معدلات التضخم بالبلاد زادت مؤخراً حتي وصلت الي 30%لأول مرة في السودان عقب إنخفاض قيمة الجنية السوداني مقابل الدولار . وتبعاً لذلك تطاولت الاسعار كثيراً علي المواطن مشّكِلة صدمة كبيرة والامر في رمته قد لا يخلو من سوء إدارة للشأن الإقتصادي بالبلاد مع تفشي ظاهرة الفساد في البر والبحر وتراجعت معه عمليات الإنتاج وتدهور الصادر وان معظم الحلول التي إنتهجتها الدولة في المشكل الإقتصادي كانت تفكر في إيجاد الحلول الآنية ولا تنظر الي المستقبل البعيد بل ((سياسة رزق اليوم باليوم )) فالتطمينات التي تطلقها الحكومة الان من شاكلة الشعب السوداني متفهم الوضع ويتحمل مع الدولة العمليات الجراحية لتعافي الاقتصاد السوداني غير موضوعية, علي الرغم من وجود حلول اُخري كثيرة لكنها تصطدم بواقع التنازل من مكونات الفئة الحاكمة. حيث يري بعض منهم أن الحلول الآنية تقيهم شر عجز الدولة عن مواصلة برامجها بينما يراها اخرون إنها قد تعجل برحيلهم الي غير رجعة مدللين بما حدث في بعض البلدان العربية التي إكتسحها الربيع العربي بمسببات عُدة من بينها الإقتصادية إذاً ستظل المأساة تتحكم في المواطن الذي يكتوي يومياً بنار زيادة الاسعار ولا بديل للدولة غير رفع الدعم عن المحروقات وزيادة المرتبات وإجراء ترتيبات لعدم تأثر المواطن بالذي يجري من موت بطئ يكنس السواد الاعظم من الشعب المقهور ؟؟ ما وضعته الحكومة من حِمل ثقيل علي ظهر الشعب السوداني أشبه بما يُحكي (أن رجلاً كان لدية جمل فأراد أن يسافر الي بلدٍة ما, فجعل يحمل امتعة كثيرة فوق ظهر جملِه حتي كوّم فوقه ِحمل اربعة جِمال, فبداء الجمل يهتز من كثرة المتاع الثقيل وكان الناس يصرخون في وجه الرجل وهو لم يهتم ,بل أخذ حزمة من ِتبن فجعلها فوق ظهر البعير وقال(هذة خفيفة وهي اخِر المتاع ) فما كان من الجمل إلإ ان سقط ارضاً, فتعجب الناس وقالوا قشة قصمت ظهر البعير!! والحقيقة أن القشة لم تكن هي التي قصمت ظهرالبعير بل هو الِحمل المتراكم , فحتي البعير القوي الشديد القادر علي أن يحمل علي ظهره كثيراً يصل حد علي ان تؤدي زياد قشة واحدة الي كسر ظهره وهلاكه. فهل ارادت الحكومة بالمحروقات ذات الامر . علي الحكومة ان لا تستهين بصغار الامور, فإن اول كل كبيرٍة صغيرة والتجارب تدلل علي أن الحكومة دوماً اخر من يتحسس بقرني استشعاره المخاطر القادمة , فحينما وقعت الاتفاق في نيفاشا ايغن كل الشعب السوداني أن الجنوب الي إنفصال إلإ الحكومة , وبعد الإنفصال توقع معظم الشعب نشوب حرب مع الجنوب الي هي, والان تريد رفع الدعم عن المحروقات ويتوقع الشعب حدوث كارثة قادمة ما عدا الحكومة تنفي ذلك ؟؟. فلماذا المحروقات مع وجود بدائل اخُري منها تقليص طاقم الحكومة الاتحادية وحده ما يمكن ان يوفر مبلغ مليار جنة فضلاً عن الحكومات الولائية التي من شانها ان توفر ذات المبلغ او اكثر. رفع الدعم عن المحروقات قد يزيد حجم التضخم الي 40% وبدوره يزيد الفقراء فقراً علي فقرهم لان قطاع النقل والذي يمثل القاسم المشترك في كل اغراض المواطن من مواصلات وترحيل متاع ونقل المواد الغذائية جلها مرتبط إرتباط مباشر سوف يؤدي الي إرتفاع الاسعاربنسبة100%واكثر, فليست امام الشعب إلإ أن يخرج الي الشوارع ويدفع الغالي والرخيص إعتراضاً علي غلاة الاسعار لانه لا يتحملها , ولو راهنت الحكومة علي منتسبيها فهم ايضاً يكتون بنار الغلاء إلإ القليل منهم الذين يعيشون في ابراج عاجية و الذين يلونهم , فكبار المسؤولين وحدهم لا يعرفون شيئاً عن حياة العوام فإنهم يركبون سيارات الحكومة وتدفع الحكومة ثمن كل ما يحتاجونه من متاع الدنيا وشعائر الاخرة التعبدية التي تتطلب التسفار والترحال ؟؟ فهل ستكون المحروقات هي فرصة سانحة لهلاك البعير وقصم ظهره , خاصة وأن الذاكرة السودانية تختزن ايام جعفر نميري حينما اطاح به الشعب بسبب إرتفاع التضخم وغلاء الاسعار وما اشبه اليوم بالبارحة فاحزروا ثورة الجياع ؟؟ السودان اليوم و قبل إستقبال النصف الثاني من الموازنة يمر بمرحلة عصيبة لا سابق لها من قبل وأن الحكومة اليوم تُحّمل المواطن وزر اخطائها وتخبطها ليزداد جوعاً علي جوعه وفقراً علي فقره .. فالاحري بالحكومة أن تطارد جيوش المفسدين من منتسبيها وتضرب اوكار الفساد والمحسوبية وأن تسترد الاموال المنهوبة وتعيدها الي خزانة الدولة, بل عليها أن تنكل بمنسوبيها الذين أُتخِمت بطونهم بالمال العام بدل من أن تُذل الشعب السوداني المسكين. وعلي الشعب ان يتحمل مسوليته التأريخية بان لا يسمح بتمرير مثل هذه القرارات التي ستؤثر علي حياتة عاجلاً ام آجلاً ؟ حتماً الحكومة ماضية في برنامجها بغض النظر عن تحذيرات الشارع العام الي إمكانية ردة فعل قوية تذلذل أركان ما تبقي من المليون ميل مربع وتورد الحاكمين موارد الهلاك, فهي بإلتفافاتها المعروفة قد عملت علي إنفاذ الزيادت ورفع الدعم عن المحروقات بطريقة غير مباشرة , في خطوة إستباقية حيث سمحت لغرفة النقل بأن ترفع تعرفة المواصلات بنسبة 30% كما سمحت للسوق بالصعود تدريجياً تتوقف معه زيادة الاسعار نهائياً بعد إعلان رفع الدعم بحجة أن الغلاء في الاسعار كان قبل رفع الدعم عن المحروقات , اما بعده فغير مسموح لاحد أن يتلاعب بإرادة المواطن او يعرض حياته للخطر لان التلاعب بارواح الشعوب وممتلكاتها والعبث بإرادتها خط احمر يبطش فيه القانون بيد من حديد؟؟!! Awad Yosif [[email protected]]