د. الشفيع خضر سعيد يكتب: الدور العربي في وقف حرب السودان    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    نقل طلاب الشهادة السودانية إلى ولاية الجزيرة يثير استنكار الأهالي    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    دبابيس ودالشريف    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع الخط السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)
نشر في سودانيل يوم 05 - 01 - 2012

أن ميلاد حزبنا الذي جاء تجسيداً لإرادة واعية لمجموعة من الأحزاب الاتحادية كان بمثابة التعبير الحي عن آمال شعب السودان في التحرر والأنعتاق من ريق الاستعمار .
إذ أن الأحزاب الاتحادية كانت وهي متفرقة تضم في صفوفها خيرة الرجال وأكفأ الذين أخلصوا النية وأجادوا العمل وبذلوا الجهد من أجل شعب السودان وحريته ورفعته .
وقد أنطوي ميلاد الحزب بوحدته في يوم أغر من عام 1952م علي انتصار مشهود لشعبنا علي المستعر واجهاض تام لمخططاته التي كانت ترمي إلي أجهاض الحركة الوطنية التي أنبثقت مع مؤتمر الخريجين فكان رحيله حتمياً علي أننا ونحن في معرض البحث عن أسباب الأنتصار الذي حققه شعب السودان علي يد الحركة الإتحادية لابد لنا من وقفة خاصة ومتأملة لروح التضحية والإيثار التي تحلي بها قادة الأحزاب الإتحادية آنذاك ودفعتهم عن غاياتهم الحزبية الخاصة من أجل هدف نبيل وسامي هو تجسيد الحركة الاتحادية في إطارها وحجمها الصحيح والذي يمثل أتجاه الأغلبية من شعب السودان .
وعندما وقع الانفصال بين اكبر تيارين في الحزب تيار الوطني الاتحادي بزعامة طيب الذكر المرحوم الرئيس إسماعيل الأزهري وتيار حزب الشعب بقيادة الزعيم الوفي مولانا السيد علي الميرغني فإن الحادبين علي مصير شعب السودان وبنفس إرادة الانتصار للقوي الوطنية سعوا بكل الوسائل لاستعادة وحدة الحزب تحت مسمي جديد هو الحزب الاتحادي الديمقراطي فكان لهم ما أرادوا لذلك فإن تاريخنا عامر بالشواهد والنماذج الطيبة والمثل العظيم وما علينا إلا أن نسرد سيرته علي أجيالنا الحاضرة والقادمة لتري فيه صورة القدوة التي يمكن أن نهتدي بها ونجعل للتاريخ أثره ودوره الإيجابي في دعم مسيرة حزبنا ويرتبط أجياله بصلة وثيقة لا تنفصم عراها .
أن حزبنا الذي يجسد كل المعاني الحية لإنتماء ملايين السودانيين له لم يكن له سبيل لقيادة شعبه إلا من خلال سيادة المبادئ العظيمة المتمثلة في توافر الحريات الأساسية والمشاركة لذلك كان نضال الشعب . لقد وقف حزبنا بالمرصاد يكافح ينافح ضد كل عهود الاستبداد السياسي ، قدم رجاله التضحيات الكبيرة معبرين بذلك عن أصالة الديمقراطية في حياة شعبهم لذلك فإننا يجب أن نظل علي يقين تام بأن هذا الحزب الذي هزم بصموده كل محاولات النيل منه ومن حقوق الشعب السوداني يظل قادراً علي أن يعيد تجربته الثرة في إعادة البناء فهو الحزب القادر حقاً وحقيقة علي أن يوظف اليوم قبل الغد الآلاف من الرجال والنساء في شتي الميادين دون أن يعاني نقصاً في هؤلاء ولا في زادهم المعرفي وتجاربهم الثرة .
