في إطار المشاورات الجارية مع كافة الأطراف المعنية لأزمة دارفور اجتمع الوسيط المشترك اليوم في طرابلس مع قيادة عدد من الحركات المسلحة الدارفورية لمناقشة عملية السلام في الدوحة وتحديد كيفية مشاركتها الفعالة لتسوية الصراع في الدارفور. وبعد نقاش بناء ومفتوح ، اعلنت الحركات استعدادها للخوض في حوار بناء مع حكومة الوحدة الوطنية في السودان وعبر الوسيط عن أمتنانه للأخ قائد الثورة الفاتح العظيم والمسؤولين الليبيين لنصائحهم الحكيمة ومساهماتهم القيمة لبناء السلام في دارفور. وهنأ الوسيط الدولي الحركات لقيامهم بإنشاء اطار للتنسيق والتوحيد كما شجعهم لمواصلة إتصالاتهم مع حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان (عبد الواحد) وبقية الحركات حتى لايشكل الإنشقاق داخل الحركات المسلحة عائقاً في طريق بناء السلام في الدارفور . وفي هذا السياق اجتمع الوسيط المشترك مع مجموعة من المجتمع المدني بقيادة الفريق إبراهيم سليمان الذي وصل إلى طرابلس بدعوة من السلطات الليبية . وتعمل المجموعة في اطار المصالحة وتوحيد كافة الحركات الدارفورية . وقد وافق الوسيط المشترك على التعاون الوثيق مع هذه المبادرة وكذلك مع مجموعات المجتمع المدني الأخرى. وفيما يتعلق بالحوار مع حكومة الوحدة الوطنية ، دعا الوسيط الحركات إلى التفاوض حول أتفاق اطاري يهدف الى تحديد مضمون المفاوضات السلمية الشاملة والنهائية والإجراءات المتعلقة بها علماً بأن هذه المفاوضات تؤدي إلى أتفاقية سلام شامل وعبرالوسيط عن ارتياحه لتمسك الحركات بالدوحة كمقر للعملية السلمية . كما اكد الوسيط المشترك على الضرورة القصوى للأتفاق على وقف العدائيات بين كافة الأطراف المتنازعة من أجل تسهيل بناء الثقة بينها ، وتحسين الوضع الأمني وتأمين وصول المساعدات الإنسانية في دارفور واعطاء الفرصة للحوار السياسي الذي يعالج جزور الصراع الدارفوري . وإن وقف العدائيات هذا سيمكن كل الذين أجبروا للنزوح من العودة الطوعية على ديارهم واستئناف حياتهم الطبيعية بكرامة وسلامة والبدء في عملية المصالحة .