كثرالحديث في الفترة الأخيرة عن الفساد في الوسط الرياضي ، وهو حديث قديم يتجدد بإستمرار ، وتوجد قضايا منظورة الآن في المحاكم ، وهناك بلاغات مفتوحة في مواجهة صحف وصحفيين لذات السبب ، ومايحدث في الرياضة لاينفصل بكل تأكيد عن مايحدث من فساد في الدولة الذي فاحت رائحته ولم تجد الحكومة مفر من الإعتراف بتفشيه بالدرجة التي تم معها تكوين أكثر من آلية لمحاربة الفساد آخرها مفوضية مكافحة الفساد . فاحت رائحة الفساد في الوسط الرياضي في اغلب المؤسسات الرياضية ، وصارت الإتهامات المباشرة وغير المباشرة حدث شبه يومي ، بعضها يجد طريقه للصحف وبعضها تتناوله المجالس جهرا، وفي الأندية علي سبيل تتم في معظمها الإتهامات بصورة مباشرة من خلال تصريحات هنا وهناك أو بلاغات ، إذا أخذنا الهلال سنجد في الفترة الأخيرة ، تبادل للإتهامات داخل المجلس الواحد كما ظهر في التصريحات الشهيرة لأمين خزينة نادي الهلال الاسبق سعد العمدة لقناة ( قون) الرياضية حول الكيفية التي كانت تدار بها العملية المالية في تلك الفترة ، هذا غير تصريحات من مجلس التسيير الحالي والمجلس الحالي عن عدم وجود معلومات أو مستندات توضح الصورة المالية للفترة التي سبقتهم ولازالت الأسئلة حائرة تبحث عن إجابات في الهلال . أجريت قبل أيام حوارا مع نادر مالك القطب المريخي المعروف ، وأمين مال الإتحاد العام الأسبق أثار ردود افعال واسعة عن الفساد في المريخ ، ودخل الرجل بهذا الحوار المنطقة الخطرة ، توقعت ردود افعال تؤكد أو تنفي ماجاء علي لسانه ، خاصة أن الرجل حصر حديثه في الفساد ، وفي بالي أن قاعدة النزاهة تقول أننا تلقائيا ضد الفساد وان هذا أمر مفروغ منه ، وضد ( الرمرامين) أي الذين ( يرمرون ) في موائد الفساد ، واقع الفساد يقول أننا في غابة لاتختلف عن الغابة الحقيقية ، ومثلما يوجد في الغابة الحقيقية ( أسد) و (ضبع) يأكل ( الفطيس) ، يوجد أيضا في غابة الفساد ( أسد) يحمي الفساد والفاسدين ( وضبع) يأكل من ( بواقي المائدة) . إلا أنني فوجئت بخروج الحديث من النقطة الأساسية (الفساد) إلي جوانب شخصية عن الرجل ، وتحاشي معظم من تناولوا الموضوع الإقتراب من هذه المنطقة ، وبدأ وكأن المقصود صرف الأنظار عنها . وفي ذات الإطار أعلن سكرتير نادي الموردة خضر طه اعتزاله العمل الرياضي مؤكدا علي أن سيطرة الفساد والفاسدين والملوثين كما أطلق عليهم من أهم أسباب استقالته أو اعتزاله العمل الرياضي ، بجانب التسييس الذي تم للحركة الرياضية وأفرغها من قاعدتها الأساسية ( ديمقراطية وأهلية الحركة الرياضية) . وهكذا نجد أن الفساد تحول إلي منظومة ، تعرف كيف تدافع عن نفسها وتحمي مصالحها ، وتعرف كيف تحافظ علي الأوضاع الاجتماعية والمعيشية التي وصلت إليها ، أتفق مع بعض من ذكروا أن الفساد موجود في كل مكان ووصل أعلي المنظومة الرياضية ( فيفا) ، ولكن الفرق سواء في الإتحاد الدولي لكرة القدم ، أو غيره من الدول المتقدمة في كرة القدم أن قوة الفساد تقابلها قوة القانون التي لاترحم الفاسد عند الكشف عنه . والفرق أيضا أن الفساد والفاسدين يتم التعامل معهم كجهات منزوعة الأخلاق والضمير ومدمرة للمنظومة الرياضية و المجتمع ولايتم التبرير لهم كما يحدث عندنا. الحرب علي الفساد يجب ألا تتوقف ، ويجب أن يتوحد كل المهمومين بحركة رياضية نظيفة نزيهة خالية من الفاسدين و ( الرمرامين) من أجل هذا الهدف. hassan faroog [[email protected]]