أن حزبنا ليس بالحزب الذي يضيق بالأفكار لأن نشأته في الأصل كانت دليلاً علي أهمية وضرورة تلاقح الأفكار بل أنه بقيامه عبر شعبنا عن عبقرية فذة في مواجهة التحديات وعلينا أن نواصل المسيرة بهذا القلب المفتوح وتلك البصيرة النيرة فليقوا إيماننا الله وبهذا الشعب فإنه كان دائماً ملازنا وسندنا في المسلمات ومستودع الحكمة التي لا تنضب أبداً .
ولقد لعب وجود القيادات التاريخية للاتحاديين دوره في الاطمئنان إلي مستقبل الحزب فقد شكلوا منارات يهتدي بها وبسيرتها العطرة . ولكن حزبنا اليوم وفي ظل المستجدات والمخاطر الجمة التي يواجهها الوطن في حاجة ماسة إلي جهد فكري بوسع من دائرة رؤاه المستقبلية خاصة وأن التحديات أمامه يتسع مداها وتتعمق جذورها يوماً آثر آخر فضرورات الوحدة الوطنية التي جسدها حزبنا واقعاً وطرحتها قيادتها مبادرة للوفاق الوطني أصبحت اليوم هدفاً استراتيجياً لنا نعمل بكل قوة لتجسيد مضامينها الفكرية وضروراتها العملية منطلقين من التسليم بهذا التنوع الثقافي والعرقي والديني في وطن هو بحكم أتساعه في حجم قارة متنوعة البيئات والمناخات ومتباعدة المسافات بشرياً واجتماعياً .
أن علينا العمل علي تنمية الوعي السياسي والثقافي من خلال العمل علي تحقيق الاستقرار السياسي في السودان حتي تنمو العلاقات بين قادته بشكل إيجابي بديلاً للصراعات العرقية والجهوية التي نراها اليوم في معظم أرجائه مدركين أن التهميش وحرمان سكان الأطراف من حقها المشروع في الخدمات والمشاريع التنموية هو الذي من شأنه أن يدفع بهذا الشعور بالفوارق التي تجعل التركيز علي آثاره عوامل الفرقة والشتات أكبر وأقوي من سواه .
في الحرية :-
أن الحرية التي كانت مطلب حزبنا دائماً ومن أجلها عمل قادته في كل الميادين ضاربين المثل بتضحياتهم هي دون ريب أصل ومنطلق حزبنا الذي في الأصل كان تجسيداً حيا لنزوع جماهير شعبنا السوداني نحو الانعتاق من ريقة الاستعمار ومن ثم لإطلاق طاقات هذا الشعب من أجل البناء والتنمية فلا تنمية ولا تطور إلا بتوافر الحريات العامة .
الديمقراطية :-
يرتبط مفهوم الحرية بمفهوم الديمقراطية التي تعني المشاركة فالديمقراطية في حياة الحزب الاتحادي الديمقراطي هي الممارسة المستمرة والصائبة للحقوق والواجبات ممارسة يكتسب فيها عضو الحزب حق المشاركة الفعالة في كل الأوقات ودون موانع وذلك وحدة يقود إلي ما نصبوا إليه من تفعيل لدور الجماهير في الحياة السياسية وممارسة الديمقراطية فيها .
في العمل الشعبي :-
يمثل العمل الشعبي في أشكاله الجماهيرية والفئوية حقيقة وجوهر الحياة الديمقراطية .
{أ} العمل الشعبي الفئوي :-
حزبنا كان وسيظل في طليعة الأحزاب التي عمرت بمشاركة العمل النقابي والفئوي في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السودان ولذلك ظلت تلك الفئات أحد أهم روافد الحركة الاتحادية وعلينا اليوم أن نعيد سيرة حزبنا في قيادة المؤسسات النقابية والفئوية فنحيل تجمعات الشعب المهنية إلي خلايا عمل في صفوفها لتعطي السودان من جهدها وعرفها وبذلها كل ما هو بحاجة إليه حتي ينهض من كبواته وينطلق في دروب النماء والتطور .
