فى يوم الاربعاء الموافق 24 اكتوبر 2012م وافق الاعضاء الخمسة عشر لمجلس السلم و الامن الافريقى على المقترح المقدم من لجنة حكماء افريقيا بقيادة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابومبيكى و بالاضافة الى اعتماد المقترح دعى مجلس السلم و الامن الافريقى الطرفين السودان وجنوب السودان الى تنفيذ اتفاقية 20 يونيو بادس ابابا و الخاص بتشكيل الادارة المؤقتة لمنطقة ابيى والمجلس التشريعى للمنطقة . كلنا عايشنا الفرحة العارمة التى عمت ربوع جمهورية جنوب السودان ومنطقة ابيى بتلك الانجاز وفى المقابل يلاحظ الصمت المطبق من قبل المؤتمر الوطنى والته الاعلامية الصاخبة عن الحديث عن تلك الاعتماد و هى التى اشتهرت بالتطبيل لكل اتفاقية تفى وتحقق اغراضها ورغباتها. احلام و طموحات شعب جنوب السودان و شعب دينكا نقوك بصفة خاصة لا تحدها حدود هذه المرة و لابد ان يتوج المجهود الجبار للفريق المفاوض و حكومة جمهورية جنوب السودان بانجاز تاريخى تتحدث عنه الاجيال جيلا بعد جيل ...... اتتذكرون ما قاله الرفيق باقان اموم عندما حاول المؤتمر الوطنى تأجيل استفتاء جنوب السودان ...."ان الاستفتاء سوف يتم فى وقته حتى و لو امطرت السماء نارا" ..... فشعب دينكا نقوك يجب ان يكونوا فى قمة الاستعداد للاستفتاء فى الوقت المحدد حتى ولو امطرت السماء نارا و ذابت الارض تحتهم زلزالا و بركانا!!!!!. على حكومة جمهورية جنوب السودان و مجتمع دينكا نقوك وضع فى الاعتبار ان سكوت المؤتمر الوطنى و التحركات الليلية لمنبر السلام غيرالعادل بقيادة الطيب مصطفى سئ السمعة مع مشايخ قبيلة المسيرية مؤشرعلى التحديات الكبيرة التى سوف تواجه الادارة القادمة من مراحل تكوينها حتى الوصول الى الاستفتاء ...... فبالتالى مهمة الادارة القادمة ليست سهلة لبلوغ هذه الغاية السامية و لكنها فى الوقت نفسه ليست بالمستحيلة , ويمكن تحقيق الهدف المنشود بعزيمة الرجال وبذل الابطال وسند ودعم شعب جنوب السودان الصابر والواثق فى اختيار قيادتها ...... المطلوب من حكومة جنوب السودان اختيار العناصر المناسبة لهذه المرحلة الدقيقة و المفصلية فى تاريخ منطقة ابيى وشعب دينكا نقوك لان التحديات الكبيرة تحتاج لعناصر خبيرة ومتمرسة ....... فالسيناريوهات واضحة جليا الان من تلك التحركات الخرطومية الليلية المشبوهة بان مهمة الادارة القادمة ستواجه عقبات وعراقيل لكى تتجاوز عقبة الاستفتاء والتى تحتاج الى حنكة ادارية وفطنة دبلومايسة وقدرة كبيرة فى المهام التكتيكية السياسية والامنية والتعبئة الشعبية لشعب دينكا نقوك المحبط من عدم التزام المؤتمر الوطنى وتنفيده للاتفاقيات. عودة السكان تحتاج الى مطلوبات اقلها المساعدات الانسانية الضرورية لمساعدتهم على الاقامة فى ابيى التى لاتزال مدينة محروقة بالكامل والاجزاء الشمالية من المنطقة محتلة , وبجانب المساعدات الانسانية توفيرالامن وهوعنصر مهم ولكنه غير واضح على من تقع مسؤلية امن المواطنين , فالقوات الاممية الاثيوبية لم تستطع حتى الان اخراج القوات المسلحة السودانية و مليشياتها من منطقة كيج "الدفرة" ووجود هذه القوات والمليشيات فى حد ذاته مهدد لامن المواطنين ومعوق لاجراء الاستفتاء. حكومة جمهورية جنوب السودان واعية و مدركة لمسولياتها القومية و الوطنية فى حماية مواطنيها و حدود سيادتها فبالتالى فهى لاتحتاج الى من يختار لها من يدير منطقة من مناطقها او ولاية من ولاياتها وهى الملمة و العارفة بقدرات و امكانيات كوادرها و العناصر المنسجمة التى يمكنها ان تلعب اى دور تؤكل لها تحت اى ظرف كانت, فما نقدمه فى هذا المقال المتواضع عبارة ان ذكرى واضفاء نوع من التاييد الشعبى , فما يرجوه شعب دينكا نقوك من عناصر الادارة القادمة ومجلسها التشريعى ان يكون لهم حس واحد ورؤية واحدة و يعملوا من اجل تجهيز الشعب ليكونوا مستعدين لكل الاحتمالات فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ حياتهم ..... لان تأثير الاحداث المأسوية التى مرت بها المنطقة و خاصة الاحداث الاخير التى استخدم فيها المؤتمر الوطنى ضدهم كل انواع الاسلحة الفتاكة بما فيها الطائرات المقاتلة مازالت عالقة فى النفوس و تراجيدياتها المؤسفة معششة فى الاذهان .... لذا فعلى الادارة القادمة العمل على معالجة هذه الاشكاليات لكى لا يفشل الشعب مع اول تحدى و صعوبة تواجههم ..... فالبعض سوف يعيق رجوعهم بريق الاماكن المتواجدين فيها و الابعض الاخر يحتاج الى اطمئنان خاص بعدم تكرار تلك التجارب المؤلمة مرة اخرى ...... و بعض يحتاج الى تسهيل عودته بتوفير بعض المتطلبات من وسيلة الترحيل و توفير بعض الخيم و المشمعات لبدء الاستقرار بعد التهجير القسرى و توفير جزء من الخدمات الصحية. من لم يعايش تلك اللحظات العصيبة و الصعبة لا يمكن له ان يتفهم ما يحتاجه انسان منطقة ابيى , فالادارة القادمة يجب ان تكون عناصرها مثال و قدوة يقتدى بها شعب دينكا نقوك و سبب استعادتهم من جديد قوة الصلابة .... قوة الجرأة ... قوة المجاهرة ... قوة لكسر حاجز الخوف .... قوة تجعل تبعيتهم واخلاصهم لجنوب السودان لا تهزم ..... حتى اذا كان هناك اى نوع من الاغراء او مقاومة يجب ان يكون هناك ثبات فى الرؤية ....... هذه مسؤلية تاريخية يتحمله الجيل الحالى نيابة عن الاجيال الاتية. هذه الصفات و المميزات متوفرة و ان قيادتنا الرشيدة لقادرة على حسن اختيار من يتوفر فيه هذه الصفات وسند وثقة الشعب ليتحمل هذه المسؤلية بجدارة واقتدار ....... اما نحن كشعب فهل نعرف ونعى ما هو المطلوب مننا فى هذه المرحلة الحساسة؟ ........ فعندما نعى دورنا ويقودنا هذه العناصر الخبيرة و المتمرسة و المنسجة فالحلم الجميل سيتحقق لا محال!!!!!! فيليب ود داو – ابيى (جمهورية جنوب السودان) [email protected] e-mail: