فى هذه الحلقة اتوقف فى واحدة من اهم محطات الشريف زين العابدين الهندى وهى محطة حافلة بالمفارقات احاطها الكثير من الغموض وغابت عنها الكثير من الحقائق والشريف لحق به ظلم كبيرحيث حسب موقفه من التجمع تخازل مع ان الوقائع تؤكد انه كان الابعد نظرا ولو علم الذين وصموه بالتخازل الحقيقة لتوجوه بطلا وطنيا وحزبيا ولكن عذوفه عن الاضواء ساعدت على الضبابية التى طوقته وصنفته بالخيانة الوطنية والخروج عن مبادئ الحزب مع ان الذين تاجروا بمبادئ الحزب وتسابقوا لادانته هم الذين كشفت الاحداث انهم الاكثر ارتباطا بالنظام الحاكم. الشريف زين العابدين لم يكن بالسودان عند ااستيلاء الاسلاميين على الحكم لهذا لم يكن بين القيادات التى اودعت سجن كوبر لحظة قيام الانقلاب بينما كان السيد محمد عثمان الميرغنى ولاول مرة فى تاريخه وتاريخ زعماء الختمية ان يكون زعيمهم ضيفا على كوبر فى اول حدث من نوعه. لهذا السبب كان الشريف زين العابدين غيابا والميرغنى حضورا عند توقيع القيادات المعتقلة بسجن كوبر ميثاق التجمع التمهيدى بينما كان الهندى غيابا ولهذا اهمية قصوى فى تباين المواقف والتى لعبت دورا فى تحديد مواقف القيادات الاتحادية من التجمع. فلقد كانت انظلاقة التجمع فى بدايته من القاهرة ولكن الشريف عند وقوفه على الميثاق الموقع بين قياتدات الاحزاب المعارضة ابدى ملاحظتين هامتين قبل ان تصبح ثلاثة مع تطور الاحداث. فلقد كان واضحا ان صياغة الميثاق تمت تحت تاثير اليساريين الذين كانوا اكثروجودا بين المعتقلين ولقد تضمن الميثاق يومها: 1- ادانة لما سميت بالاحزاب التقليدية فى مقدمته وتحميلها نسئولية اخفاق الديمقراطية. 2- تكوين التجمع قام على تمثيل الاحزاب الموقعة على الميثاق والقيادات النقابية ومن تمت تسميتهم بالقيادات الوطنية الامر الذى ادى لان تكون غالبية التجمع من الشيوعيين واليساريين. ولكن الشريف عند وقوفه على الميثاق ابدى تحفظات كبيرة ووجه نقدا حادا للميرغنى لقبوله ادانة الحزب فى مقدمة الميثاق وكان مصدر عضبة انه اذا كانت طائفة الختمية تسأل عن المشاركة فى الانقلابات العسكرية فان هذا لا يدين حزب الحركة الوطنية الذى استشهد قادته فى مناهضة الدكتاتورية العسكرية كما اعترض على تمثيل ما يسمى بالقياداتالنقابية والوطنية بحجة انهم ممثلين فى الاحزاب التى ينتمون اليها وطالب الشريف بتعديل الميثاق ولكن احدا لم يستجيب له وكانت تلك بداية مواقفه من التجمع. ولكن وبالرغم من تجميد موقفه حتى يتم تعديل الميثاق الا ان جماعته من الاتحاديين والذين شكلوا الامانة العامة مثلوا يومها القوى الرئيسية للتجمع وكان مقر التجمع الدار الخاصة بهم فى قصر النيل وهى الفترة التى ترأس التجمع فيها رحمة الله عليه القيادى البارز فى الحزب واحد نواب مذكرة السبعة عشر التى طالت الديمقراطية فى الحزب محمد الحسن عبدالله ياسين وبقى الشريف على موقفه متمسكا بشرطه لتعديل الميثاق .