بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس توطئة: من منّا لم يسمع عن قصة الإعرابي "شن" الذي جرى عليه وزوجته " طبقة" المثل، ولا مندوحة من أن نروي القصة لأن لها ما يتبعها، [ كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له " شن " فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها فبينما هو في بعض مسير إذا وافقه رجل في الطريق، فسأله شن: أين تريد فقال: موضع كذا، يريد القرية التي يقصدها شن فوافقه حتى أخذا في مسيرهما، قال له: شن: أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني فسكت عن شن وسارا حتى إذا قربا من القرية فإذا بزرع قد استحصد فقال شن: أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟، فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أكل أم لا، فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة، فقال شن:أترى صاحب هذا النعش حياً أو ميتاً؟، فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟!، سكت عنه شن فأراد مفارقته فأبى الرجل أن يتركه حتى يصبر به إلى منزله فمضى معه فكان للرجل بنت يقال لها "طبقة" فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه، فقالت: يا أبت ما هذا بجاهل.أما قوله: "أتحملني أم أحملك؟!، "فأراد أن يقول أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا، وأما قوله " أترى هذا الزرع أكل أم لا " فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا. ؟! وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا؟!، فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال: أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه قال: نعم فسره ، ففسره، قال شن: ما هذا من كلامك فأخبرني عن صاحبه. قال: ابنة لي، فخطبها إليه فزوجه إياها وحملها إلى أهله فلما رأوها فقالوا: وافق شن طبقة، فذهبت مثلاً. يضرب للمتوافقين.] المتن: في زيارتي القصيرة للوطن والتي لم تتعد أيام معدودات، خطفت رجلي لودمدني لأزور شقيقتي وزوجها لأقضي معهما الليلة وأعود صباحاً ، وما حملني للحرص على هذه الزيارة ، فلأني لا أريد أن أعود لغربتي خالي الوفاض بلا ذكريات وقفشات مضحكة، فأختي وزوجها وقد مضى على زواجهما أربعة عقود تقريباً ، هما أكثر زوجين ساخرين على وجه الأرض، يسخران حتى من حالهما، وهما خير من يتنطبق عليهما المثل" وافق شنٌ طبقة"، هما موظفان معاشيان من درجة وظيفية واحدة ومهنة واحدة وبلغة زمان إسكيل(B1)، وهما من أحرف لآعبي كومكان14، وأذكر أنه لما كانت تضيق بهما الأحوال المعيشية يقبلان على لعب الكومكان، فسألتهما يوماً: يا أخوانا كلما أجيكم ألقاكم بتعلبوا كتشينة الحكاية شنو؟!، فيردان معاً في ذات الوقت بأنهما يلعبان الكتشينة حتى ينغمسان فيها ولا يفكران في مشكلة غلاء المعيشة التي لا حل لها!! وبينما هم يلعبان الكتشينة يتبادلان القفشات والسخرية حتى لتظن أنهما أكثر إثنان بلا مشاكل في هذه الدنيا!!. وعندما دخلت عليهما ووجدتهما يلعبان الورق وبعد التحية والسلام والأشواق سمعتهما يتبادلان الحديث فقال لها: إتصلي بالبنات والاولاد يجيبوا الأحفاد ويجيوا يسلموا على خالهم، خالهم دا بيجينا طيفو طايف خلينا نستغل الفرصة!!، قومي كلمي أحمد يجيب معاه رغيف، وكلمي لؤي يجيب معاه فول، وكلمي سلمى تجيب معاها طعمية، وقولي لحنان تجيب معاها جبنة بيضاء، وقولي لعثمان يجيب معاه حاجات سلطة يعني طماطم وبصل أخضر وأسود وكل البقدرو عليه ربنا!!.. أها ما شارطتك على العشرة وقلت ليك ربنا بحل لينا مشكلة العشا من عندو، الضيوف بيجو وبجي خيرهم معاهم!! الحاشية: فتداخلت وقلت ليهم يا أخوانا الحاصل شنو؟! فقالت لي أختي ساخرة وهي خير من يؤلف قصص ومواقف للتبرير كعرضحال: إنت عارف فلان (...) ماك خابرو أشهر شحات في مدني، والله زمان كان لمّا يمر كان يقبض سااااكت، وحسه لما يجينا بقينا نقوليه: غالبنك بالصبر يا فلان، يقوم يرد علينا ويقول : ديّن تُدان .. على كل حال أنا حألف لفاتي وأرجع ليكم أديكم الفيها النصيب، حسنة يعني!! ويتداخل زوجها ويقول: والله أختك دي كان ما عُشرة قديمة وعارف أخلاقها كويس كنت قلتليك دي بقت تضرب " بنقو" والله ما عارف كيفن عندها المقدرة على تأليف القصص!! والله يا أبوبكر من