لا شك ان منتخبنا الوطني قد ادي شوطا جيدا في الشوط الاول امام نظيره الاثيوبي وفاز عليه بنتيجة 3/1 ولكن في الشوط الثاني انهار الفريق وجاء التعادل للمنتخب الاثيوبي في ظل شرود وانهيار خط الوسط بعد خروج العجب ونزار حامد وتساءل الكثيرون عن خروج القائد فيصل العجب الذي كان رمانة خط الوسط وتمكن من صنع الثلاثة اهداف الاولى وكان نعم القائد والموجه وكان لوجوده داخل الملعب الاثر المعنوي الكبير في نفوس افراد المنتخب الذين اكتسبوا الثقة والجرأة والاطمئنان بوجود العجب في صفوف المنتخب بعد غيبة طويلة ولكن قد تكون للمدرب مازدا حساباته في تبديل العجب ونزار حامد الذي ابلى بلاء حسنا وكان نجما من نجوم المباراة، ولكن كعادة نجوم الكرة السودانية يبدا الاستهتار والتراخي والاهتزاز الدفاعي والشرود الذهني وهذه سلبيات واضحة في اداء لاعبينا وهي الركون للسلبية بعد الفوز وينسي هؤلاء اللاعبون بان المباراة زمنها تسعون دقيقة فاذا حدث الفوز في الدقيقة 89 وتبقت للمباراة دقيقة واحدة فان الفريق الخصم يمكنه ان يحرز هدف التعادل او الفوز لان الهدف ياتي في اقل من ثانية وهذا هو الفهم الصحيح لكرة القدم وشاهدنا معظم الدوريات الاوروبية وحتي العربية بان الهدف يمكن ان ياتي في الزمن بدل الضائع ولكن هذه السلبية التي اتصف بها لاعبنا السوداني قد تكررت في المباريات المحلية والخارجية وقد شاهدنا عندما تتقدم فرقنا بالفوز نضع ايادينا علي قلوبا خوفا من التعادل او حتي الهزيمة ولا ادري ما هو سر حالة الشرود الذهني للاعبينا خاصة في منطقة الدفاع وشاهدنا اخطاء بالجملة لمدافعي منتخبنا الوطني امام الاثيوبي والشيء المحير بان جميع المدربين الوطنيين والاجانب لم يتمكنوا من فك شفرة الشرود الذهني لمدافعينا وعدم تمركزهم التمركز الصحيح وهذه ظاهرة موجودة في انديتنا ومنتخباتنا فهل هذه المسالة معضلة كبيرة وهل لاعبينا لا يستوعبون ما يقال لهم وهل المحاضرة الاخيرة للمباراة التي يضع فيها المدرب الخطة وطريقة اللعب والتوجيهات للمدربين تصبح هباء منثورا وهل شوط المدربين يذهب ايضا ادراج الرياح وهل ما قاله المدرب العراقي السابق للهلال انور جسام عندما غادر صفوف الهلال صحيحا فقد قال الرجل وبالحرف الواحد بان لاعبي الهلال في تلك الفترة كانوا ينفذون توجيهاته في ربع الساعة الاولي من المباراة وبعد انتهاء ربع الساعة يلعب كل لاعب حسب هواه وحسب مزاجه وبعدها تحدث الخرمجة في الكرة ولا تعرف هل هذا الفريق يلعب بخطة محكمة ام يلعب كل لاعب بمزاجه ولا تدري اي طريقة لعب ينفذها هؤلاء اللاعبون. لقد سحرتنا الفرق الافريقية التي بدات تلعب الكرة من بعدنا بكثير وبالرغم من انها تتعرض للهزائم بسبب ضعف الخبرة الا انها تؤدي اداء متميزا وتلعب الكرة الحديثة الشاملة ولكن ينقصها فقط ختام الهجمة وهذه مسالة يمكن التغلب عليها وبعضنا يصب جام غضبه علي مازدا فماذا يفعل مازدا ويري المهاجمين يضيعون الفرص السهلة امام المرمي ويري المدافعين يسرحون والخصم ينطلق من امامهم ولاتوجد تغطية سليمة ولاتمركز دفاعي جيد فهذه هي الخامات المتاحة امام مازدا وسبق ان طالبنا مازدا بعدم احتكارية نجوم القمة للمنتخب ولازلنا نكرر بان الممتاز به لاعبين جيدين ودوري الاولي والثانية بالخرطوم ايضا يضم نجوما يستحقون الدفاع عن الوان المنتخب الوطني وعلي كل فالوقت ضيق لاختبارات جديدة للمنتخب ولكن مباراة الرد امام المنتخب الاثيوبي هي جواز المرور للمنتخب للتمثيل في كاس الامم الافريقية بجنوب افريقيا 2013 فيجب ان يستفيد الجهاز الفني من سلبيات مباراة الخرطوم وان يعمل علي تعديل هذه التشكيلة والاهتمام بخط الوسط والدفاع وان يصدر توجيهات واضحة للدفاع بالتمركز الصحيح واللعب الضاغط علي الخصم وعلي نجوم منتخبنا نسيان الثلاثة اهداف التي وجلت شباكنا وان يلعبوا مباراة الرد بروح الشوط الاول لمباراة الخرطوم وان يعمل اللاعبون علي عدم ولوج هدف مبكر في شباكهم لان هذا الهدف من شأنه ان يحبط اللاعبين وان يرفع الروح المعنوية للمنتخب الاثيوبي الذي بلاشك سوف يجد المساندة الجماهيرية الكبيرة من انصاره وشاهدنا العدد القليل من الاخوة الاثيوبيين وهم يشجعون بحماسة وبلاتوقف في مباراة الخرطوم ونأمل ان لايهتم نجوم المنتخب بهذه الحشود الجماهيرية وان يلتفتوا لاحراز الهدف المبكر الذي يريح الاعصاب ويعمل علي تحييد الجماهير.. وتأهل منتخبنا الوطني للنهائيات هو امتداد لصحوته وانتفاضته الاخيرة في نهائيات كاس الامم الافريقية بغانا 2008 و2010 بغينيا والجابون ولكن اذا تأهل المنتخب لانود ان ندخل فقط بشرف المشاركة بل اذا تأهل نتمنى ان يكون الاعداد هذه المرة جادا بمعسكرات خارجية طويلة المدي وباضافة عناصر شابه جديدة للمنتخب وان تكون هنالك مباريات اعدادية مع منتخبات كبيرة فهذا من شأنه ان يقوي عود نجوم المنتخب ويحققون نتائج جيدة في نهائيات الامم الافريقية تابع كل الرياضيين والاوساط الهلالية بصفة خاصة المبادرة الرائعة للفريق المدهش عبدالرحمن سر الختم سفير السودان باثيوبيا لدي وجوده بالخرطوم في محاولة للتوسط لانهاء الخلاف الناشب في الهلال وهي بلاشك تؤكد اهتمام السفير بالشأن الهلالي رغم مشاغلة الدبلوماسية العديدة واكد انه رياضي اصيل وهلالي مخلص فالتحية للفريق المدهش عبدالرحمن سر الختم ٭ اخر الاشتات تعجبني رائعة الشاعر الراحل محمد علي عبدالله (الامي) وغناء الراحل بادي محمد الطيب التي تقول: انت حكمة ولا آية ولا انسان انت صاحي ولا نايم ولا طرفك من طبعو نعسان