- مقيم بقطر الحركة الوطنية السودانية حافلة بقصص البطولة والفداء وتبارى الكتاب والمؤرخون في عرضالاحداث فاتفق البعض ومال آخرون لتزينها باتجاهاتهم السياسية وصدق السلف الصالح الذين دونوا مسارها بصدق وأمانة وأصبحت مجلداتهم مراجع معتمدة للدارسين من طلاب الجامعات والدراسات العليا ، ألا رحم الله مكي شبيكة ومحمد عمر بشير وبشير محمد سعيد ومحمد عبدالرحيم وسعد الدين فوزي ، فشباب اليوم صناع المستقبل متشوقون لمعلومات تحكي لهم تاريخ شعبهم وبطولات قادتهم على مر تاريخ السودان ، والأجواء قد غطاها عالم الفضائيات والانترنت ،،، ،أيحتاج هؤلاء لجرعات خفيفة تسد الرمق من هذا الميراث الضخم وقد انحصرت المعلومات الحقيقية للدارسين في الجامعات والمعاهد العليا فقط ؟ وقد غاب عن جيل اليوم الرعيل الأول من الأساتذة والمعلمين الكرام الذين نهلوا من بخت الرضا وغيرها فكانت خير منبع لعلوم الوطنية وخير مصب للطلاب المتلهفين لمعرفة تاريخ شعبهم ، وقد غابت أيضاً ساحات الندوات والمحاضرات والتي كانت نبعاً فياضاً للكتاب والمفكرين والشعراء فترات الحكومات العسكرية التي امتدت لأكثر من 45 عاماً وهي كفيلة بتفتيت الصخور ناهيك عن الفكر والأدهى وامر أن القوات المسلحة منها براء منها وقد لعبت دور الوسيط في الاستيلاء والحماية ونال ضباطها وجنودها ما ناله الآخرون من تشريد. نعم فإن أبناء هذا الجيل في حيرة ،وقد تعالت الأصوات لتغيير المناهج لتتفق مع متطلبات العصر وتنشلهم من الضياع لترسوا بهم في بر الأمان ليعرفوا ويستنطقوا بحب السودان وشعبه وستشعرهم بهذه المعاني الطيبة التي كانت ميراثاً حقيقياً لشعب السودان من بطولات الثورة المهدية لثورة علي عبداللطيف فالحركة الاستقلالية وثورة أكتوبر 1964 وثورة الشعب عام الانتفاضة وما تخللها من انتفاضات بطولية قادت لثورات المهمشين ، وتعتبر الحق المكتسب لأبناء هذا الجيل ليتزود بها ولتكن دافعاً له لرسم طريق الحياة الحرة الكريمة والتخلص من الظلم والتطاول باسم الدين الحنيف. وتعود بنا السنوات لأحدى هذه المدارس الوطنية التي فتحت الطريق لاستقلال السودان من الاستعمار البغيض ففي 12 فبراير 1938 كان ميلاد مؤتمر الخريجين العام الذي كان الشرارة الأولى التي ألهبت جماهير شعبنا لتصل به لطريق النجاة باستقلال نظيف كما قال أبو الوطنية (زي صحن الصيني لا فيه شق ولا طق) نعم هو الاستقلال الذي تركه رواد الحركة الوطنية وألا رحم الله السيدين الميرغني والمهدي والأزهري ورفاقه وعبدالله خليل والمحجوب والشريف حسين وعبدالخالق محجوب وبقية الشرفاء ،،، ولابد من توضيح الحقائق لأبناء هذا الجيل بأن الشق قد حدث في فصل الجنوب والطق مازالت جراحه تنزف في الغرب ، والقاسم المشترك قد استشرى بين أبناء السودان في الغلاء الطاحن حتى أصبحت كلمة الفقر عادية . أجل أن مؤتمر الخريجين العام كان فاتحة خير للسودان وشعبه لا بقيام الأحزاب السودانية فقط بل بميلاد الحركة النقابية التي وُلدت مع هيئة شؤون العمال في 1944 بينما الحركات النقابية في دول المستعمرات البريطانية كانت في عام 1948 كمصر والهند ،، وقيام اتحاد المزارعين بقيادة الرحل المقيم محمد الأمين وما تلاها من تنظيمات النساء والشباب والطلاب والتي أزكت الحركة الوطنية على مر التاريخ. وشباب السودان على مر تاريخ السودان وحتى اليوم لم يكن في حاجة لواسطة بينه وبين الخالق الجبار وقد أنعم الله عليه بنعمة الاسلام وتربى وسط أسرة تبدأ يومها بصوت الأب والأم بتلاوة من القرآن الكريم وترعرع على سنة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ولكنه كما ذكرنا يحتاج لجرعات من نهل الوطنية فلماذا يردد بنفسه أو مع زملائه في الدراسة أو العمل صيحات شاعرنا الراحل المقيم محمد أبوبكر بقيثارة الموسيقار اسماعيل عبدالمعين كل صباح :- صه ياكنار وضع يمينك في يدي ودع المزاح لذي الطلاقة والدد ويسترسل:- فإذا وجدت من الفكاك بوادراً فأبذل حياتك غير مغلول اليد أنا لاأخاف من المنون وريبها ما دام عزمي ياكنار مهندي سأذود عن وطني وأهلك دونه في الهالكين فيا ملائكة أشهدي ويجوب في كلمات القصيدة الناطقة بحب الأوطان ويستلهم منها ما يشبع متطلباته. وإذا أراد لحناً هادئاً فلن يجد في الدفء إلا كلمات الشاعر والسفير الراحل المقيم يوسف مصطفى التني : في الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوعي الوطن العزيز غير سلامتك ما عندي غاية لي عداه سوى النكاية وإن سلمت بلملم قواي إن شاء الله تسلم وطني العزير. فشبابنا في حاجة ليقلب تاريخ السودان مستلهماً منه الدروس الوطنية والتي تحتاج لمجلدات لسردها ولكن نقلها أصبح ميسراً عبر وسائل الاتصال الحديثة وإلى سوداء وضاء بأبنائه البررة وبقيادة شبابه الواعد. Ismail Shams Aldeen [[email protected]] /////////////