مباراة شعارها الفوز ولاشيء غير الفوز كلمات أتوقع أن يكون قد دفع بها مدرب منتخبنا الوطني محمد عبدالله مازدا للاعبيه وهم يتأهبون لخوض أهم مبارياتنا في المجموعة اليوم أمام المنتخب الزامبي (بطل أفريقيا) وهذه مهمة للغاية خاصة وأن المباراة علي الأرض ووسط الجمهور وبالتالي فإن الفرصة كبيرة لتحقيق المفاجأة ورفع حظوظ المنتخب بوضعه في صدارة المجموعة من أول مباراة . قد يري البعض هذه الرؤية مع واقع المنتخب الحالي متفائلة بدون منطق لهذا التفاؤل لأن إستعدادات المنتخب الوطني لم تخرج من التدريبات والتي تمت أيضا في فترة زمنية ضيقة وإن كنت أري أن هذا الجانب السلبي كما يراه البعض ليس جديدا في ظل حالة اليتم التي يعيشها بالغياب الكامل لأي إهتمام من الحكومة يضمن لهذا المنتخب الإعداد الجيد .هذا الغياب والتجاهل الذي لم تفلح كل صرخات مازدا والمسؤولين في الإتحاد العام في جذب الإنتباه إليه وتحولت إلي صرخات في وادي صمت الحكومة يتردد صداها في المكان ثم تختفي دون أن تترك أثر. هذا الواقع المؤلم والمحزن والمحبط أصبح له خبير وإختصاصي يعرف كيف يتعامل معه هو المدرب الكبير محمد عبدالله مازدا الذي نجح في كل الإمتحانات القاسية التي وضع أمامها وحقق من النتائج مايمكن وضعه بحسابات كرة القدم في خانة الإعجاز فعندما تصنع من (لاشيء) لايوجد حتي فسيخ لتصبح المبالغة في صناعته شربات .. عندما تصنع من (لاشيء) هذه النتائج المذهلة التي تصرف حكومات أخري (دم قلبها) لتحقيقها لاتوجد كلمة تعبر عنه غير الإعجاز . لذا فالمنتخب السوداني يلعب اليوم أمام بطل أفريقيا علي (مازدا) وعلي قدرته التي وصلت درجة (خبير) في إدارة مثل هذه الظروف المعقدة والتي لايقبل مدرب سواه بالعمل تحتها وأري أن إختيار قائد المنتخب الوطني هيثم مصطفي الذي أثار ضجة كبيرة مؤخرا جاء موفقا للغاية من هذا الجانب خاصة وأن مازدا وهيثم وأسامة عطا المنان وقبلهم الدكتور كمال شداد وحاليا الدكتور معتصم جعفر كانوا رأس الرمح في (حلحلة) الصعوبات الكبيرة التي ظلت تواجه المنتخب في السنوات الأخيرة التي شهدت عودة الكرة السودانية إلي الواجهة الأفريقية من جديد. أملنا كبير في مازدا ونعلم أن المسؤولية الملقاة علي عاتقه كبيرة للغاية ولكن نعلم أيضا أن ثقته اللامحدودة في نفسه كمدرب يتعامل مع ظرف إستثنائي قد لايمر علي مدرب غيره وفي قدراته الفنية وفي لاعبيه الذين يلعبون من أجل السودان وكلهم إفتخار بأنهم ضمن خيارات هذا المدرب بالدرجة التي تجعلهم يلعبون أيضا من أجل مواقفه المضيئة والدروس العظيمة التي يتعلمونها منه يوميا عن معني العمل من أجل الوطن . مثلما يقوم مازدا بدوره وزيادة فإن هناك أدوار أخري ظلت تكمل هذا الدور وتدعمه وتخلف من خلفه وهو دور الجمهور الذي يحتاجه المدرب ولاعبيه اليوم أكثر من أي وقت آخر فهل تستجيب الجماهير وتتدافع من كل صوب وحدب لتساند مازدا في يوم هزيمة البطل؟ اتمني ذلك hassan faroog [[email protected]]