بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) .. الآية هذا بلاغ للناس [email protected] توطئة: المشهد الذي نراه حتى الآن يثبت أن الحركة الشعبية لم تسعَ جادةً للتحول من مرحلة الحركة إلى مرحلة الدولة التي لها مسئوليات تجاه شعبها خاصة أنها دولة وليدة ، كان يفترض أن تبدأ أولى خطواتها بالتخطيط لما هو عاجل وما يمكن تنفيذه في المدى المتوسط ثم المدى الطويل ، وللأسف أن المشهد يدل على تخبط وتناكف لا يستفيد منه المواطن الجنوبي البسيط الذي منّوه بالجنة دون أن يلتزموا ، بل صاروا يطلبون منه التحمل فوق طاقته وهو المطحون بين فقدان الأمن وشبح المجاعة ونهب مقدراته . أعلن الأمين العام للأمم المتحدة وكذلك منظمة الغذاء العالمية عن مخاوفهما أن ربع سكان الجنوب معرضون ن شبح مجاعة حقيقية، ثم تعلن ممثلة الأممالمتحدة عن بوادر حرب أهلية وقعت مقدماتها فعلاً على أرض الواقع وأريق الدم وراح ضحيتها المئات. المتن: الهروب إلى الأمام: تعودت قيادة دولة الجنوب بالهروب من معضلاتها الداخلية والزج باسم السودان لتبرير كل إخفاقاتها وحتى لا تتعرض لانتقادات دولية أو تتصرف تصرفات قد تضر ولا تنفع ومنها زيارة سلفا كير لدولة الكيان الصهيوني، معتقدة أن بيد إسرائيل عصا موسى وأن لديها حلول سحرية للمجاعة والاقتتال بين قبائل على قبائل نُهبت أبقارها والتصفية العرقية لقبيلة المورلي. بعد أن دارت معارك عنيفة بين القبائل وقف جيش الحركة الشعبية وانحاز لقبيلة ضد قبيلة أخرى. فهل في هكذا تصرف دولة تعتبر أن كل مواطنيها سواسية وتحتكم لدستور ومؤسسات كما تدعي؟! لم تجد الحركة الشعبية ممثلة في حكومة دولة الجنوب – ولا أقول دولة الجنوب ممثلة في حركتها الشعبية ، من بدٍ سوى الهروب الأمام واتهام السودان والقيام بغارة جوية وهمية من تأليف بنات أفكارهم مثلما كان حالها بتلفيق الاتهامات ضد السودان قبل الانفصال- وزعمه بهتاناً بقصف أدى إلى وفاة (17) مدنياً وهو ما لم يحدث ، ولكن الحركة تعودت الهرولة والشكوى " لماما أمريكا " دون أن تدرك أنها بلغت سن الفطام والرشد وعليها الاعتماد على نفسها بعد الانفصال وأن حديث الإفك والتلفيق هي من علمتهم فنونه فلا داعي في الاستمرار في اللعبة المكشوفة وكأن أمريكا تقول لهم :(مش ممكن بيع الماء في حارة الساقيين).!! الحركة الشعبية تفتح أبواب الجنوب للحركات المتمردة على السودان ، وهي من إستقبل فلول حركة العدل والمساواة وحركة مني وعبد الواحد بالتنسيق مع أوغندا ، فهل هذه حكومة دولة وليدة ورشيدة تعمل على توفير الغذاء والأمن والتعليم والصحة لشعبها؟! وهل تريد حكومة الحركة الشعبية وهي تمارس هذا السلوك بأن يمد لها السودان يد العون ويفتح لها موانيه النهرية والبحرية ومرافقه وهي تعلم أنها دولة مغلقة؛ وهل تريد منه أن يقسم لقمة عيش أهله معها وهي من اختار الانفصال؟! الحاشية: الحركة الشعبية دأبت على انتقاد الحكومة الاتحادية بهتاناً وزوراً - أبّان الفترة الانتقالية – بانتهاكات حقوق الإنسان وغياب الديمقراطية وغياب حرية التعبير والصحافة ؛ اليوم هي تنفرد بالحكم وتقصي المعارضة وتضيق وتصادر صحف والشعب جائع والأمن مفقود بعد أن آل للحركة الشعبية حكم الجمهورية الوليدة ، فكيف تمارس ذات الذي كانت تنتقد قيام الآخرين به؟! أصبحت الحركة الشعبية بمثابة التلميذ النجيب والحوار المُقّلِّد لدولة إسرائيل الكيان المغتصب لفلسطين والتي لاحق موسادها " المبحوح " في دبي واغتالته ، وها هي الحركة الشعبية بالتعاون مع عميل أمريكا وإسرائيل موسفيني يستدرجان جورج أطور وينفذان عملية اغتياله في الحدود بين أوغندا