abdalltef albony [[email protected]] ان يسير الابن على درب ابيه من حيث المهنة امر عادي ومبرر في المجتمع التقليدي لان الفرصة المتاحة في التاهيل والتدريب هي تلك التي تتيحها الاسرة لذلك نجد ابن الراعي راعي وابن المزارع مزارع حتى في المجتمع الحديث نجد اسرا امتهنت حرفة واحدة كاعمال البناء والجزارة والحدادة و الذي منه لابل حتى في الوظائف التي تتطلب تاهيلا اكاديميا نجد الكثير من الابناء يسيرون على طريق الاباء مثلما يحدث في الطب والهندسة والمحاماة قد يكون هذا رغبة من الابن او اعجابا بالاب واحيانا باغراء او حتى اكراه من الاب. الاعراف الاجتماعية تقر سير الابناء في طريق الاباء (ود الفار حفار) و(ود الوز عوام) ومن شابه اباه فما ظلم الانسان عندما يبتليه الله بممارسة ما يخالف الشرع والعرف يكون دوما حريصا على ان يبعد ابناؤه عما ابتلي به فلايمارس المنكر امامهم . الاب يحرص دائما على ان يظهر امام ابنائه بصورة مثالية حتى ان لم يكن هو كذلك في الحقيقة وهذا من ثوابت المجتمع السوداني ولكننا عشنا وشفنا اباء يسيرون ابنائهم على دربهم في السكك الملتوية اي في ارتكاب المنكر. فالوثائق التي حفلت بها صحف الاسبوع المنصرم راينا اسماء الابناء في الشركات الوهمية التي تهبر وتلغف المال العام فالاب في الشركة العامة التي تمنحها الدولة التسهيلات للمصلحة العامة والابن او الاخ الاصغر في الشركة التي تعمل بالباطن وتستفيد من تسهيلات الدولة دون مناقصة او حتى اعلان وبطريقة (ام غمتي) في تقديري ان مثل الذي اشرنا اليه اعلاه هو اعلى مراحل التطبيع مع الفساد و(وكانوا لايتناهون عن منكر فعلوه ... ) الاية فالفساد اصبح بالنسبة لهم ممارسة عادية ليس فيها ما يخدش الحياء لذلك يورثونه لابنائهم واخوانهم الصغار لابل يستعينون بهم في اكمال الاجراءات والصفقات الفاسدة واكل مال الغير بالباطل . من المؤكد انهم يبررون ذلك بان الاجراءات التي انشاوا بها تلك الشركات سليمة مية المية وليس فيها ما يخالف قوانين والدولة وهذا من ناحية نظرية صحيح ولكن السؤال لماذا يعمل الابن في المجال الذي يعمل فيه الوالد كموظف عام ؟ فمثلا عندما يكون الاب مديرا لمصنع ما مملوك للدولة او شركة مساهمة عامة وينشئ للابن شركة تتاجر في ذات السلعة وبتسهيل كبير من مصنع الذي يديره الوالد ففي هذة الحالة وظيفة الوالد مستحقة وشركة الابن حق من حقوقه ولكن شبهة الفساد لايمكن نفيها خاصة اذا علمنا ان هناك ميزات تفضيلية لشركة الابن ناهيك عن التواطؤ العلني ان افساد الاباء للابناء بادخالهم في اكل المال العام امر لابد من التوقف عنده لانه ليس فسادا عاديا انما اهلاك للحرث والنسل وتدنيس للقدسية الاسرية ونوع منحط من انواع التربية ولاحول ولاقوة الا بالله كسرة العنوان ماخوذ من برنامج تلفزيوني كان يقدمه الاستاذ سرالختم محمد علي قبل ربع قرن من الزمان عاكسا فيه نمازج مشرقة تدعو للاعجاب . ويمكننا الان تقديم (تحقيقات ) كثيرة بذات العنوان ولكن بعد اضافة (في الفساد)