كان يوما مميزا بكل المقاييس ليس لان قطر هي الدولة الاولى في العالم التي خصصت الثلاثاء 14 فبرايرالجاري يوما للرياضة وليس لان كل مؤسسات الدولة ومنظماتها وبنوكها ودارسيها وشيبها اطفالها ونسائها خرجوا للمسطحات الخضراء وللشواطيء ورمال الصحراء ليستمتعوا بالفعاليات ويشاركوا بالالعاب التنافسية المتنوعة ليس هذا وذاك ولكن لان يقيننا يقول ان الرياضة هي فن الحياة .. فن حرق السعرات الحرارية طالما هي غير مرغوب فيها وطالما هي ضارة بالصحة والعافية وايضا لاحياء القيم النبيلة ورفعها لاقصى مداها. يقيننا ان هذا اليوم هو المميز لان الكثيرين سيصطحبونه لكل مفاصل حياتهم ويحولونه لتناغم فني انساني للتعامل في الشارع بمسؤولية خلال ذهابهم وايابهم من العمل.. وخلال انجازهم لمعاملاتهم بالدواوين الحكومية وحين جلوسهم في فصولهم الدراسية واثناء تواجدهم بين أسرهم واطفالهم وذويهم فن حض القيم واستنهاضها لتمشي بين الناس بالتسامح والابتسامة العريضة فن القدرة على التخلص مما هو سالب .. والترفع عن الصغائر والبغضاء فن جمال الروح والتسامي النبيل . " انسان رياضي وروحه وثابة " هي الصفة والمصطلح الاكثر تداولا بين الشعوب تطلق على الفرد الذي يخوض التحدي ويتقبل النتيجة حتى ولو كان مهزوما كدليل على ان الرياضة ليس فقط تلك الالعاب التي نمارسها باجسادنا لنمنحها الرشاقة ولنحرق الدهون والكلسترول والسكريات التي تزيد عن حاجتنا الطبيعية ولكن الرياضة هي ما تهذب سلوكياتنا وترفع معنوياتنا . الرياضة هي تلك التي تتغلغل في مسامات ارواحنا وترفعها لدرجات السمو والتسامح النبيل هي لاعلاء لغة الحوار وقبول الراي الاخر حينما نمر بعثرات ومشاكل في الطريق العام في العمل والاسرة او نتيجة اختلاف وجهات النظر بين الاصدقاء والزملاء .. الرياضة هي التي تصقل قدراتنا الذاتية وترفع تيرمومتر جهاز مناعتنا لنقبل على أعمالنا ومدارسنا بحماس وحيوية وتفاعلية ومحبة . الرياضة هي ترويض النفس وتشذيب الروح ولجم الانفعالات لنغسل دواخلنا من الترسبات تماما كما تلك الحركات التي تحرك عضلاتنا ونحن نركل كرة القدم او نمسك بالمضرب او نتمدد على صفحات المياه الزرقاء او نجري على المسطحات الخضراء فحرق السعرات الحرارية الزائدة يقوي العضلات ويفتح الشهية للاقبال على مسارات الحياة بحيوية وانسجام لاننا نتخلص من الطاقات السالبة من بين انسجة عضلاتنا ومن خبايا ارواحنا ومفردات لغتنا ولهجاتنا . ان التنافس بين اللاعبين خلال المنافسات الفردية والجماعية ليس الهدف منه فقط احراز الدرجات وتقدم الصفوف وحصد الجوائز بل الهدف الاسمى هو المتعة الذاتية واشعال نار الفرح والمرح في جنبات المدرجات بين الجمهور واخراج التفاعلات المختزنة ليحلق الجميع في الفضاءات الواسعة . ان الرياضة التي خصصت لها الدوحة يوما من العام ووضعته ضمن رزنامتها السنوية ما هي فقط الالعاب والمنافسات لينفض سامرها مع اطلاق صفارة النهاية ولكن هي لاستصحاب القيم السامية لمفاصل الحياة في دواوين الحكومة والمؤسسات المالية في الشارع والنادي والاسواق في المدرسة ووسط الاسرة والا صدقاء والابناء . الرياضة هي الالتزام بالقوانين والانظمة واللوائح واحترام حق الغير في التعبير عن مكنونات نفسه طالما لا تخدش حياء او تجرح دين او تمس معتقدات وهى محاربة العادات والتقاليد الدخيلة والضارة وهي الامتناع عن المحرمات والتعافي عن تعاطي الممنوعات ..هي احترام الطريق وقوانين المرور .. والالتزام بالعهود والمواثيق هي الامانة وضبط الوقت وحسن ادارته .. الرياضة هي التي نستصحبها معنا في حلنا وترحالنا وان نحب الحياة ونستمتع بنعم الله الكثيرة التي لا تحصى ولا تعد وهي قيمنا الفاضلة المغروسة في قلب شريعتنا الاسلامية السمحاء لنستدعيها للحياة بنا ولنا وللاخرين . عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر [email protected] همسة : مع اشراقة شمس الصباح استصحبوا معكم في المدرسة والشارع والعمل والبيت القيم الجميلة لتتعافوا وتصحوا .