يبدو أننا سنضطر لنفعل مثلما فعل الشعب الروسي حيث قاموا بإنشاء موقع إلكتروني يختص بما يصدر عن المسؤولين ، خاصة تصريحاتهم وقراراتهم التي تتسم بالغباء والحماقات السياسية.ومثلما بدأ الموقع في افتتاحه بمبادرة الرئيس الروسي "ديمتري ميدفيديف " بما يتعلق بفكرة (الحكومة الموسعة) يمكننا أن نبدأ أيضاً موقعنا المفترض ب(الحكومة العريضة) التي تم التيقن من ضيقها كونها لا تتسع إلا لقفاطين أنجال السيدين سيكون هذا الموقع ناجحاً جداً بسبب غزارة الانتاج من الأفكار الألمعية التي يتحفنا بها المسؤولون ليل نهار ، بالإضافة إلى التصريحات التي لا تخضع إلى ضابط أخلاقي أو عقلاني ولا تمرّ بأي فلترة شعورية أو واعز من أحاسيس.يمكن أن يشتمل الموقع على أقسام رئيسية مثل : القوانين والقرارات، أفكار المسؤولين ،تصريحات المسئولين .فالقرارت كثيرة مثل قرار وزارة المالية رقم 15 والقاضي بإيقاف التمويلات الخارجية لمطار الخرطوم الجديد.أما الأفكار فلا أحد بالضبط يدري كيف يفكر المسؤولون وأين .وهل هذه الأفكار الغريبة هي نتاج إلهام معين من موقعهم كمسؤولين عن أمانة في أعناقهم ينبغي صونها وأدائها على أكمل وجه أم من واقعهم كأسياد لغيرهم من المواطنين. وبالنسبة للتصريحات فيمكن تقسيمها إلى فروع حسب الظروف الزمانية والمكانية . فمثلاً يكون هناك قسم كبير جداً للتصريحات المتعلقة بالغلاء والأمور المعيشية وكسب الرزق لأن هذا القسم سيمتلئ حتى يفيض بعبارات مثل شد الأحزمة على البطون والتقشف والغلاء الموسمي وشراب الشاي بالتمر، والرجوع إلى العواسة ونأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وغيرها . والمعلوم أن هذه التصريحات والدعوات هي موجهة من مكاتب وقصور المسئولين إلى المواطنين الذين يعيشون على الضفة الأخرى. هذا غير ما يصدر في لقاءات المسؤولين الجماهيرية المفعمة بالحماسة والانفعال باللحظة والتي تتضمن التبشير بتحقيق الأحلام الزلوطية وفي نفس الوقت الوعيد لمن تسول له نفسه بأن يسأل أو يعترض أو يحتج . والأدبيات في هذا المجال متوفرة بكثرة ، فأقلها المبذول على صفحات الصحف من تعبيرات مثل : بلوه واشربوا مويته ، تحت جزمتي ،لحس الكوع ، وناموسة في أضان فيل وغيرها من العبارات التي تذخر بأمثال تُستخدم فيها الحيوانات البريئة . أما التصريحات المباشرة التي يتم توجيهها من قِبل المسؤولين للمعارضين لنظام الحكم فآخرها هو وصف السيد نافع علي نافع لزعماء المعارضة بعواجيز الخرطوم في حديثه عن أنهم لا يقوون على تحقيق أحلامهم.ذلك غير التصريحات المباشرة في شكل شتائم ودونما تغليف في ورق سولفان أو حتى ورق جرائد.فقد تم شتم المواطنين والإساءة إليهم فلم يسلموا بوصفهم بأنهم مثل الشحاتين ،أو المارقين ولكن لن يزعم أي مسؤول بأن يصرّح بأن هؤلاء المواطنين غارقين إلى آذانهم في الفساد وعديمي الذمة والضمير لأن الضمير يرجع إلى من يرجع إليهم . ويمكن أن يكون هناك باب للأفعال الحمقاء والخرقاء وهي كثيرة ولا تُعد ولكن يمكن أن نوجزها في ملاحظات قليلة .مثلاً مسألة إنشاء الكباري الكثيرة بينما شوارع الإسفلت تشكو من الإهمال فعمق الحفرة الواحدة في وسط الشارع أقرب إلى عمق المقبرة . هذه الكباري أخذت من قوت الشعب الذي يقضي مشاويره راجلاً لأنه لا يجد حق المواصلات ناهيك عن سيارة يؤمَن لها الكبري قبل البنزين. وهذا الشعب يمشي أحياناً على رأسه من شدة الدوار ، ومن رضي عنه ربه يمكنه استغلال ركشة لقضاء حوائجه ومشاويره بالإضافة إلى أن هذه الركشة غير مسموح لها بعبور الكباري بل لديها خطوط معينة تعمل فيها وفقاً لقرارات المحليات . يُتوقع فيما يتعلق بالتفاعل مع الموقع المفترض أن يتحفنا الظرفاء بتعليقاتهم اللطيفة مقابل الحماقة لتحقيق "وزنة" مرموقة ويجيئنا أحدهم بمثل ما جاء به ذاك الظريف الذي قال: بُني الإنقاذ على خمس تاكل ما تشبع وتلبس مرقّع وتمشي الجنوب ما ترجع عندك ما عندك تدفع تفتح خشمك .... يطلع. عن صحيفة "الأحداث" moaney [[email protected]] /////////////