جاءت المرحلة الثانية من التجمع عندما انضمت الحركة الشعبية للتجمع ووقعت على الميثاق عضوا فيه بعدالاتفاق على ما اسموه دولة السودان الموحدة القائمة على المواطنة وهنا بلغ خلاف الشريف مع التجمع مرحلة فاصلة حيث انه رفض رفضا باتا قبول الحركة الشعبية فى عضوية التجمع وعلل رفضه على: 1- ان الحركة الشعبية كانت فى حالة حرب مع الحكومة الديمقراطية قبل اتقضاض الاسلاميين على السلطة واعتبر حربه كانت على الديمقراطية وان الحركة بررت موقفها يومها برفضها لقيادات الاحزاب الذين عادت الان لتقبل عضويتها مع نفس القيادات الذين رفضتهم وحاربتهم وان تبقى عضوا فى التمظيم الذى تقف على راس اهدافه استرداد الديمقراطية فكيف يستقيم ذلك وهى كانت فىى حالة حر ضد الديمقراطية.ومن اهم عوامل احهاضها 2- ان الحركة تعتمدعلى العمل المسلح وان التجمع ليس تنظيما معارضا بقوة السلاح ولا ينبغى أن يكون لان استرداد الديمقراطيىة يجب ان يتم بقوة الشعب سلميا بعد ان اثبتت المعارضة المسلحة فشلها فى مواجهة الدكتاتورية فى اكثر من مناسبة 3- وهذا هو الاهم والاخطر فان الحركة الشعبية لها اجندة تختلف عن اجندة الاحزاب الشمالية وان على راس اجندتها تهديدا لوحدة السودان. كانت ماخذ الشريف يومها على ضم الحركة الشعبية لعضوية التجمع لحظة فاصلة سدت الباب تماما بين الشريف والتجمع واعتبرها نهاية الامل فى تحقيق التوافق مع التجمع.ليصبح الخط فاصلا بين التجمع والاتحاديين مجموعة الشريف فى القاهرة. جاءت المرحلى الثالثة الحاسمة عندما وصل للندن السيد محمد عثمان الميرغنى بعد ان افرج عنه ووصل للندن بجواز سفر احمر صادر من حكومة الانقاذ ويومها بادر الاتحاديون بلندن بالاتصال به لعقد مؤتمرحزبى ليبين موقف الحزب المعارض من الحكومة الا انه رفض حتى الادلاء بتصريح بل اعلن صراحة وعلانية لهم انه غادر السودان للعلاج وليس معارضا وانه سافر باتفاق مع النظام وسيعود للسودان وكان موقفه صدمة كبيرة للاتحاديين الا انه لم يكن موقفا يتعارض مع تاريخ الطائفة وعلاقتها بالانقلابات. ثم كانت الرحلة الاخيرة والفاصلة والتى لم يكن يتوقعها احد حيث تطورت الاحداث بسرعة فى اعقاب احتلال العراق للكويت والذى فجر خلافات حادة على مستوى العالم العربى حيث انقلبت الاوضاع بسبب موقف الحكومة السودانية بجانب العراق الامر الذى فجر خلافات حادة بين دول الخليج ومصر من جهة والحكومة السودانية من جهة اخرى وهنا مارست هذه القوى ضغوطا عنيفة على السيد الميرغنى الذى وجد نفسخ مجبرا ليعلن ادانته لحكومة الخرطوم لينتقل على ضوء ذلك لصفوف المعارضة يالخارج ويصرف النظر عن العودة للسودان كما كان التزامه الذى ملكه جوازا احمر تحت حماية النظام وكانت تلك هى الخطوة التى مهدت طريقه لرئاسة التجمع ليحظى التجمع بدعم دول الخليج والذى استفادت منه الحركة الشعبية وليس التجمع. هكذا كان خروج الشريف نهائيا من اى ارتباط بالتجمع وليدخل السيد محمد عثمان الميرغنى التجمع من بوابة احتلال العراق للكويت والى الحلقة القادمة. لنقف على اخطر مرحلة فى مسيرة التجمع وموقف الشريف منها alnoman hassan [[email protected]]