الربيع العربي في سوريا والثورة الدموية التي هزت العالم أكثر مما فعلت الثورات الأخرى كان لابد من أن تبادر مراكز الدراسات والبحوث للوقوف على مفاصل هذه الثورة المستمرة والتي يتوقع لها أن تستمر لفترة أطول. الثورة في سوريا مختلفة هي بادرة لابد من القيام بها وقد تكون الأولى في هذا الإتجاه حيث نظمت دائرة العلاقات الدولية بمركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث بالخرطوم منتدى بعنوان : مستقبل النظام السوري بين تصاعد الأوضاع الداخلية والأدوار الإقليمية والدولية، شارك فيه عدد العلماء والمختصين الأكاديميين والباحثين والإعلاميين وتحدث فيه أستاذين من أساتذة العلوم السياسية ، الدكتور/ بابكر حسن باشا الخبير في خفايا النظام والحكم السوري والذي سرد بالتفصيل تاريخ الحكم في سوريا منذ بداية حزب البعث في العام 1953م موضحاً الدور الروسي في النظام السوري منذ البداية مروراً بالإتحاد بين سوريا ومصر والوقوف القوي لروسيا ضد محاولة التدخل الإسرائيلي والأمريكي لمنعه ذاكراً النسب المتفاوته والتي تشير إلى شكل الصراع مابين قادة الجيش وقاعدته ونسب وجود المسلمين والسنة والدروز والأكراد ، مؤكداً على قوة الجيش السوري وإمكاناته الكبيرة باعتبار أن كل الآليات والتقنيات روسية متطورة لافتاً النظر إلى أن من يدفع فاتورة هذه التجهيزات الدفاعية والهجومية هي الدول الخليجية ومؤكداً أن السقوط لهذا النظام القوي لن يتم إلا عبر ما يسمى بالممرات الآمنة ، كما تحدث الدكتور / صبحي فانوس أن ما يحدث يندرج تحت مسمى عدم الإستقرار بسبب احتكار السلطة من قبل فئة أو مجموعة أو أسرة وعدم انفتاح النظام على مختلف الطوائف والإستبداد من خلال الأجهزة الأمنية إضافة للفساد موضحاً أنها الأسباب التي تسببت بكل الثورات السابقة وقد تسبب بالثورات اللاحقة، مضيفاً أن الوضع في سوريا به بعض الإختلاف حيث تسببت هذه الثورة بتعارض كبير بين الدول الإقليمية والدولية كالتعارض الذي وقع بين تركيا وإيران وتذبذب الموقف الخليجي. النظام السوري من وإلى: وأهم ما جاء في هذه الندوة أن النظام السوري انتهي من نظام قومي إلى نظام بعثي ، ومن نظام بعثي إلى نظام طائفي نصيري ، وانتقل من نظام طائفي إلى نظام أسري ، وأصبح الصراع السياسي داخل أسرة الأسد بطريقة خفية. الربيع السوري والتعقيدات الإقليمية والدولية: جاءت الثورة في سوريا بصورة معقدة وفيها من العمق الكبير في اتجاه التعقيدات المحلية والإقليمية والدولية ، فمحلياً يعد التعقيد سياسي داخل المعارضة المقاومة للنظام في سوريا ، حيث يهددها عامل الوحدة بتكوينها المختلف . وعلى المستوى الإقليمي فقد أحدثت الثورة في سوريا تعقيدات في التوازن بين تركيا وإيران في ناحية ، وفي ناحية أخرى بين العراق وبين الشيعة في لبنان من جانب آخر. ثم كان التعقيد في التوازن الدولي الذي أدخل كل القوى العظمى الدولية في الصراع فأصبحت روسيا والصين في جانب والولايات المتحدة وأوربا في الجانب الآخر ، وتلخيصاً للأمر كله يتضح أن الثورة في سوريا جاءت بتوازنات تمنع حسمها على المستويين الداخلى والخارجي بصورة سريعة ، ويتوقع أن تستمر أكثر من ذلك ، وربما تستمر الثورة في الشارع إلى أن تضعف قبضة النظام السوري بالصراع الأسري الداخلي وينهار النظام من بعد ذلك في أثناء استمرار الثورة في الشارع السوري. كما يتوقع أن تشكل بعض الإتصالات والعلاقات التنظيمية من قبل الجماعات الإسلامية في كل من تركيا والعراق وسوريا مسار الثورة في المستقبل السودان والربيع السوري: كان للسودان موقف مساند للنظام في بداية الثورة ولم يحسم موقفه في الجامعة العربية ثم تحول إلى موقف المقدم للنصيحة للنظام ، وعندما لم يستمع النظام القائم للنصيحة المقدمة وجد النظام السوداني الذريعة للإنتقال للوقوف في الصف المساند للثورة الصين وسوريا والسودان: من المؤشرات الأساسية في الصراع الحالي تحول الصين كفاعل أساسي ووصلت مرحلة استعمال حق الفيتو ، وذلك يجب أن يكون عبرة لوزارة الخارجية السودانية للوصول بالعلاقات – برغم أنها وصلت قبلاً بالإستراتيجية ومرة أخرى بالعضوية – بين السودان الصين لتصبح أقوى بحيث تكون الصين الظهير الأول في مجلس الأمن والأمم المتحدة حتي يغلق السودان ثغرة مجلس الأمن بشكل نهائي ، ويجب على الحكومة ووزارة الخارجية جلسات طويلة للوصول لإجابة سؤال هام ، هو لماذا وقفت الصين هذا الموقف بالرغم من أن المصالح السودانية الصينية أكبر من المصالح السورية الصينية وأن مستقبل الصين في أفريقيا أكبر بكثير من مستقبل الصين في الشرق الأوسط ولامقارنة بين الإثنين، ويعتبر السودان البوابة البوابة الرئيسية للصين نحو أفريقيا. السؤال: لماذا لم ترتق العلاقات السودانية الصينية كما ارتقت مع سوريا ؟؟؟ ��