14 نوفمبر 2012م بيان من حزب الأمة القومي حول الحمى الصفراء ظهرت حالات من الحمى الصفراء في دارفور منذ سبتمبر الماضي وانتشر المرض ليشمل 23 محلية ويصيب أكثر من 300 شخص ويقتل حوالي 100 شخص. الحمى الصفراء مرض فيروسي قاتل لا علاج له وهو من الأمراض النزفية الخطيرة التي تقتل ما يقارب 40% من المصابين وهو مرض ينتقل بواسطة نوع معين من البعوض. مرض بهذه الخطورة يظهر منذ أواخر سبتمبر وإلى هذه اللحظة لا نعلم ما هو موقف الوباء في تلك المناطق على وجه الدقة ولا الاجراءات الصحية التي اتبعت حيث تعاملت السلطات المحلية والمركزية مع هذا المرض القاتل بكثير من التعتيم. حيث أمرت وزارة الصحة السلطات الولائية بعدم الادلاء بأية أحاديث عن المرض للإعلام. والمعلوم أن الوقاية هي السبيل الوحيد لمكافحة المرض وأن التوعية والشفافية هي عمود الأساس في نجاح حملات المكافحة المتمثلة في التحصين ومكافحة البعوض بردم البرك ورشها واستعمال الناموسيات وعزل المرضى والحيلولة دون تعرضهم للباعوض الناقل وتحصين المخالطين ومعرفة مصدر العدوى وغيرها من الإجراءات الوبائية. إن الشفافية مطلوبة لاستقطاب العون الخارجي والمحلي وهو دور منوط بالحكومة وبرلمانها فلا بد من تنوير الرأي العام مباشرة بالوضع حتى تكلل حملات القضاء على الوباء بالنجاح في أقصر زمن وبأقل الخسائر في الأرواح. كما كشف هذا الوباء ما ظللنا نردده من أولويات معكوسة للصرف حيث لا تحظى القطاعات الخدمية مثل الصحة والتعليم إلا بنسبة ذرية مقارنة بالصرف السياسي والسيادي والعسكري والأمني. مما انعكس سلبا على صحة البيئة وغياب التحصين وغياب معامل مركزية يعتد بها، مما أدى لتأخر تأكيد المرض. كذلك تأخرت السلطات في الاجراءات الوقائية حيث لم تصل الامصال الواقية حتى الآن. إن التأخير في التعامل مع الوباء والتأخير بالتالي في إجراءات المكافحة كافة أدى لخسارة ذلك الكم في الأرواح العزيزة ويؤدي لتزايد تلك الخسائر ومن هنا نطالب الحكومة بحديث واضح ومباشر عن الموقف الصحي والخطوات المتعبة حتى يتم تصدي قومي شامل بتضافر جميع المجهودات المجتمعية والخارجية حفاظا على أرواح أهلنا المنكوبين.