{ب} العمل الجماهيري :-
أن حزبنا ظل يمثل قوي الوسط في الحياة السياسية السودانية جمع فأوعي ولم الشتات فإغتني بالتنوع الثقافي والمعرفي فكان إنتشار قواعده في جميع أنحاء السودان دليل وحدة وعنوان تكامل للقوي الشعبية التي يمثلها فهو بخصائصه الشعبية الفريدة خير معبر عن وحدة السودانيين برغم تباين ثقافاتهم وأعراقهم وديناتهم فاجتمعوا وعملوا معاً بإرادة حرة من أجل بنائه وتنميته .
{ج} منظمات المجتمع المدني :-
لعبت ولا زالت تلعب منظمات المجتمع المدني دوراً هاماً في التصدي لكل النظم العسكرية في كل عهودها بكل ما تملك من وسائل قانونية ومالها من أثر حميد في حياة المجتمعات المعاصرة وظلت تعمل علي صيانة الحقوق السياسية لذلك فإن الحزب يعمل علي دعم منظمات المجتمع المدني فكراً وإمكانات وتدفع إليها بخيرة أعضائنا ليكونوا في طليعة من يتصدون لعملها من أجل تحقيق أهدافها .
التنمية والخدمات في رؤية الحزب :-
أن العمل من أجل التنمية بمثل التحدي السياسي لشعب السودان عامة وللاتحادين بصفة خاصة وإذا كانت التنمية هي الواجب الأول الذي يتطلب تكاتف السواعد من أجل سودان المستقبل فإنها تقتضي منا جهداً متصلاً لتخليص السودان من كافة العراقيل والسلبيات القائمة اليوم في جميع المجالات وهذا لن يتحقق إلا بخلق رأي عام مستنير قادر علي توجيه مسار السلطة التنفيذية والتشريعية في السودان
أن التنمية الاقتصادية الشاملة هي سبيل السودان للقضاء علي أسباب الصراع الدائر اليوم بين المركز والأطراف وهي السبيل الوحيد لمنع أتساع دائرة هذا الصراع أو تنوع أشكاله فالأصل فيه هو الشعور بالفوارق والأهمال وبالقصور الشديد في إقامة مشروعات للتنمية الاقتصادية والنقص التام للخدمات الضرورية
ودورنا في الحزب الاتحادي هو صياغة خطة للتنمية تراعي علاج كل ذلك وأكثر منه تراعي حذور خلق مجتمع يكسب من تنوع مصادر الثروة فيه قوة ومنعة ومن تعدد ثقافاته وأعرافه غني ، مجتمع خال من كل أشكال الفساد .
إذن التنمية المحلية والتوزيع العادل لتردده ليس له مخرج للنماء والتطور من غير قيام تنمية قومية في صلة حميمة وعقيدة تنمية محلية أساسها توظيف الموارد المحلية والقوي البشرية في العمل الإنمائي ومن هنا فإن التخطيط للتنمية القومية يجب أن يقوم ويرتكز علي فلسفة الربط المحكم والوثيق بين التنمية الشاملة والتنمية المحلية .
الهدوية ودوائر الإنتماء الحضاري :-
السودان بموقعه الجغرافي وبتكوينه البشري وثقافاته ودياناته هو تجسيد لحقائق جغرافية وتاريخية وثقافية شكلت من خلال أمتزاجها في المكان هوية شعب السودان وسماته المعروفة فالسودان بلد عربي أفريقي لا أنفصام في تراكيبه بين مكونات هويته هذه ولا مجال لعزل خصائصه وسماته الحضارية عن بعضها البعض أو العمل علي فهم وإدراك أي منها بمعزل عن الأخري لذلك كان علي شعب السودان أن يتفاعل في محيطه وباتساع قارته ومع العالم من حوله من خلال دوائر تنداح متسعه تفسح أمامه آفاقاً عظيمة الاتساع يمكن أن يبدع فيها تجربة حضارية عامرة بالأخذ والعطاء من أجل مستقبل واعد للسودان وهذه الدوائر المتواصلة أبعادها هي الدائرة العربية والدائرة الأفريقية والبعد الإسلامي بتأثيره القوي والبعد الدولي بكل واقعة .
