فاجأني إختيار مجلس إدارة نادي المريخ لخالد أحمد المصطفي مديرا للكرة ومحمد موسي نائبا له والمفاجأة في أنهما حسب التصنيف المريخي خارج حسابات الحاشية المعروفة فما الذي حدث؟ هل أصبحا من الحاشية وبلغ رضا الوالي منهما أعلي مراحله لدرجة تعيينهما في مكان حساس مثل إدارة الكرة؟ ونحن نعلم أن المجلس أو الوالي لايسمح بتواجد شخص غير مرضي عنه في هذا المكان وهو كما نعلم المكان الذي تدور حوله كثير من علامات الإستفهام خاصة في مواصفات المدير ونائبه بجانب الجوانب المالية والكيفية التي يتم بها الصرف علي هذا القطاع . وقادني تفكيري بعد ذلك لإتجاه آخر أراه بعيدا من واقع الفكر الذي يدير به جمال الوالي نادي المريخ والذي إستمر لتسع مواسم متتالية وهو أن الرجل قرر أخيرا تجريب العمل المؤسسي في النادي وإختار البداية بدائرة الكرة وجاء بوجهين جديدين تسبقهما سيرة محترمة كلاعبين لهما أسمهما ووزنهما في كرة القدم السودانية تدعمها الأخلاق العالية طوال مسيرتهما في عالم المستديرة ومن خلال تواجدهما بعد ذلك في مجال التدريب والتحليل الرياضي . وكل من يعرف محمد موسي وخالد أحمد المصطفي عن قرب يعرف كم هما محترمان ومؤدبان بجانب قوة الشخصية وفق هذه المعطيات أري أن إختيارهما جاء مفاجأة لأن تركيبتهما كما ذكرت لاتتسق مع الفكر الذي يدار به نادي المريخ إلا إذا تغير هذا الفكر ووصل الرجل إلي قناعة (بغربلة) سنواته في حكم المريخ وقرر أن يكون النظام أكثر إحترافية وهذه الرؤية ستثبتها الأيام ومدي القدرة علي تحمل وجود (خالد ومحمد موسي) في هذا الموقع المرغوب من كثيرين يرون أنهم أفضل من يشغله وبمعني آخر فصل خصيصا من أجلهم . إذا كان تفكير جمال الوالي قد وصل إلي هذه المرحلة وكان صادقا في عملية التغيير مؤكد أنه سيحدث النقلة النوعية التي إختفت طوال فترة رئاسته لمجلس إدارة نادي المريخ ويستحق أن نحييه علي هذه الخطوة المفصلية في تاريخ النادي لأنه بدأ يبحث عن الكفاءات ويتخلي عن الولاءات الشخصية وهذا الأمر يمكن أن يتطور حتي علي مستوي مجلس الإدارة ونشاهد ظهور كفاءات إدارية يمكن أن تخدم المريخ بفكرها وليس مالها مثل المهندس عصام مسكين والأستاذ خالد سيداحمد وغيرهم كثيرون وسيعلم وقتها الرجل أنه بهذه الخطوة ودعمها بخطوات أخري مماثلة وضع المريخ علي الطريق الصحيح ولن يحتاج كثير إجتهاد لإعادة الترتيب بعد مغادرته مقعد الرئاسة. الكارثة ستكون في حال كان الهدف من هذا التغيير ( خالد ومحمد) رسالة محددة لتعود (حليمة بعدها لقديمها) بمعني أن يكون وجودهما في دائرة الكرة بدون صلاحيات وتوضع في طريقهما عقبات تقيد تحركهما فيختارا الإنسحاب بعد فترة وجيزة ساعتها سنفهم أن جمال الوالي قدمهما ليقيلهما ويعيد من أبعده وهو غير راضي . عموما لاأود سبق الأحداث وسأفترض حسن النية في هذا الإختيار الموفق للشابين فقط يجب أن تتاح لهما الفرصة كاملة لأداء مهمتهما وعلي خالد أحمد المصطفي ومحمد موسي في المقابل التأكيد علي كامل الصلاحيات قبل إستلام المهمة والتركيز علي التفاصيل ووضع النقاط في الحروف حتي لانقرأ غدا منهما أنهما تعرضا للتهميش لذا قررا المغادرة أو قرر أحدهما المغادرة . التغيير في الرياضة مطلوب وخطوة مجلس المريخ وقبله مجلس الهلال للإستعانة بالكوادر الشابة من أبناء النادي يجب أن تجد منا الدعم الكامل لأن نجاح التجربة نجاح للرياضة وتأكيد علي وجود الكوادر المؤهلة القادرة علي وضع بصمتها في عملية التطور. hassan faroog [[email protected]]