ربنا ما خلقني ما شلت خيزرانة في إيدي خليك من شيل " قرجة"، يا أخي تعرف فلان.... سيد الدكان الجنبنا، بقينا بنسحب منو على الكراس وقبل ما يتم الشهر يبدا يتماسخ معانا وينظر لينا نظرة دونية وكأنو بيمن علينا رغم إننا لمن نقبض المعاش بنسدد ليهو طوالي أول بأول.. حار.. حار قبل القروش ما تبرد في الجيب، الحكاية إنو نظراتو دي غاظتني منه جداً وفكرت ودبرت وقلت لآزم أأدبو، قمت جبت لي قرجة وضببتها بضيل تور ولسبتا لي سكين في ضراعي، وبقيت ما بطلع أمشي ليهو أجيب أي حاجة منو إلا والقرجة في أيدي وأمشي ليهو بالعراقي والسروال عشان أخليهو يشوف السكين كمان، وبقيت أطلب منو الطلبات بي نهرة .. والله صاحبنا بقى فار.. ما بقول "بغم"!!.. ناس تخاف يا أخي وما بتختشي، والله ما عارف يعني لآزم نقى إرهابيين عديل كدا وأمريكا تضمنا لقائمة الارهاب عشان يستعدل معانا؟!!، نسوي شنو يا أخي عاوزين نعيش، تصور بقى لما يقرب آخر الشهر وأقول ليه بإذن الله لما نصرف المعاش بعد بكرة نسدد ليل، إتخيل بقى ردوا شنو؟!.. يا حاج براحتك هي الدنيا طايرة، والأمور مشت كويس، المشكلة يا أبوبكر بقت في أختك لما شافت الموضوع نفع مع الراجل بقت لما تمشي هي تجيب احتياجاتها من سيد الدكان تشيل القرجة في إيدها وتمشي ليهو مادا القرجة وتقوليهو الحاج قال ليك أدينا كده وكده وكده وتأشر ليهو للحاجات بالقرجة!!.. ومن يومها الراجل استعدل معاها وبقى يتقي شرها!! الهامش همس في أذني زوج أختي بدون ماتسمع هي ما يدور بيننا قائلاً: يا أخي لي يومين بحاول أقنع في أختك دي ما تمشي للجزار البنجر منو اللحمة شاية السكين كمان وأن تكتفي بشيل القرجة بس زي ما كانت بتعمل من يوم بدأنا العمل بموجبها إلا إنها مصرة المرة دي تشيل السكين كمان لأنها قالت إنو (ود مكرنجة)بنظر ليها نظرة دونية عشان بنجر منو اللحمة لآخر الشهر!! وقالت ما في داعي يشعرنا بأنو بيمن علينا ، هو في ناس بتشتري لحمة اليومين ديل ما كفانا نحن بِنفِّعو, فقلت ليهو: والسكين دي يعني حتلبس ليها عراقي عشان الجزار يشوفا ولا شنو؟!.. قال لي أختك دي ما بَتْغَلَبْ، أنا ذاتو طرأ عليّ نفس تسؤالك دا وسألتها ليهو، فقالت لي : لا ما بلبس عراقي ولا بلبسا لكين برميها في بطن القفة ولما يوزن لي اللحمة ويجي يختها أمد ليهو القفة وحيشوف السكين في بطن القفة ويعمل حسابو!!,.. أها ما قلت ليك أختك دي ما في شي بيغلبها؟! قصاصة: بعد أن قضينا الليل في أنس إجتمع فيه لم شمل الأسرة من أولاد أخت وبنات أخت وأزواجهن والأحفاد صحيت لصلاة الصبح وبعد الصلاة مريت على صاحب الدكان وسلمت عليه وطلبت منو حساب الحاج فنادى على إبنه الذي يساعده ودون أن ينتبه لي وقفتي معاهو قال ليهو : جيب الكراس خلينا نجمع حساب جرورة الجماعة (الشرّانيين) ديل!!.. وبعد أن سددت ليهو الحساب قال: لي إنت قريب الشرانيين ديل واللآ فاعل خير؟!!.. فقلت ليهو أنا خال العيال!!.. فقال: ما تآخذنا يا أخي والله البنشوفو منهم ما شوية، والله خوفونا ساكت بالعين الحمرا وعليها قرجة وسكين!! وبعد ما سددت الحساب وأنا في الطريق للمنزل إذا بطفل عمره عشرة سنوات تقريباً سألني: أنت نازل مع جد وحبوبة كمال.. قلت ليهو: أيوه فقالي لي: أعمل حسابك الناس ديل رباطين عديل كده، والله بيخوفو سيد الكنتين وبيقلعوا منو الحاجات قلع وعمك سيد الدكان أسد علينا وفار قدامم!!.. والله حبوبة كمال دي مرة طيبة بس كان ما القرجة والسكين الشايلاها لكنها قلدت قلّدت راجلا جد كمال، والله نحن بقينا نحترم كمال ونعمل ليهو ألف حساب!!.. ياعم أبوي قالينا: أبعدو من الشر وغنولو.. تاني ياعم بحذرك ديل ناس رباطين عديل كد!!... يا أخوانا شنو الما بخلي الناس تبقى رباطين إذا كان حتى البروفيسور غندور رئيس إتحاد العمال ذاتو إشتكى من الوزير إياه الذي رفع الدعم من كل شيء، بالله المعاشيين يسوا شنو غير كده؟!! .. طيب ، وعموم الشعب من الغلابة تعمل شنو مع هذا الغلاء الطاحن الذي صنعه ؟!.. أنصحكم إن أسهل طريق لتسهيل الأمور هو وصفة القرجة والسكين!!.. يلا يا دكتور غندور عليك بيها وجرّب وصفة زوج أختي وحتدعي لي وله، وبارك الله فيمن تعلم العلم وعلّمه!!.. صدقني الوزير حيبقى خاتم في صباعك زي سيد الدكان جار أختي وزوجها!! عموماً عوافي!! Abubakr Yousif Ibrahim [[email protected]]