السياسة نحو الشباب :-
رعاية الأجيال الحديثة وتنشئتها تنشئة تنمي روح العمل الجماعي في أوساطهم كما تنمي فيهم الشعور العميق بالواجب وحب الوطن والشباب الذي يمثل اليوم جيل اليوم ورجال الغد هم عدة السودان وعتاده بمجهودهم وبذلهم سينهض السودان ويسلك طريق البناء والتنمية والتطور ومهمتنا اليوم في الحزب الاتحادي الديمقراطي أن نفسح الطريق لهذا الجيل وللأجيال التي ستليه لتواصل المسيرة أكثرة قوة وأشد منعة مزودة بالمعرفة الصحيحة النافعة ومسنودة بحكمة شعبها القائمة في صلب تراثه ومعتقداته .
أن دورنا اليوم أنما يتطلب العناية الكافية بالنابهين من شباب الحزب والذين تتجسد فيهم صفات القيادة هؤلاء هم من بوسعهم أن يحملوا الراية ويجتهدوا بحزبهم وبشعبهم السوداني كله إلي المستقبل وعلينا العمل علي أفساح الطريق لأجيال من الاتحاديين لتواصل المسيرة بقوة الرواد الأوائل وهي رسالة نوليها كل الاهتمام .
الحركة النسوية :-
تأكيد لمكانة المرأة السودانية بما يتماشي مع حجمها وأدوارها في المجتمع وفي عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية يجب الإعتراف لها بكافة الحقوق والواجبات المتضمنة العهود والمواثيق المحلية والدولية يجب أن تكون تلك هي سياسة الحزب في المرحلة القادة يجب أن يتم ذلك بالاهتمام والتصدي لها من خلال عمل تنظيمي مؤطر ومنضبط ومحسوب بدقة لافساح المجال لها في كل مؤسسات الحزب .
السلام والوحدة : -
أن مشكلات السودان القومية وقضاياه المصيرية لا يمكن بحثها وإيجاد الحلول الناجعة لها إلا عبر الحوار الجاد والمتواصل بين كافة القوي السياسية ولن تفضي هذه الحوارات لنتائج مستثمرة تحقق الأهداف المرجوة إلا في ظل مناخ ديمقراطي تشاع فيه الحريات العامة وتتاح فيه الفرصة كاملة لكافة القوي السياسية لطرح رؤاها من منظور قومي أستراتيجي شامل يستهدف مصلحة الوطن بذلك فإن منظور السلام الحقيقي في السودان هو منظور قومي استراتيجي لا ينبقي قصره علي منطقة دون أخري وأن تأخذ منفردة وبحلول ثنائية كما حدث بين الحزب الحاكم والجنوب أو كما يحدث بين الحزب الحاكم و بعض الفصائل المسلحة في دارفور.....الخ أن تاريخ نزاع السلطة في السودان وطبيعته يؤكدان علي أن الحل العسكري والمواجهة المسلحة لن يفضيا إلي سلام عادل ولا أستقرار دائمين بالبلاد وأن الحل السياسي الشامل والعادل يجب أن يكون الوسيلة والغاية المرتجاه للجميع في معالجة القضايا القومية .
ظلت وحدة السودان أرضاء شعباً أحد الأهداف الأساسية والاستراتيجية للحزب الاتحادي الديمقراطي ووظللنا ننادى بأن الوحدة الطوعية للسودان شعباً وأرضاً والقائمة علي الإرادة الحرة للشعب السوداني لن تأتي إلا في مناخ ديمقراطي حر وأنه يجب أن تتجزر الوحدة في تركيبة سياسية ودستورية وقانونية واقتصادية وإدارية واجتماعية تراعي التعدد الثقافي والعرقي والديني للسودان وشعبه ويجب أن تتخذ القوي السياسية موقفاً داعماً لوحدة الوطن أرضاً وشعباً وتعمل مجتمعة لتهيئة الظرف الذى يحقق الوحدة الطوعية بين الشمال والجنوب ولكن النظام بشقيه الشمالى والجنوبى فرضا واقع الانفصال ضد الارادة الحرة للشعب السودانى فى الشمال والجنوب ونشأت دولتان أسباب العداء والفرقة بينهما أكثر من دواعى التعايش السلمى مما يعرضهما ويعرض المنطقة كلها لخطر جسيم ولذلك نطالب كل القوى المستنيرة فى الشمال والجنوب لتضافر الجهود والعمل المشترك من أجل ازالة كل تلك الاسباب.
