في مقال للكاتب عبدالباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربية نشرت بصحيفة السوداني الجمعة 26 اكتوبر في العدد ( 2465 ) كتب عطوان حول القصف الذي تعرض له مصنع اليرموك للتصنيع الحربي في الخرطوم والتي اتهمت فيها الحكومة السودانية اسرائيل بتنفيذ هذا الهجوم ، وزرف فيها عطوان الدموع علي القصف الاسرائيلي للمصنع من حق الكاتب ان يدافع عن الحكومة السودانية والسودان ولكن ليس من حقه ان يتناول الغير بالسوء واقصد هنا جنوب السودان حيث تعمد ان يتضمن مقاله دولة جنوب السودان اكثر من مرة واعتقد انها اتهامات لا اساس لها من الصدق فالحكومة السودانية اعترفت ان الذي قام بالهجوم هي دولة اسرائيل واضافت ان جنوب السودان بعيدة من تلك العملية وهي تصريحات رسمية صدرت من عدد من المسئولين السودانيين ، فلماذا يتعمد عبدالباري عطوان ان يدخل جنوب السودان في تلك العملية ، نتفهم موقف الكاتب ومنطلقاته كفلسطيني يدافع عن حقوق يراها انها حق لشعبه كما من حقه ان يدافع عن حلفاء فلسطين اينما وجدوا ، لكن يجب ان يكون منطلق الدفاع عن القضية الفلسطينية هو قول الحق وليس ممارسة الزيف والكذب ، الكاتب بحكم فلسطينيته يعرف مداخل ومخارج الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكذلك الاسرائيلي العربي لذلك اعتقد انه يعرف ان جنوب السودان بعيدة من تلك الصراع بل هي تعمل من اجل تحقيق اهدافه الوطنية من لمصلحة شعب جنوب السودان لذلك لاينبغي لعطوان ان يتوقع ان جنوب السودان سيمتنع عن اقامة علاقات مع اسرائيل بسبب الصراع الاسرائيلي العربي او الفلسطيني ، لقد نالت جنوب السودان استقلالها في العام السابق يوليو من العام 2011م وكان زيارة الرئيس المصري السابق انور السادات اسرائيل في نوفمبر من العام 1977م اي قبل مايقارب الاربعون عاما لانه كان يري ان تلك الزيارة سيعود بالنفع للامن القومي المصري وبالفعل تم التوقيع علي اتفاقية سلام بين الدولتين والمشهورة بكامب ديفيد في سبتمبر من العام 1978م بين رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك مناحيم بيغن والرئيس المصري انور سادات تحت رعاية امريكية ، لذلك لايوجد ضرر من ان يشمل اول جولة خارجية لرئيس جنوب السودان اسرائيل فليس للجنوب صراع مع دولة اسرائيل وكذلك لم يصدر فتوي من قبل هيئات دينية عربية او اسلامية تحرم اقامة اي علاقة مع اسرائيل بل ان الكثير من الدول العربية تقيم علاقات ممتازة مع اسرائيل فبجانب مصر هنالك الاردن وموريتانيا والبحرين وقطر والمغرب وتونس وغيرها من الدول سواء كان علاقات دبلوماسية او غيرها لذلك ينبغي للدول العربية ان تحسم النوعية والشكلية التي تريد بها ادارة صراعها مع اسرائيل من ثم يمكنها ان تدعوا الغير علي مقاطعة اسرائيل لكن الي ذلك الحين سيكون على كل الدول النظر الي مصالحها الوطنية ومقتضيات امنها القومي . لقد المح الكاتب علي ان الطائرات التي ضربت مصنع اليرموك من المحتمل ان تك