بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس قال تعالى: «هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ» ..الآية توطئة: يقال في الأمثال الدارجة "فليتحدث المجنون وليستمع العاقل" ، فعندما لم يفلح فجرهم الكالح بظلاميته في أن يشع حتى قبسٍ من نور للنيل من السودان وأهله ، وعندما لم تتحقق الأهداف التي كانت مرجوةً منه ، راحوا في تلفيق الترهات والأراجيف التي لا تتسق ومنطق العقل ومجريات الأحداث وأحوالها وهذا دليل واعتراف صريح بأن كل مؤامراتهم لم تحقق الأهداف التي كان وا يهدفون إلى تحقيقها، لدرجة أن كل سيناريوهاتهم أصبحت متكررة وربما الفرق الوحيد هو اختلافات طفيفة في الاخراج، ولكن عندما يصبح السيناريو مكرر يصبح ممجوجاً فيتشكك المشاهد ويمل ممل يجعله يتشكك أن كان المخرج قد أتى بجديد ، فيعزف مستقبلاً عن متابعة أعماله ، فلم تجد هذه الجماعات المتشظية من حركا ت دارفور إلا أن تدعي بأن إرهابيي مالي نزحوا نحو الأراضي السودانية ، وبالطبع مثل هذه المزاعم لا تؤخذ بجدية لأنها لا تتسق والمنطق لواقع الحال والظروف الميدانية لما يدور في شمال مالي!! المتن: فلننظر بإمعان وتروي للجهات التي روجت للخبر وعندها لن تصيبنا الدهشة وبرغم عدم منطق سياق الحدث والذي يجعل العقل يتردد في قبول هكذا سيناريو كان في حبكته ضعيفة وسيئة الاخراج، وسأعتمد على فظنة القراء في التقدير لأنها كافية لاستنباط الحقيقة. وإليكم هذا التسلسل الغريب والعجيب في نشر وترويج الخبر، والأدهى أنني موقن أن القارئ لن تصيبه الدهشة أو الاستغراب حالما يكتشف شخص من هو مسرب الخبر سواء كان حركة متمردة أو منسوباً لحركة. فالذي يجب التأكد منه أن من سربته إلى الوكالات هي فلول حركات التمرد في دافور، وهذا يدعونا للتساؤل إن كانت هذه الحركات تمتلك من التقنيات الاستخبارية كتقنيات التصوير الفضائي أو تحديد المواقع بالأقمار الصناعية كتلك الإمكانيات التي تملكها القوى العظمى كفرنسا تحيداً والتي تقود الحرب على المتشددين في شمال مالي بالتحالف مع تشاد وعدة دول من غرب أفريقيا، وتشاد تعتبر من أكبر المشاركين إذ شاركت بأكثر من (2000) عنصر عسكري بكامل عتادهم وهي الدولة المجاورة مباشرة لدولتي النيجر ومالي والتي أكثر تأثراً وهي التي قد تتأذى مباشرة من هؤلاء المتشددين علماً بأن السودان لديه شراكة أمنية حدودية مع تشاد وليبيا وإفريقيا الوسطى لتأمين الحدود وجعلها حدود لتبادل المنافع لا لتصدير الإرهاب و من البديهي والصعب تخيل مرور ما يعكر أمن أي من هذه الدول!! أولاً: غذت الحركات المتمردة في دارفور وكالات أنباء ومراكز اعلامية وصحفية بنبأ مفاده وصول (200) سيارة لآندكروزر وزعمت أنها مغطاة بالمشمعات أي لا أحد يعلم بما تحت هذه المشمعات ولا أدري كيف اكتشفت أنها تحمل أسلحة ثقيلة وحددت أيضاً موقعها بضواحي مدينة كتم بولاية شمال دارفور بعد أن قطعت حدود صحراوية لثلاث دول أي أن تحرك مثل هذه القافلة المكونة من (200) لاند كروزر يصبح هدفاً سهلاً لسلاح الجو السوداني الذي يطارد فلول متمردي دارفور، هدفاً لحرس الحدود أو الطيران الليبي القوات التشادية التي تتعاون مع السودان في حماية حدود