لقد لعب المال المتدفق من بعض القوي الاستعمارية عبر جوبا إلي جنوب كردفان وبإشراف الحركة الشعبية ومن وراء ظهر الحكومة، دورا في تسليح البعض من أبناء النوبة والدفع بهم عبر التضليل والخداع،إلى انحيازهم للمتمرد عبد العزيز الحلو ، وذلك بقصد تصعيد الحرب ضد نظام الخرطوم، واعتقدت فلول التمرد في البداية وكأنهم يتمكنون من خلال عمل متقن وسريع،ينفذ بشكل سري ودون عوائق خطيرة. وما يحلمون به هو عملية كبري تنتهي بالاستيلاء علي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإلحاقهم نهائيا بدولة الجنوب. وفي بداية الأزمة كان الوالي احمد هارون رغم فوزه الساحق بالانتخابات، يدرك بقدر حصيف من حسن تقدير الأوضاع،حتي ظن البعض انه يخطب ود الحركة الشعبية عندما عرض مشاركتها في حكم الولاية ، كل ذلك لمعرفته بحقيقة المخاطر التي تترصد المنطقة بأسرها، ولتحاشي الانزلاق في حرب لا طائل منها، وموقفه كان واضح فالسودان ليس من إستراتيجيته العدوان علي الآخرين لكن بإمكانه الدفاع عن نفسه، بما يرد عنه العدوان فهو حق مشروع في القانون الدولي ولا يلقي باللوم عليه لأن المجتمع الدولي يعلم علم اليقين من هو الطرف البادئ بالعدوان. ومازال الموقف السوداني يتميز حتى الآن بدرجة عالية من ضبط النفس وهو ليس بالآمر السهل في ظل استفزازات الحركة الشعبية المتعمدة والمحسوبة بعناية، ولكن لا يعني هذا أن الجانب السوداني سيحتفظ بهذا الضبط للنفس إلى الأبد، ومن استفزازات الحركة الشعبية تعرض مواطني قرية أم دوال لإبادة جماعية على يد الجيش الشعبي، حيث لقي 33 من أبناء القرية بينهم 29 من أسرة واحدة، لم تكتفي الحركة الشعبية بذلك بل طالبت بممارسة المزيد من الضغوط على السودان لقبول دخول المنظمات الإنسانية لمناطق جنوب كردفان بحجة إيصال الإغاثة للمتضررين، حيث تكررت زيارات قام بها ناشطون إلى مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق لتقديم صورة عن الوضع الإنساني تجعل المجتمع الدولي يضغط على الخرطوم لقبول عمل المنظمات حتى تتكرر تجربة شريان الحياة الذي تحول من إيصال الإغاثة للمحتاجين إلى إيصال الغذاء والعتاد للمتمردين أو كما حدث بتدويل مشكلة دارفور، وينشط المبعوثون الأمريكيون هذه الأيام لإقناع الكونغرس الأمريكي بضرورة تدخل المنظمات الإنسانية ، بعد أن قدموا تقارير تدعم مساعيهم ، وهذا ما يكشف النقاب عن حقيقة ما تضمره الولاياتالأمريكية وبقية الدول الاستعمارية للسودان وأسفرت عن ما تخفيه وراء سياساتها المراوغة التي تمارسها معنا من خلال مخطط استخباراتي تقوده الإدارة الأمريكية هدفه تقسيم ما تبقي من شمال السودان متخذة ولاية جنوب كردفان محطة انطلاق لمشروع تقسيم شمال السودان بعد أن نجحت في انفصال جنوبه، وقد أوفدت بعض الشخصيات الأمريكية مثل نجم هوليود جورج كلونى وفرانك وولف لجنوب كردفان بغرض فبركة تقارير مضللة عن الأوضاع هناك وتحريك حملة دعائية تجاه السودان لتشبيه الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق بدارفور ، وتدويل القضية وإعادة إنتاج أزمة دارفور، هذا إلى جانب التقرير الدولي الذي أكد تقديم الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا دعماً مباشراً للعمليات العسكرية التي يقوم بها المتمردون بولاية جنوب كردفان بتنسيق مع حكومة جوبا اعتبره المراقبون يأتي في إطار الخطة التي ترمي لها دول الغرب واللوبي الصهيوني لتغيير النظام بالخرطوم.