خدمة تثقيفية تتناول ( أهم ) قضايا المجتمع السياسية والرياضية والثقافية بصورة فكاهية وساخرة مع الأستاذ ( الفاتح جبرا ) .. للإشتراك أرسل الرقم ( كذا ) للرقم ( كذا ) للإلغاء أفعل كذا .. للإستفسار .. ( كذا وكذا ) .. الخدمة برعاية شركة إتصالات ( كذا ) .. جميعكم سيجد هذا الإعلان فى الصحف الإعلانية والسياسية .. فمشاكلنا .. المهمة جداً .. ستحل .. بتناولها بصورة فكاهية وساخرة .. نعم .. هناك قضايا كثيرة .. لا يمكن تناولها بجدية .. وموضوعية . لانها ببساطة لن تصل .. ولكن يمكن تغليفها بغلاف ساخر وفكاهي .. عندها يمكن ان تتجاوز ( الخطوط الحمراء ) .. وكثيراً ما تكون الكتابات الساخرة ك ( حصان طروادة ) . يتم من خلالها طرح .. أهم المواضيع .. وهذا هو الجانب الأهم فى الكتابة الساخرة . !! ولكن علينا أن نتفق .. على بعض الأشياء ولو قليلة .. هناك قضايا .. سياسية ورياضية وثقافية لا تحتمل ( السخرية والفكاهة ) .. ولا يمكن مهما كان .. تناولها بصورة ساخرة .. وقد تتحول حينها السخرية .. ضد القضية المعنية .. وتفقد معناها .. وتصبح عقبة أمام طرحها كقضية جادة .. وهنا تكمن خطورة ( الكتابة الساخرة ) .. وتصبح أكثر خطورة عندما تصبح ( حالة إدمان ) بالنسبة للقراء .. تماماً كتلك الحالة التى يكون فيها ركاب ( بص المواصلات ) بعد وقوف ساعات طوال فى إنتظار البص وهم فى حالة إرهاق وتعب وشماعة .. فيشغل سائق البص ( شريط للنكات ) حينها ستصبح هذه النكات ذات نفسها عرضة للسخرية ولسان حال الركاب يقول ( نحن فى شنو وديل فى شنو ) ..!! ودائماً عندما نفقد كل الطرق الديمقراطية .. للنقد .. وطرح القضايا .. وفضح الفساد .. نلجأ للطرق البديلة .. وغالباً ما تكون .. عبر رسومات الكاريكاتير . أو عبر الكتابات الساخرة .. وهما نتاج للكبت الإعلامي .. وعدم وجود طرق جادة لإيصال القضايا .. من الشعب للحكومة .. ومن الحكومة للشعب .. فدائماً ما توضع متاريس بين الشعب والحكومة .. وتلك المتاريس محمية ومعززة بالإعلام الحكومي الموجه . !! لنتخيل معاً .. فى وسط هذه الحروبات الدامية .. ووسط زخم من الإعتداءات المتكررة على الوطن .. ووسط آلآم النازحين بسبب الحرب .. ووسط ذلك الكم الهائل من القتلى والجرحى من أبناء الوطن فى دارفور .. ووسط هذا الغلاء المستشري والذي لم تجد له الحكومة حلاً حتى اليوم.. وتتحول كل الحلول المطروحة لوباء وأعباء جديدة على المواطن ..وسط هذا الفساد اليومي .. وسط هذا التدهور الأخلاقي لكل مسؤول يتصرف فى أموال وممتلكات الشعب دون ضمير أو وازع ديني .. وسط هذا الفقر .. وهذا البؤس الذي نعيشه .. وسط هذه الإحباطات المتكررة .. وسط حالة فقدنا لوطن ونحن فى حالة عجز .. وسط كل هذه الهالات السوداء الملتهبة فى كل بقعة من بقاع السودان .. وسط كل هذا .. هل ياترى يمكن أن نتناول قضايانا هذه بالسخرية والفكاهة .. وتصبح خدمة ترفيهية على شبكة إتصالات عبر الأثير ؟؟!! أم هذا فى حد ذاته مواصلة لزمن التناقضات هذا .. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]]