الهالة الاعلامية الضخمة التي احاطت بالمذكرة التي رفعتها عضوية المؤتمر الوطني لقيادته معبرة فيها عن ضيقها وتبرمها بالاوضاع السياسية في البلاد عامة وفي الحزب خاصة وفي الحركة الاسلامية على وجه اخص , المذكرة الموسومة باسم مذكرة الالف بغض النظر عن تعدد نسخها او حتى فبركتها تكشف عن اشواق سياسية للتغيير متغلغلة في حنايا المجتمع السياسي عامة فمشايعوا الحكومة روا ان مشروعهم في الحكم تحول شركة قابضة (البره بره والجوه جو) الا بماذا يفسر بقاء شلة محدودة طوال عمر الانقاذ في واجهة الاحداث بينما الاخرون لايتذكرهم احد الا ساعة الاستنفار المعارضون للحكومة روا وهن وعجز قادتهم الثمانينيين فاشتاقوا لانشقاق داخل النظام يفت من عضده كل هؤلاء روا في المذكرة ضؤ في نهاية النفق مهما يكن من امر المذكرة تمثيلية كانت ام حقيقية او انها اخفت مذكرة اخرى اشد واقوى . فاعليها مجهولين او معروفين فالنتيجة في النهاية واحدة وهي انها احدثت حراكا وفتحت بابا لن يغلق ب(اخوى واخوك) فوتيرة الململة سوف تتصاعد ولكن قدرة الحكومة اكرر الحكومة على احتواء حراك المذكرة او المذكرات مازالت ناجزة لان المذكرة او المذكرات السابقة واللاحقة لم تنادي بتغييرات جذرية انما تنادي باصلاحات كفصل علاقة الحزب بالدولة واعطاء الحزب الحاكمية ومحاربة الفساد وتغيير الدماء في شرايين واوردة الحكم فالمذكرة او المذكرات اصلاحية وليست انقلابية ما لم تتبناها قوة نظامية داخل النظام ,(انا مابفسر وانت ماتقصر) مع بهار من الخارج الجاهز (وبرضو انا ما .....) يبدو لي انه بعد اكثر من عقدين من الزمان من تجربة الاسلاميين في الحكم في السودان او الحاكين باسم الاسلام ان الوضع محتاج لمذكرة من نوع اخر او بالاحرى لدراسة عميقة لسبر غور هذة التجربة ثم بعد ذلك الحكم لها اوعليها فحقيقة ان الدراسة المطلوبة يجب ان تدور في علاقة الدين بالدولة او علاقة الدين الاسلامي بالسياسة من خلال هذة التجربة السودانية والنظر الى اي مدى نجحت او فشلت وهل افادت البلاد والعباد ام اضرت بالدين والبلد معا دراسة مثل هذة مفتوحة لكل من عايشها في السودان ولكن وجود مذكرة او دراسة من جهة الحاكمين المهمشين سوف تكون شهادة قيمة لاصدار الحكم على التجربة في تقديري ان الدين وتحديدا الاسلام لم يكن مسئولا عن تخلف الدولة الوطنية في السودان ولافي غيره من دول العالم الاسلامي وبالتالي ماكان يجب ان يكون مطروحا كحل لمشاكلها ولكن طالما استطاع نفر من السودانيين اوغيرهم ان يحكموا باسم الدين ويتركوا بصمة في البلاد التي حكموها لابد من ان يكون حل المشاكل التي صنعوها مدخله الدين بعبارة اخرى لايمكن تجاهل الدين في حل الازمة السودانية الماثلة ومن هنا كان لابد للمؤيدين لوصل الدين بالدولة ان يتحلوا بالشجاعة ومن داخل المكون الديني ان يقدموا الحلول . فقد اتضح ان الذي يحكم ليس هو الدين انما بشر باسم الدين فطالما ان طبيعتهم البشرية هي التي تغلبت عليهم وطمرت الايدلوجية التي كانوا يرفعونها فان هذا يعني لابد من اعادة فهمنا للدين وعلاقته بالسياسة بدا لي ان هناك مراجعات خجولة يقوم بها نفر محدود وفي احد نسخ المذكرة المذعومة ما يشئ الي ذلك اما مراجعات الترابي فقد غبشها نشاطه السياسي ورغباته في الصعود للمسرح الفاعل مرة اخرى (عشان يعمل شنوا ؟ الله اعلم) abdalltef albony [[email protected]]