وجنوب السودان مثلما تمت تصفية قرنق وكاربينو مع اختلاف السيناريوهات. هذا هو سلوك الحركة الشعبية التي تنتهج نهج معلمتها إسرائيل في ممارسة التصفيات الجسدية ضد معارضيها وتنتهك سيادة دول لتنفذها!! عندما جاء التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومندوب جمهورية جنوب السودان " منجعص" خلف سلفا كير امتنعت عن التصويت محاباة ضد قرار إدانة إسرائيل وحجتها الواهية أن أوراق اعتمادها لم تكتمل إجراءاتها في أروقة الأممالمتحدة ؛ ماشي ، دعونا نقبل حجتها فالجايات أكثر من الرايحات!! . نحن نعلم يقيناً بأن الحركة لن تتخلَ عن ممارساتها بنفس الخطل وذات المراوغات ، فتكتيكها أصبح مكشوفاً ومعلوماً للجميع قادة ورموز الحركة الشعبية الين يتربعون على حكم الجمهورية الوليدة لا ولم ولن يخطر ببالهم أن هناك رموز قوية للمعارضة الجنوبية لن يفلح استدراجها لتصفيتها بذات الأسلوب الصهيوني القذر وإنها ستظل تناضل حتى تحرر شعب الجنوب من ربقة الحركة الشعبية التي انتفخت جيوب وكروش وأوداج قادتها بينما أثنين ونصف مليون مواطن جنوبي يتضورون جوعاً ، ولا يجدون مأوى ناهيك عن السكن الإنساني بينما كانت الحركة تنتقد سكناهم حول الخرطوم في مساكن عشوائية!!. لمعرفة المزيد عن المجازر التي حرض عليها أبناء قرنق لقيام مملكة (مجانق) وإدارة الحركة لاغتيال رموز وأبناء الشلك الشرفاء وما كتب من قبل باحثين وصحفيين ومنهما الأستاذ / بيتر قاتكوث والأستاذ انجانق كوي وخير مثال على همجية وبربرية الحركة مجزرة أبناء الشلك فهي نفس مشكلة تحديد وتوسيع تخوم مملكة منجانق حيث طلب الدينكا من الشلك ترك ملكال أو تغيير اسمهم إلى دينكا الشلك لأن معظم الدينكا في أعالي النيل يرفضون الحدود بهذا الشكل، تقسم الدنيكا إلى نصفين بالولاية الأفضل هو برحيل الشلك من شمال أعالي النيل وينضموا إلى أهلهم الشلك في دوليب هل وتكون منطقة شمال أعالي النيل الدينكا فقط!! الفساد المالي والإداري الذي لامس جيوب معظم قيادات الحركة بدءً من صفقة الموبايل إلى عقود تشييد بعض الطرق الفرعية والمباني الحكومية التي أرسي كثير منها على شركات صهيونية رأت أنها أصغر من أن تقوم بها بنفسها فوكلتها لشركات أوغندية من الباطن وطبعاً أسعار خرافية وأسعار مبالغ مهولة دخلت إلى دهاليز في باب السمسرة والتربح وبعض منها يذهب لجيوب من يجب أن ينالوا من (الحب جانب)؛ عمليات أزكمت رائحتها أنوف كل أهل الجنوب حتى أن بدأت بعض التناقضات تظهر بين القيادات التي لم تنل من( الحب جانب) ، حتى بلغ الأمر أن وجه واحد جوعان لواحد شبعان ألفاظ نابية أخفها – والعهدة عن الناقل من أهلهم- ( ده قروش بترول .. هو ده قروش أبوك لمن إنتا تاكلو كلو؟! إنت لازم سيب شوية لي ناس تانين جوعانين دي)!! .. قيل إذا اختلف اللصان ظهر المسروق، وما خفي كان أعظم!! الهامش: المعتمد والثابت أن الحركة الشعبية التي تحكم دولة الجنوب لا تؤمن وتعتقد أو تعتمد أنها أصبحت دولة يربطها بشعبها عقد اجتماعي هو دستورها ؛ وأصبحت تتمدد نزعة الشر والعدوانية فيها ضد شعبها وجيرانه ورغم كل المعضلات والأزمات التي تحشر نفسها فيها دون داعي فإنها أصبح كمن هو عار من أسفله ويرتدي صديري لأنه لا يعرف أن الأولية يجب أن تكون لستر عورته، فما عسانا أن نفعل مع هكذا عقلية تميز بها أولاد قرنق الذين أصبحوا خطراً ليس على أنفسهم فقط ولكن على جوالاهم أيضاً وليتهم اتعظوا بعرابهم الطاغية القذافي وما آل إليه!! .على كل حال، هناك مثل دارج ينطبق على الحركة يقول:(عريان من.... ولابس صديري!!) .. بالله عليكم يا أخوانّا مش أهل العقول في راحة ؟!!