل المشغول بالاستثمارات في دولة الجنوب سيقدم اعتذارا للشعب السوداني عن خطيئته بشأن موقفه المؤيد لضرب مصنع الشفاء عندما سئل عن ذلك في سياق الحوار.. إلا انه أصر على موقفه القديم ، وحاول صرف الأنظار عن بترديده أن الحكومة هي التي استدعت تلك الضربة بمواقفها ، ويقفز بعيدا ليقولان مدير الأمن السابق صلاح قوش هو من سلم ملفات الإسلاميين الى المخابرات الأمريكية ، وان احد كبار فني مصنع الشفاء قد امد امريكا بالمعلومات ، بينما كان هو يدرسها.. وتبقى مواقف مبارك الفاضل الموغلة في خيانة الوطن موثقة في ملفات الفضائيات والصحف والمنتديات كما نها لن تسقط من الذاكرة ، فالرجل تحدث في أغسطس 1998م لفضائية الجزيرة عن تأييده لضرب مصنع الشفاء ، وزاد مناديا الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بان هناك مصانع أخرى تصنع الكيماوي في الجديدة الثورة ، إلى نهاية القصة التي يعرفها حتى راعي الضان في مراتع كردفان. ومبارك الفاضل تاريخ ملئ بكل مايثير الاشمئزاز فحتى مواقفه أبان ماسمي بالحركة الوطنية كانت معروفه حينما اثر نفسه بحصة من أموال الحركة الوطنية وقام بشراء سيارات خربة تعطل نصفها في الصحراء قبل بلوغ أم درمان حينما مكان القذافي يمول تلك الحملة التي سبقت حملت خليل إبراهيم بعدة عقود. ومبارك الفاضل الذي يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية بكل السبل كان يكرر التصريحات بأنه عقب انفصال الجنوب ستواجه الحكومة يتألف من خمسين ألف جندي يتبعون للحركة الشعبية بجبال النوبة والنيل الأزرق ، وإنهم سيشعلون الحرب مجددا لإرغام الحكومة على توقيع اتفاقية جديدة معهم لاقتسام السلطة والثروة ، إذاً مبارك الفاضل كان جزءا من مؤامرة دُبرت بليلِ ومنذ وقت مبكر ، فالسيناريو الذي يحدث الآن لم يكن مصادفة وإنما هو عمل مرتب ، ومدروس ..ولكن لمصلحة من ؟؟!!. ومبارك الذي خان ابن عمه الصادق المهدي عندما انشق عنه ، وكال له اتهامات مؤلمة ، ليكون حزب الإصلاح والتجديد ، لم يكن مكان ترحيب في الشارع السوداني وهو يعين مساعدا لرئيس الجمهورية ، ولأنه مصدر قلق دائم وفي كل مكان سارع بإثارة العواصف والمشاكل ، وهو يخرج عن المؤسسية ، ويحاول مواصلة لقاءاته مع الأمريكان تحت غطاء رسمي ، وكان ذلك سببا لإقالته . ولم يمض وقت طويل حتى عاد مبارك الفاضل إلى حزب الأمة القومي ، ولايعرف مايدبر الرجل حاليا ، فهو ظل مدفوعا بمصالحه الشخصية ولايراع في ذلك أي أعراف أو أخلاق. مبارك الفاضل رغم تاريخه الحافل بكل التناقضات يطرح نفسه حتى يومنا هذا على انه خيار وطني لاغنى عنه ، وهو يتكي على ذاكرة الشعب التي يظن أنها "مثقوبة" .. وربما هذه المرة سيسعى للزعامة ليس من خلال حزب الأمة القومي ، وإنما من خلال بوابة دولة الجنوب ، أو البس هو القائل ان هناك أكثر من خمسين ألف جندي سيقاتلون الحكومة بجبال النوبة والنيل الأزرق.. ترى متى يخجل سياسي بهذه المواصفات من نفسه ويرحم الشعب السوداني من أي مغامرات قادمة. Mustafa Muhakar [[email protected]]