مشكلة دارفور :-
أطلقنا الدعوة إلي النظرة للاشكالية في السودان باعتبارها قومية الأصل سياسياً وتنموياً وأن قضية التهميش ليس قاصراً علي الجنوب وحدة ولكن للأسف الحكومة المركزية في ظل رغبتها في تجزئية المشاكل ووضع حلول جزئية لها للحفاظ علي مكتسبات حزبها دون نظرة موضوعية إلي مشكلة الوطن ظلت تصنف إشكالية دارفور خارج مدلولها الحقيقي باعتبارها حركة عصابات للنهب المسلح حتي فقدت معظم أوراق الحل من يدها وأخذت القضية بالمواجهة العسكرية دون الحلول السياسية بعداً إقليمياً ودولياً لم تصل إليه حتي مشكلة الجنوب خلال ستون عاماً وتعقدت الحلول بدخول أطراف دولية مؤثرة علي العقد والحل .
ولإيماننا بحدوث مظالم وتجاوزات وجرائم وقعت علي أهل دارفور أثناء الحرب الأهلية طالبنا الحكومة قبل سنوات بأن تقوم بتوطين العدالة في السودان وتعديل القوانين بحيث تتضمن المحاسبة علي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتعدي علي حقوق الإنسان بحيث تكون المحاكم المحلية قادرة وراغبة علي محاسبة من أجرموا في حق أهلنا في دارفور إلا أن رفضها في البداية وتأخيره أتاح الفرص للتدخل الدولي بحجة أن المحاكم المحلية غير قادرة قانوناً وغير راغبة (سياسياً) علي تلك المحاسبة ولازلنا نري أن حل المشكلة في وفاق وجمع كلمة أهل دارفور وأهل السودان كله حول قضيتهم وأن الحل الحقيقي يكمن في الاستجابة لقضايا أهل دارفور العادلة في حقهم في إيقاف الحرب والتفاهم مع كل الفصائل المؤثرة وتحقيق مطلب الإقليم الواحد وإعادة الحواكير وإعادة وتعويض اللاجئين والمتأثرين بالحرب أفرادا وجماعات ومنح أهل دارفور حقهم في السلطة والوظائف المركزية بحجم سكانهم وأشراكهم في رئاسة الجمهورية بالمستوي المطلوب والمحاسبة علي كل الجرائم التي أرتكبت أثناء الحرب و لكل المسئولين عنها:
وأخيرا وانطلاقا من تراثنا وتمسكا بتاريخنا ودستورنا فاننا نرفض الشراكة أو التحالف مع النظم العسكرية أو الشمولية الدكتاتورية المرفوضة من جماهيرنا أنما سنسعى للتحالف برامجياً مع من يتفق معنا فيما ذهبت إليه برامجنا من هدف الحفاظ علي وحدة السودان أرضاً وشعباً وفيما نسعي إليه من تحقيق دولة المواطنة التي تراعي التنوع العرفي والثقافي والديني وإقامة دولة التعددية والديمقراطية ودولة المؤسسات المستقلة ودولة القانون الذي يزيل كل القوانين المقيدة للحريات دولة حرية الرأي وحرية الإعلام واستقلال قضائه وقومية جيشه وأجهزته الأمنية الدولة التي تراعي حقوق الإنسان وفق كل المواثيق الدولية .
ذلك هو خطنا الثابت الذي لا نحيد عنه
والعون والتوفيق من عند الله وحدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.