البلدين.. إذا كانت هذه ال (200) لآندكروزر – كما تزعم الحركات - مغطاة بالمشمعات فهل امتلكت هذه الحركات المتمردة أجهزة استشعار عن بعد - سواء أشعة قاما أو أشعة سينية أو ما شابه- لتكشف عن هذه الشحنات المحملة على (200) عربة والسؤال الذي أطرحه بسخرية : كيف لهم اكتشاف ما تحتها وتحديد أنها أسلحة ثقيلة؟!! الهامش: بالله تصوروا الجهات التي سربت وروجت ونشرت النبأ الملفق لتوغر صدور أعداء الوطن ضده وسأترك أيضاً لفطنة القارئ العزيز تحديد مواقف هذه الجهات المسبقة والمعروفة والمعلنة من السودان وأهله: بثت وكالة رويترز هذه المعلومات على لسان المتحدث بإسم العدل والمساواة جبريل آدم بلال في 9/3/2013. نقلت إسكاي نيوز عن رويترز ذات الخبر في 9/3/2013 نشر موقع حركة جيش تحرير السودان هذه المعلومات في 10/2/2013 كتب أحد كتاب جريدة الصحافة السودانية ما نسب لحركات دارفور المتمردة وعندما ذهب ليستوثق من صحة هذه المعلومات من مصدر أممي هو بعثة اليوناميد زمن خلال مقابلته السيدة عائشة البصري - النطاق الرسمي باسمها - أكدت عدم وجود أي جماعات مالية بدارفور، حدث هذا في 11/2/2013!! راديو " دبقا" بث هذه المعلومات وهو الناطق باسم حركات دارفور سواء علناً أو متخفياً والكل يعلم حقيقته كان هذا بتاريخ 12/2/2013 خضراء الدمن " صحيفة الشرق الأوسط" وهي التي كما يقول أهلنا في شمال الوادي " عاوزة جنازة عشان تشبع فيها لطم" لم تقصر كالعادة ولم تستطع إخفاء حقدها على السودان وأهله فحاولت أن تستوثق من الخبر حيث اتصلت بالعقيد الصوارمي الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة الذي نفى صحة هذه المزاعم. وبالطبع ذيّلتْ الخبر بما زعمته هذه الحركات المتمردة أي الترويج بطريق غير مباشر وما من صحفي مبتدئ يدرك من صياغة الخبر ما الهدف منه!! تسلسل تسريب هذا الخبر من قبل جهات متمردة أو معادية للسودان أو من قبل جهات لها مواقف عدائية هو بمثابة محاولة يائسة وبائسة ومفضوحة لتشويه صورة السودان أولاً، ولتحريض ما يسمى " بالمجتمع الدولي" لاتخاذ مواقف عقابية ضد السودان ، ولأن هذه الجماعات اليائسة والبائسة رغم علو صوتها فإنها في حقيقة الأمر غير فاعلة وإلا فما هي النتائج الايجابية التي حققتها على أرض الواقع غير السلب والنهب وقطع الطرق وقتل الأبرياء من أدل نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي المجتمعي في السودان؟! . حقيقة الأمر أن كل مجموعة من هذه الحركات المتمردة تعمل لتحقيق مصالح شخصية على حساب سمعة السودان وأهله سواء في دارفور أو أي مكان آخر من أرض الوطن!!.. فهؤلاء هم أمراء الحرب وكثيراً ما نسمع أن الخلافات دبت بينهم لأسباب معلومة وهي قسمة وتوزيع الغائم والأسلاب!! الحاشية: السؤال المهم الذي أطرحه وأتمنى أن يطرحه القراء على هذه الجماعات اليائسة التي سرّبت وروّجت لهذه الفرية هو الآتي: إن السودان لا تربطه مع مالي أي حدود مشتركة، فمالي تحادد النيجر وتشاد وموريتانيا فكيف تسنى لهذه الجماعات اختراق حدود كل هذه حتى وصولها إلى تشاد دون أن تعلم تشاد بها، وكيف عبرت تشاد وواصلت مسيرتها نحو " كتم " في غفلة عن قوات " اليوناميد" والمعلوم أن