ستزحف الجماهير يوم محكمتك.. اياك والتنازل.. [email protected] قوي الظلام بدأت مرة اخري في الحراك. بالامس فكوا فيك هيئة الجهلاء المسعورة لتستبيح دمك وتبرر قتلك واغتيالك, وعندما فشلت هذه المحاولة, وضعوا القنابل في مكتبك, ولكن الله ستر. كان مصيرك سيكون مثل مصير البطل الخالد جون قرنق, الذي استشهد في ظروف غامضة. حبكوا المؤامرة ليقولوا ان ياسرا اغتيل, وانها صراعات داخلية فيما بينهم, والمجرم غير معروف, الا رحم الله ياسر, ولسالت دموع التماسيح من اعينهم, تماما كما حدث في حالة اغتيال قرنق. قبلها حاولوا اسكات صوتك من داخل البرلمان كانما هم الذين اتوا بك لهذا المنصب. وعندما كشرت الحركة الشعبية عن انيابها وضربت بعنف علي يدهم المتطاولة سحبوها بسرعة. انهم يدعون للعنف والتكفير والترويع. ان كانوا قد فشلوا في اسكات صوتك بالامس حتي بالقنابل والمتفجرات, فأنهم أكيد سيحاولون ويحاولون المرة تلو الاخري للنيل منك. ان لم يكن اليوم فغدا. لم يدعونا ننتظر, فأستمر المسلسل دون انقطاع طويل, قرروا هذه المرة تقديمك للمحاكمة قالوا لاسائتك لجهات امنية, لكن بربك متي كانت سمعة هؤلاء القوم حسنة حتي يتهم احد بالاساءة اليها؟ اليست هي الاجهزة الامنية التي تعتقل وتضرب وتعذب وتصفي؟ اليست هي التي انشأت اوكار الاشباح؟ أليست هي التي تضايق العوائل والافراد في المنتزهات والحدائق العامة؟ اليست هي التي تظن الفاحشة في كل امرأة تجالس رجلا حتي لو كان زوجها او اخيها او زميلها؟ أليست هي التي تقدم البنات للجلد والغرامة والابتزاز لمجرد ارتدائهن الجينز؟ اليست هي الاجهزة التي خجل حتي والي الخرطوم من تصرفاتها وأمر بمراجعة القوانين التي تستند اليها في ترويعها للمواطنين؟ قلت الحق والله يا عرمان, ولكن لرب ضارة لنافعة. اذهب للمحاكمة, اياك والتنازل عنها مهما كانت الظروف. انها فرصة ذهبية لتعرية النظام امام كل العالم. ستحضر –لاشك - وكالات الانباء ومراسلو الصحف والفضائيات واعضاء البرلمان والوزراء, والصحفيون والطلاب, والمدافعون عن حقوق الانسان, والسلك الدبلوماسي, ومنظمات الاممالمتحدة, والضامنون لاتفاقية السلام, واعضاء الحركة الشعبية والمتعاطفون معها, بل كل الاحزاب, سيتدافع الاف المحامين, سودانيون واجانب ليكون لهم شرف الدفاع عنك. في ذلك اليوم ستتدافق الجموع للمحكمة, فياسر يرمز بالنسبة لهم للسودان الجديد, الذي عمق رؤية الحركة الشعبية وسط الجماهير ووصل ادبياتها عن طريق صوته الجهوري اليها. من منا كان لا يستمع لاذاعة الحركة الشعبية حين يجلجل صوت عرمان بدحر قوات النظام في هذه اوتلك المعركة وينبؤنا بالنصر الاكيد؟ انه رمز السودان الجديد. كان اكثر من مليون سوداني قد خرجوا لاستقبال قرنق عند وصوله الخرطوم لاول مرة, هذه الجماهير موجودة وتتوق للحركة والمواجهة, انها ستزحف الي عرمان في محكمته. لكن يجب مخاطبتها وتهيئتها. أكيد ان الامن سيتعرض لها, لكن يجب عليها ان تواجه الامن وعدم الانصياع لاوامره مثل ما حدث في باكستان وموريتانيا وكما يحدث يوميا في ايران حيث تتواصل الاحتجاجات رغم سيل الدماء وسقوط الشهداء. لقد بهدلت لبني احمد حسين بمواقفها الشجاعة الاجهزة الامنية, جعلت منها متهما – بفتح الهاء- سيكون مدانا في كل الاحوال, في حالة ادانتها او تبرئتها. تمسكت بضرورة مواصلة المحاكمة بعد ان حشدت الجماهير والمتضامنين والفضائيات والدبلوماسيين والصحفيين, بل ان رئيس الجمهورية في فرنسا - في سابقة نادرة - اشاد بمواقفها الجرئية. السلطة احتارت كيف تتخلص من ورطة لبني الآن. لكن بينما هي في حيرتها, وقعت في مطب اكبر هذه المرة. لقد تطاولت علي عرمان بنفسه. يجب ان نستفيد من تجربة الشجاعة لبني, ان كان هي دعت عددا محدودا وبهدلت به السلطة, يجب ان ندعو هذه المرة عن طريق الانترنت والفضائيات ووسائل الاعلام الاخري كل الجماهير, والصحفيين, والطلاب, ومراسلي وسائل الاعلام العالمية والنواب والوزراء, والمنظمات الديموقراطية ليتدافق الملايين تجاه المحكمة. يجب ان تكون الجماهير علي استعداد تام للمواجهة. أذهب واصر علي اجراء المحاكمة, اذهب مشكيا وتحول الي شاكي. اكشف جرائم النظام, من ابادة وقتل واغتصاب وتكميم للافواه وازلال للمرأة. قل لهم ان الاتفاقية لا تنفذ, والقوانين المقيدة للحريات لا زالت سارية. قل لهم ان سلفا لا سلطة له في الشمال, وان السياسة الخارجية بيد د. مطرف ود. اسماعيل. اكشف الفساد الذي عم الدولة والاموال التي تنهب في وضح النهار. اين موارد البترول وذهب الشرق والمجاعة تكتسح البلاد؟ لقد اعتبرت الحركة الشعبية الإجراءات التي اتخذتها شرطة الأمن لرفع دعوى تحت تهمة إشانة السمع ضدك - يا ياسر- هجمة غير مبررة وإرهابا قانونيا، هذا صحيح, لكن يجب التقاط القفاز والمواجهة وتحويل الشاكي الي متهم, وتصعيد المشكلة سياسيا واعلاميا لابعاد لم تكن تحلم بها الانقاذ. فعلتها لبني احمد حسين بالامس حين رفضت تدخل القصر لايقاف القضية. فليفعلها عرمان ويهز كيان النظام الهش. دعهم هم يتذللون ويطلبون ايقاف القضية. فنحن أقوي منهم بكثير.