بسم الله الرحمن الرحيم waleed salih [[email protected]] ماهي البضاعة الفكرية التي تقدمها الحركة الإسلامية بالسودان حاليا للناس وهي التي عهدها الناس منذ عقود داعية الى الإسلام ذائدة عن حياضه مفصلة لمنهج ٍيتفرع منه يستوعب ويحتوش مفردات الحياة جميعها. بمعنى أتم هل ما تقدمه الحركة الإسلامية حاليا عبر مشاريعها المختلفة السياسي منها كالدولة والمؤتمر الوطني ايهما شئت فالامر سيان والثقافي والاجتماعي ،هل هو مستمد من الإسلام وقيمه وإلتزاماته إبتداءا وهل يتقيد البشر المنفذون لهذه المشاريع بأخلاق الإسلام ومثله هذا طبعا لأن قيم الإسلام بل كل القيم ليست كائنات تمشي على أربع أو اثنتين بذاتها وإنما يتمثلها من ينادي بها في خاصة نفسه تدينا وصدقا وإخلاصا وإخباتا ثم هو من بعد ذلك يرجع اليها في مظانها المختلفه.قراءناً وسنة وسيرة وإرثا قديما في إدارته لشأنه إلعام المولى عليه ولا يعدوها الى غيرها فهل تفعل النخب الممسكة بأعنة تمثيل الحركة في مستويات مشروعها المختلفة ,هذا مع ملاحظة انني هنا لاأتحدث عن الحركة الإسلامية بتعريفها التنظيمي و أنماأعنيها كتيار متواصٍ على طيف واسع من القيم يلزم نفسه بها ابتداءً ومن ثم يدعو الآخرين لإعتناقها. ثم وهذا فرع لما قبله، مامدى فاعلية ومقدرة الحركة الإسلامية حاليا على إختراق قلوب جديدة وبث بعض أو كل قيم التدين فيها دع عنك جرها الى مناصرة المشروع والفكرة وبذل الدم والمهج دونها بل وهذا هو الأهم هل هي قادرة حاليا على الإمساك برصيدها القديم في بنك البشر وإدامتهم في خانة المقتنعون بجدوى مواصلة الإنتساب إليها. والأهم من ذلك كله هل لهذه الحركة بعد هذا الماراثون الطويل من التجارب,هل لها المقدرة والحيوية على نقدهذا الرصيد وإخضاعه للتحليل والقفز بجراءة تلقاء اليمين أو اليسار او الأعلى ولا نقول أو الأسفل إذا إقتضت الضرورة ذلك . إن المتتبع لدورات الحضارة في التاريخ الاسلامي يلحظ بغير عناء أن أغلب الإمبراطوريات والممالك الإسلامية إنما نشأت وتأسست استنادا على مشروع أخلاقي مرتبط بالإسلام على نحو ما فالامويون طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان والعباسيون طالبوا بتسويد وتحكيم آل البيت الدعوة الي الرضا من ال البيت والأيوبيون جعلوا تحرير القدس فكرتهم المركزية والمماليك إدعوا أنهم الأقدر على صد طوفان التتار,الا أن الثابت ايضا من سير هذه الممالك انه كلماوهن الإرتباط بالفكرة المركزية او استنفذت هذه الفكرة أغراضها وتجاوزها الزمن كلما انحط أداء هذه الدول في مجالات الحياة المختلفة حكما وإجتماعا وثقافة وسياسة ، فقد إستحالت دولة المماليك في آخر الأمر الى جماعات ضغط متقاتلة ، وإستحالت الدولة الأيوبية الى عدة دويلات يحكمها امراء يحارب بعضهم بعضا ويكيد بعضهم لبعض واستحال الخليفة في دولة بني العباس الى خيال مآتة يتلاعب به وزراءه المتقاتلون المتباغضون أذن وبناء على هذا السرد المتصل ماهو مدى إرتباط الحركة الإسلامية(قيادة وقاعدة) حاليا بالفكرة المركزية الأولية التى إستمدت منها مشروعيتها الأخلاقية . بل ماهي مدى وضوح هذه الفكرة أساسا في أذهان الكثيرين من أتباعها ، لانه إرتكازا على وضوح الفكرة وجلاءها تكمن مقدرة الحركة الإسلامية على البقاء والمغالبة.