الطريق الذي سلكته هذه القافلة المزعومة باتجاه كتم هي منطقة صحراوية مكشوفة يسهل على الطيران التشادي ملاحقتها فتقع هذه القافلة صيداً سهلاً بين فكي كماشة القوات السودانية التشادية أو الليبية وذلك إعمالاً لاتفاقيات تأمين الحدود التي قوامها قوات مشتركة، كما أن تشاد هي إحدى الدول الأفريقية المتحالفة مع فرنسا ومالي ونيجريا والنيجر في ملاحقة المتشددين!! السؤال الآخر: ما هي العلاقة العاطفية أو العضوية التي تجمع بين نقيضين هما النظام الحاكم في السودان ومتطرفي شمال مالي؟! ، علماً بأن السودان اكتوى ن بهجمات المتشددين وتتبعهم وألقى القبض على تلك الخلية بالدمازين ، وهل نسينا هجماتهم على المصلين في المساجد ، ولمن لا يعلم من غير السودانيين أن السودان بلد تغلب عليه الوسطية وسماحة الصوفية خلقاً ومعاملة وتعاملاً، والمعروف أن أول عمل همجي قام به متطرفو مالي عندما استولوا على مدن شمال مالي هو تحطيم أضرجه وقباب أولياء الله الصالحين وحرق المخطوطات النادرة والتعدي بالضرب على النساء وبذلك يتضح جلياً أنه ليس هناك أي قواسم مشتركة تجمع بين السودان وأهله أهل الوسطية الدينية والتسامح والسماحة وبين متطرفي شمال مالي!!. قصاصة: بالطبع لم تجد فلول هذه الحركات المتمردة ما تكيد به للسودان وأهله إلا بالافتراء والكذب وتلفيق الأكاذيب والقصص المختلقة، ولا أستبعد أن هناك جهات أجنبية بعينها هي من تحركهم وتنسج وتلفق لهم مثل هذه المزاعم لتوغر صدور من أصلاً يحقدون على السودان وأعجزتهم الحيل من النيل منه. ولا أستبعد تصريحات القائم بالأعمال الأمريكي بعد أن ضخ قائمة لا نهاية لها من شروط على السودان تنفيذها حتى يتم التطبيع مع السودان وسوف أتطرق بالتحليل لهذه الاشتراطات الابتزازية في حلقة الغد ولكن ما يهمني هنا أن يعيرني القارئ العزيز خياله ويتخيل معي أن (200) عربة لاند كروزر تعبر الصحراء المالية وتمر بصحراء النيجر وتعبر تستبيح الأراضي التشادية التي تتحين أي فرصة للقضاء عليهم. ربما تعتقد حركات دارفور المتمردة أن تشاد دولة لا جيش ولا أمن ولا حتى مواطنين تشاديون يلحظون تحركات هؤلاء الأغراب الغزاة وهم يمرون ويعبرون أراضيهم ويستبيحون مدنهم في الطريق للسودان دون أن يحركوا ساكناً، وربما أن هذه الحركات تعتقد أننا من السذاجة وأننا ألغينا عقولنا وآمنا بما يروجون له من أراجيف وكذب لحاجة في نفوسهم أصبحت تكتيكاً مكشوفاً . هل يعتقد الكاذبون المرجفون أن تشاد تعيش في القرن الحجري وأن لا أمن لها يرصد المتطرفين وهي التي تحاربهم في عقر دارهم بشمال مالي؟!..أي سذاجة هذه وأي ضحكٍ على العقول والذقون حتى تنطلي علينا مثل هذه الأراجيف والترهات؟!! أحيلكم إلى مقال طويل عريض نشر في موقع " حريات" بتاريخ 20/01/2013 تحت عنوان : ( التطرف الديني .. النسخة السودانية) ولا يشك أي أحد في مواقف وتوجهات "حريات " من النظام وأيضاً من كل من ليس بشيوعي أو علماني ، والمقال جدير بالقراءة ولكن أهم ما فيه أنه يعترف صراحة بأن الحكومة السودانية تتبع وتحارب هذه الفئات المتشددة وإليكم الرابط: http://www.hurriyatsudan.com/?p=95097 يتصل.. عوافي Abubakr Yousif Ibrahim [[email protected]]