"أيام خالدة" علي " ضوء الشموع" يعزفها حافظ عبد الرحمن مختار علي ضفاف نهر الراين هجو علي هجو Hago Ali [[email protected]] كانت أمسية يوم 19 يونيو أمسية استدعيت فيها " الذكريات " الممهورة ب " الشجن " واتكأ الحضور علي " مرافئ " قاعة Urania ببرلين تحت " ضوء الشموع " ليعزف الأستاذ حافظ عبد الرحمن مختار علي آلة الفلوت مصحوبا بآلتي أورغ وكمان. كان الحضور أنيقا سودانيين وألمان من محبي فن الموسيقي وعدد مقدر من الجالية العربية كعادته بهم يدعوهم الدكتور حامد فضل الله فهو شيخ عرب للكل تجده في كل المنابر. قدمت الأمسية الأستاذة جميلة شكري فهي سودانية – ألمانية أخذت منا الرقة وأخذت منهم الدقة. قدمت اليلة بلغة ألمانية رصينة ولو أضافت تقديما باللغة العربية والتي تتقنها أيضا لكان أجمل وأعدل. تحدث الأستاذ حافظ بين يدي الأمسية بكلمات رشيقات عن السودان, تكويناته السكانية و اللغوية ودورها في تكوين القالب الموسيقي السوداني. أفاد من تجربته الطويلة وقدم مقطوعات موسيقية كانت لوحة فنية كاملة لانها ضمت " الحلة, الشفع, بنات الفزعة, اللالوبة, المهيوبة, المعدولة, المقلوبة, المليانة, المشروبة, المكروهة, المحبوبة, الطاحونة, القطية, السلوكة, الطورية, الدلوكة, الصبحية, الكنداكة, الصقرية, الطمباري, الجراري, الحدادي, المدادي, المنكورة, المشكورة, الطباشيرة والسبورة ". بدأ العزف بمقطوعة " الذكريات " وختمها بخالدة زنقار " سوداني " طرب الحضور وتثني, قدم لكل السودان الدليب والمردوم والتمتم الخ ... وعندما قدم مقطوعات تخص أغاني السيرة رقص الصبية وطرب الكبار عم السرور ولاذت جيوش الكدر بالفرار, كان كل شيخ شابا وكل امرأة أنثي وكل رجل أبا زيد الهلالي. ولد الأستاذ حافظ عبد الرحمن مختار من رحم كردفان حيث مدينة بارا وعروس الرمال الابيض يحمل في موروثه الجيني صوفية نقية جاءته من جده غلام الله بن عائد جد الركابية صقلته بادية شمال كردفان حيث مضارب الركابية والبديرية والكبابيش و جاب مع والده المربى ومفتش التعليم الاستاذ عبد الرحمن مختار بجنوب دار فور ويربطه عشق ابدى بنيالا. فقد امسك حافظ بالة (الفلوت) وقدم نفسه وابداعه عبر موهبة حقيقية , موهبة كالنهر هبة لاتصنع وكالمطر منحة لا تستجلب , وقدم حافظ مقطوعته الموسيقية الخالدة ( الايام الخالدة ) ومجموعة من الاعمال بدءًًًًا من (بين الذكرى والشجن - حتى نلتقى- ضوء الشموع ) وانتهاء ب مرافئ .. الامر الذى دفع بناقد فنى اسرائيلى ذائع الصيت الامساك بيراعه بعيدا عن حساسية (العربية والعبرية ) ليكتب مقالا استثنائيا عن الموسيقار السودانى المدهش حافظ عبد الرحمن عقب استماعه ل( اسطوانة ) يتم توزيعها خارج الحدود. فالشكر أجزله لأسرة السفارة السودانية ببرلين علي احضارها لنا السودان المتمثل في كل هذا الشجن الذي قدمه الأستاذ حافظ والشكر له ولفرقته لتكبدهم وعثاء السفر.