عندما وصل المدرب البرتغالي مورينهو لتدريب فريق ريال مدريد الاسباني، واجه تحدي حقيقي تمثل في تغيير المفاهيم التي تتم بها إدارة شأن فريق كرة القدم ، وقبل الدخول في التفاصيل ، أود التأكيد هنا علي أن الكرة الأسبانية تشبه في بعض الجوانب مايجري عندنا علي مستوي المفاهيم ، ومنها التدخلات الإدارية ، في الجوانب الفنية، الخاصة بتسجيلات اللاعبين وشطبهم ، وجاءت بداية مورينهو من هذه النقطة، فقدم فكره بصرامة من اللحظة التي تسلم فيها مقاليد الأمور، ساعده علي ذلك التجاوب الكامل من مجلس الإدارة الذي وضع بين يديه الصلاحيات كاملة ليؤدي مهمته بعيدا عن أي مؤثرات خارج الإطار الفني . ومن ضمن السياسات التي نفذها مورينهو ، الإستغناء عن خدمات الرمز المدريدي راؤول غونزاليس ، وعندما اقول الرمز المدريدي لأن الوصف ينطبق عليه بالكامل ، فهو من أشهر اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب الأسبانية ، واعظم لاعب في تاريخ ريال مدريد ، ويعتبر معشوق جماهير الريال الأول ، ولم ينجح في مزاحمته علي حب الجماهير المدريدية لاعب ، ليتحول راؤول إلي (حالة) أو رمز ممنوع الإقتراب منه أو التصوير ، ويشمل هذا المنع الأجهزة الفنية المتعاقبة علي الفريق ، ومن مجالس الإدارات المتعاقبة ، بمافيها المجالس التي قادها فلورينتيو بيريز الريئس الحالي . هذا الخط الأحمر ظل مفروضا علي الجميع ، ومن الجميع ، أجهزة فنية ، مجالس إدارات كما ذكرت بجانب الجماهير ، والإعلام رياضي وللأخير (الإعلام ) تأثيره في الكرة الأسبانية ، فنجد صحفه الكبري منقسمه مثلنا بين برشلونة وريال مدريد ، لذا كان من المستحيل التفكير في إتخاذ خطوة تجاه القائد المحبوب ، ومن هذه القاعدة تعامل مع (راؤول) كل المدربين الذين مروا علي الفريق ، ولم يفكر أي منهم في الإستغناء عنه ، إلي أن جاء مورينهو وقالها مباشرة لامكان لراؤول في صفوف الفريق وأنا مدرب ، وبالفعل إنحاز مجلس الإدارة لرأيه ، وتم الإستغناء عن خدمات القائد المحبوب ومعبود الجماهير ، والتاريخ والسنوات الطويلة التي قضاها في صفوف الفريق الملكي . وغادر راؤول بالفعل ، ولم يرهن في المقابل مسيرته الكروية لتاريخه مع الريال ولا تضحياته التي تحتاج إلي مجلدات لتدوينها ، فقرر إكمال مشواره مع نادي آخر ، وإختار هامبورج الألماني وحقق معه نجاحات كبيرة بالدرجة التي قررت معها إدارة النادي الإلماني إلغاء الرقم (7) من الفريق تقديرا وتكريما للاعب الكبير ، وهو مالم يفعله ناديه السابق ريال مدريد . وفي المقابل لم تتوقف الحياة في ريال مدريد ، ولم تنصب سرادق العزاء لأن راؤول (الرمز) غادر ، ولم يوقف الحديث عن تاريخ اللاعب وتضحياته الإستغناء عن خدماته ، إحتراما لرؤية المدرب (صاحب القرار الأول والأخير في الشأن الفني) .. ونجح مورينهو في بناء فريق قوي إعاد به النادي لمنصات التتويج مرة أخري .. وهي سنة الحياة ، وسنة كرة القدم أن يأتي صاحب قرار ويحدد إحتياجاته ، يبعد من يريد ويشرك من يريد ، ولايسمح بتدخل كائن من كان في إختصاصه . إقتراح : مارايكم في أن يلغي إسم الهلال ، ويتحول إحتراما للتاريخ و (17) عاما من التضحيات ، لنادي هيثم مصطفي . وفضوها سيرة ، نحن بنهظر. hassan faroog [[email protected]]