قبل أن نفيق من ضربة الخطاء الإداري القاتل بإشراك اللاعب الموقوف سيف مساوي في مباراة زامبيا ، تلقينا ضربة أكثر وجعا وإيلاما بعودة منتخبنا الوطني يجرجر أذيال الخيبة والهزيمة بعد خسارته فرصة التأهل لنهائيات أمم أفريقيا أمام المنتخب الأثيوبي ، الذي عاد إليها عن طريقنا بعد غياب أكثر من ثلاثين عاما عن هذه البطولة ، والخروج نفسه يحتاج إلي تفاسير وليس تفسيرا واحدا ، لأن ماتم أمام اعيينا لم يكن خروجا عاديا ، فلايعقل أن يلعب المنتخب حوالي مائة دقيقة دون أن يسدد كرة واحدة نحو مرمي المنتخب الأثيوبي ؟ ولايعقل أن يكون كل اللاعبين في حالة توهان طوال زمن المباراة ؟، إذا إستثنينا معز محجوب ، وعنكبة بعد دخوله في الشوط الثاني ، واتمني الا نسمع اعذار من علي شاكلة ( أثيوبيا منطقة مرتفعة واللاعب يعاني من نقص الأكسجين) ، لأننا تقريبا تعودنا علي المناخ الأثيوبي من كثرة المعسكرات والمباريات التي شارك فيها اللاعب السوداني سواء كانت ودية مع المنتخب والفرق الاثيوبية أو من خلال المشاركات العديدة في بطولات سيكافا مع المنتخبات والأندية . بل إن منتخبنا فاز ببطولة سيكافا بأثيوبيا . لا أريد القول ان مازدا إحترم المنتخب الأثيوبي أكثر من اللازم ، وهو يلعب الشوط الأول مدافعا ، ونجح في الخروج بالنتيجة المطلوبة التعادل السلبي ، لان ماحدث في الشوط الثاني الذي يطلق عليه شوط المدربين ، كان بعيدا كل البعد عن إحترام الخصم ، وأري أن مازدا اعطي مدرب المنتخب الأثيوبي المباراة علي طبق من ذهب ، بإصراره علي اللعب مدافعا ، وحتي الطريقة التي لعب بها مدافعا لم تكن إيجابية ، فلم نشاهد في معظم فترات المباراة الضغط علي الخصم بداية من المهاجمين ، مرورا بلاعبي الوسط والدفاع ، الشيء الذي أعطي المنتخب الأثيوبي المساحة المريحة للإستلام والتمرير وبناء الهجمات عن طريق العمق والأطراف ، والعودة السريعة للمناطق الدفاعية عند فقد الكرة ، بالتمركز الجيد في الوسط والدفاع ، وإستخلاصها سريعا ، لنشهد تفوقا واضحا للمنتخب الأثيوبي في معظم الكرات المشتركة . يجب علي مازدا الاعتراف ان المنتخب قدم أسواء مبارياته ، منذ أن إستلم مهمة تدريبه ، وأن المنتخب الأثيوبي تفوق عليه بعوامل كثيرة ، لو إمتلكنا واحدة منها لضمنا التأهل من السودان ، فقد وظف المنتخب الأثيوبي كل العوامل لصالحه أفضل توظيف ، وحقق بها الحلم الذي إنتظر تحقيقه لأكثر من ثلاثين عاما ، بداية من عامل الارض والجمهور ، مرورا بدافع الإنتصار والذي تمثل في التركيز العالي الذي أدي به لاعبو المنتخب الأثيوبي الشوطين ، بنفس واحد مظهرا إرتفاع معدل اللياقة ، وإنتهاء بواقعية المدرب الاثيوبي ، الذي لم يحبطه تعادل الشوط الأول فنجح بدرجة ممتاز في شوط المدربين ، ساعده السلبية التي أدي بها لاعبو المنتخب المباراة . وهذا يقودني لجانب أرجو ألا تكون قراءتي له صحيحة ، لان صحته ستكون كارثة بكل ماتعني هذه الكلمة من معني ، وقد تكون كارثة أكبر من الفشل في الوصول للنهائيات . وهي أن تركيز نجوم المنتخب وجميعهم كما نعلم من الهلال والمريخ كان مع إستحقاقات الفريقين في الدوري الممتاز وبطولة الكنفدرالية الأفريقية ، ولم يكن مع المنتخب ، لذا كان أداء اللاعبين علي الواقف ، وشاهدنا كيف كانوا يتحاشون الإحتكاك مع الخصم ، ويفشلون في الوصول للمرمي طوال 100 دقيقة لعبتها المباراة . والمؤكد أنها لم تكن من توجيهات مازدا . أتمني كما ذكرت في البداية أل تكون قراءتي صحيحة ، لأن صحتها تعني أننا مطالبون بالجلوس لإعادة صياغة اللاعب السوداني من جديد ليعرف معني كلمة منتخب . أواصل hassan faroog [[email protected]]