اتصل بى صديقى المنتمى للمؤتمر الوطنى الحزب الحاكم يلومنى على اننى لم أهنئه بانسحاب الجيش الشعبى من هجليج او انتصار الجيش السودانى على قوات الجيش الشعبى بحسبانه احد ربيبه حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ناسيا او وتناسيا باننى قد خرجت من رحم القوات المسلحه السودانيه منذ نشأتها يوم كانت قوه دفاع السودان .. ومتناسيا باننى اقرب منه للقوات المسلحه التى عشقت مارشاتها واهتز كالجان عندما استمع لتلك المارشات التى كانت تطرب ابى طربا لا يحده حدود . بل وهو بالمعاش عندما يستمع الى السلام الجمهورى يقف ( انتباه) ناظرا الى اعلى كانه بعلم السودان يرفرف فى السماء رمزا للعزه والكرامه .. صديقى هذا يخلط بين الاوراق فهو لا يفرق بين حب الوطن وحب حزب المؤتمر الوطنى وفى رايه ان الوطنيه الحقه هى الانتماء للمؤتمر الوطنى وان القوات المسلحه هى ملك للمؤتمر الوطنى متناسيا ان القوات المسلحه هى درع الوطن ودرع الشعب السودانى وانه يجب عليها ان تناى بنفسها عن اى انتماء سياسى ولكن انتماءها لهذا الوطن . وقد اشار الدستور الانتقالى الى ذ لك كما اشار اليه قانون القوات المسلحه . فقد كانت القوات المسلحه السودانيه هى الحارسه لهذا التراب وولائها لهذا التراب وليس للاحزاب .. وهى فى حقيقه امرها جزء من الشعب السودانى وتلعب ادوارا خطيره فى السلم وفىالحرب والوقوف معها فرض عين على كل سودانى وطنى يعشق هذا الوطن وشتان ما بين عشق الوطن وعشق الحزب سواء كان حزبا حاكما او معارضا و القوات المسلحه السودانيه لها تاريخ عريق منذ عام 1821 تاريخ احتلال الجيش التركى المصرى للسودان حيث ان الكتائب السته التى كونت من السودانين السود فى مصر اصبحت هى النواه الاولى لقوه دفاع السودان . وان كان التكوين الفعلى لقوه دفاع السودان وبعد كثير من الاحداث قد تم فى السابع عشر من يناير عام 1925 وكان ذلك بحدائق قصر الحاكم العام ( القصر الجمهورى) واالاحتفال كان بمناسبه (يوم الملك)وقد حضره زعماء القبائل والعشائر وكبار ضباط الجيش حيث اعلن السير جفرى فرنسيس ارشر الحاكم العام وحامل نيشان القديسين ميخائيل وجورج من درجه فارس اعلن بانه من الضرورى انشاء قوه دفاع السودان وتم تعيين الجنرال هدلستون قائدا عاما لقوه دفاع السودان هديه له على سحق حركه على دينار بدارفور وسحق تمرد 1924اى ( ثوره اللواء الابيض ) بقياده الابطال على عبد اللطيف وعبد افضيل الماظ واخرين وتم تكوين قوه دفاع السودان من: 1/ الكتائب السودانيه فى الجيش المصرى سابقا 2/ السوارى والمشاه الراكبه 3/امدرمان / مدفع مكنه واحد و8 مدفع فيكرز 4/ الهجانه 5/ فرقه العرب الشرقيه 6/ فرقه العرب الغربيه 7/ كتيبه الاستوائيه 8/ سلاح الموسيقى 9/ السجن الحربى 10/ فرع النقل والامداد 11/ الرديف او الاحتياطى السودانى 12/البطاريه السريعه لمدافع المكنه 13/ سلاح المهندسين السودانى 14/ السلاح الطبى وحمله الحيوانات ولا ينسى تاريخ القوات المسلحه الهجوم الايطالى على كسلا فى الرابع من يوليو سنه 1940 فقد كان الهجوم بعدد يقدر ب 20000 عشرون الف رجل وكانت قوه دفاع السودان التى واجهت العدو لم تتجاوز 4500 رجل تحت قياده 73 ضابطا انجليزيا و97 ضابطا سودانيا . لقد دافعت هذه القوه الصغيره عن الوطن فى حدود لا تقل عن1200 كيلومتر وعن طريق التكتيك الممتاز والذ كى تم تحرير كسلا فى 19/1/1941 . هذه لمحه عن بدايات القوات المسلحه السودانيه التىحافظت علىتراب الوطن ويوم استعادت هجليج او انسحبت منها قوات الحركه الشعبيه لم تكن هذه القوات السودانيه المسلحه تعمل من اجل حزب بل من اجل وطن وشعب من اجل التراب والكرامه من اجل اطفال السودان ونساء السودان .. التحيه للقوات المسلحه السودانيه التى حملت ارواحها فىاكفها من اجل السودان .. التحيه لهم وهم يصعدون الى قمم الجبال وينزلون الى وهاد الوديان باحثين عن الاعداء ايا كانوا من اجل تقليع انيابهم وتقليم اظافرهم .. وعاش السوةدان حرا ابيا . وعاشت القوات المسلحه سندا للشعب السودانى فهى دائما ما تنحاز للشعب وللوطن دون حزبيه او قبليه . عبد الله احمد خير السيد المحامى / كسلا