Yusri Manofali [[email protected]] بعد أن وضع السودان بكل معطياته (حكومة ومعارضة ومتمردون وشعبا) العالم بأثره في حيرة من أمره .. العالم بكل مؤسساته الدولية والاقليمية .. مجلس الامن بقراراته الصادرة بموجب الفصل السابع .. المحكمة الجنائية الدولية ومذكراتها المزعجة بحق رئيس الجمهورية رمز السيادة السودانية وآخرين وهي وسيلة للضغط السياسي المزعج يتناغم مع السياسة الامريكية بمبعوثيها الصقور والحمائم والهدف من ورائه اسرائيل .. وقد تنحى للتو آخر هؤلاء المبعوثين بعد إنجازه لانفصال الجنوب عن الشمال السوداني الذي كان محل إشادة الرئيس الامريكي اوباما .. وضعت اسرائيل القناع جانبا وصارت بعبعا له سفارة بجوبا وتربطهم بدولة الجنوب الوليدة مصالح اقتصادية كما لهم تاريخ من العلاقات منذ ايام التمرد حيث كان اليهود هم الداعم الاكبر للحرب الاهلية بجنوب السودان مما ينذر بحروب المياه والنفط واستمرار عدم مبالاة وإكتراث دولة الجنوب بالسودان اعتمادا على الحماية الاسرائيلية المتسقة تماما مع المهام السياسية لمبعوثي امريكا للسودان .. ولكن رغما عن كل هذا ظل السودان عقبة كؤود وصمدت حكومته رغما عن ضعفها عسكريا وإقتصاديا .. وليست بالسودان معارضة فاعلة ذات جدوى ومضمون يعول عليها في شئ .. لا ينفعون ولا يضرون ولكنهم لايجيدون غير الفرقعات التي يتناولها الاعلام من فينة واخرى .. اعتادت عليهم الحكومة واعتادوا عليها .. اما الشعب السوداني الصامد هو مبعث الريبة والحيرة الاكبر للمجتمع الدولي حيث اكتوى بنار كل هذه الملتويات السياسية .. فقد جنوبه ومعظم ثروته النفطية وانخفضت قيمة العملة بنسبة تفوق 50% بعد فقدان ايرادات البترول جراء ذلك .. واصاب الاقتصاد السوداني المرض الهولندي الذي لم تكن ممارسات وزارة المالية السودانية الضرائبية هذه احد الوصفات للشفاء من هذا المرض الهولندي اللعين الذي بكل أسف علاجه الوحيد يكمن في ان تعاد هيكلة الدولة السودانية المترهلة الى 15 وزارة و 6 ولايات والغاء نظام المحليات وتقليص هذا الجيش العرمرم من الدستوريين وتقليص نفقات الامن والدفاع وذلك حتى تجد الحكومة ماتنفقه على التنمية وتطوير الزراعة والصناعة التحويلية المرتبطة بها حفزا للانتاج الذي عصبه الانسان الذي يفتقر للخدمات الاساسية .. التنمية الاقتصادية مرتبطة بتنمية الانسان بتقديم الخدمات الاساسية للمواطنه من علاج وتعليم وامن .. وتوطين الرعاة وتنمية المراعي لهم حتى لانفقد مورد الثروة الحيوانية المهدد .. هذه روشته العلاج الاوحد والوحيد للمرض الهولندي ولن تجدوا عند مستر اكس غير هذا العلاج . اما الحروب الاهلية المتمثلة في خروج المتمردين المسلحين على الحكومة في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان .. لهثا وراء السلطة والجاه .. اولا يجب تفعيل العدالة فورا وتقديم كل من ارتكب جرما او فسادا لقضاء محايد وعادل .. ولا حصانة البته لمجرم لفرض هيبة الدولة حتى يعمل لها الف حساب .. ثم اطلاق الحريات بغية المصالحة الوطنية الشاملة من اجل وليتواضع الكل لهذا المبتغى وذلك لكتابة دستور دائم للسودان يهتدى به ولايتم اضافة او تعديل اي حرف منه ولمده 25 سنة متتالية ويستفتى فيه الشعب السوداني بندا بندا .. بذلك سيصيب اليأس المتمردون ويتأكد لهم ان نيل الجاه والسلطان لن يكون من خلال فوهة البندقية والتمترس بالادغال انما سيكون عبر صندوق الانتخاب وبصوت المواطن الذي هو صاحب الكلمة العليا والاخيرة لانه هو من يختار من يقومون بخدمته والسهر على راحته وتقديم الخدمات له .. وايضا سينتهي الفساد الذي صار رمزا مميزا للسودان الذي تبوأ السودان المركزالثاني عالميا من 197 دولة متنافسة وفقا لتصنيف منظمة الشفافية العالمية .. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ...