في مساء السبت الموافق 13 أبريل 2013 حرصت كل الحرص أن أشاهد برنامج في الواجهة لاحمد البلال على شاشة الفضائية السودانية و كنت أتوقع أن البرنامج يبث مباشرة على الهواء من مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان الحديثة, ليسلط الضوء على قمة البشير وسلفاكير مستضيفا قامات سياسية رفيعة من الدولتين, من أصحاب اتخاذ القرار أو المقربين منهم لتقييم القمة وما وصل إليه الطرفان من قرارات لتفعيل اتفاقية اديس ابابا (المصفوفة) على ارض الواقع للمشاهد في بلاد السودان القديم , ودولة جنوب السودان الحديثة, لان هناك قضايا كثيرة ومثيرة وجديرة أن تخصص لها عشرات البرامج, وإذ بي أفاجأ بالبلال ومعه مجموعة من الصحفيين عددهم خمسة وكلهم من دولة السودان القديم ويجلسون في ستديو تلفزيون الفضائية السودانية بأم درمان وتحضرني أسماء كل من راشد عبد الرحيم وضياء بلال ورحاب طه محمد أحمد ( شقيق محمد طه ) وعبد العظيم و خامس. استبشرت خيرا وقلت أن بلال أتاح لهم فرصة ذهبية حقيقية أي ( كرة مقشرة) بلغة أهل الكورة) في بلاد السودان, لربما يغتنموها مستفيدين من البث المباشر على( الهواء الطلق) بعيدا عن الرقابة القبلية التي تمارس عليه في الصحافة المكتوبة من قبل جهاز الأمن والمخابرات ويطرحون قضاياهم و وأهمها طرد أستاذهم النور أحمد النور من مكتبه ومنعه من مواصلة عمله كرئيس تحرير لصحيفة الصحافة وأيضا استدعاء الأستاذ مسلمى الكباشى مدير مكتب قناة الجزيرة مرات عديدة لمكاتب جهاز الأمن والمخابرات بالخرطوم والانتظار لساعات طويلة بدون تحقيق أو مسالة, أيضا هناك عددا من الصحف تم إيقافها وشرد موظفيها وعمالها . بدا البلال ( يحكى قصة حياته من طق طق الي السلامة عليكم ) و يروي انطباعاته عن الرحلة و الاتصال التلفوني قبل مغادرة الخرطوم إلى مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان من الأستاذ أزهرى من القصر الجمهوري يذكره بأن لا ينسى جواز سفره و أطال في الحديث عن شخصه و صولاته جولاته واللقاءات المتعددة الخطيرة مع (سلفاكير ) والتباهي بمبادلة (القفشات) والنكات الذكية ذات المعنى العميق التي تدل على ذكاء (سلفاكير) والمقصودة 100 % ويقوم بتفسيرها ضاحكا مقارنا أيضا (بقفشات) ونكات الرئيس البشير التي يتبادلها معه عندما يكون في رفقته في كل رحلاته الرسمية و كذلك مع الرئيس التشادي ادريس ديبى وهو في رفقة عبدالرحيم حسين صاحب نظرية الدفاع بالنظر في رحلة عمل إلى( انجمينا ) وخاصة عندما شرع عبد الرحيم حسين في تقديمه للرئيس ديبى, و كيف قاطع الرئيس ديبى عبد الرحيم وبصوت جهوري ,قائلا: مثلثا للاسم , أحمد الطيب البلال اعرفه وأشاهد برنامجه الشهير( في الواجهة) و عودنا دائما أن يستضيف المعارضين التشاديين,و سلم على بحرارة وأنا ارتعش خوفا، وفى هذه اللحظة وعلى ما اعتقد همس له مخرج البرنامج في أذنه عن طريق السماعة الصغيرة المعلقة من الخلف منبها بأن معه ضيوف يودون المشاركة والحديث واعتدل الأستاذ في جلسته وبدا في إعطاء كل منهم الفرصة لتحية المشاهدين , وتحية المشاهدين هذه بدعة ابتدعها البلال. بدا الصحفيون الضيوف واحدا تلو الآخر في أداء الدور المرسوم لهم بعناية فائقة وأبدعوا وأفاضوا في التبجيل والثناء ومدح البرنامج ومقدمه البلال وبالغوا بحق وحقيقة وكل منهم استغرق على الأقل اكتر من ثلاثة دقائق في ترديد نفس ( المنلوج ) في المدح والثناء والتبجيل ( اقترح عليهم اشهار منظمة تحمل اسم صحافة لكل موقف حكومي جديد و كل نظام ديكتاتوري) !!! أنني شخصيا أقيم في الشتات منذ عقود وأتابع بانتظام القنوات الفضائية العربية والانجليزية والألمانية بحكم مكان أقامتي الجغرافية وخاصة الإخبارية منها وأيضا هناك برامج أسبوعية لقنوات( البى بى سى ) و(السى ان ان) وغيرها من القنوات الأوروبية والأمريكية الشهيرة تستضيف فقط صحفيين من ذوى( العيار) الثقيل كي يناقشوا قضايا الساعة وخاصة في ميدان الأخبار وملاحقتها وسرعة التعامل معها, مقدمي البرامج والضيوف عودونا على الجرأة والصراحة والمهنية في تناول كل ما يناقشون من قضايا ويحللون ويبحثون دائما عن الحقيقة ويجذبونك بمهارتهم ومقدرتهم على التحليل والتشخيص ومنهم كثيرون يشار إليهم بالبنان ,تتنافس عليهم القنوات العربية والأجنبية للاستضافة دائما ولم أسمع يوما واحدا من مقدمي هذه البرامج أن وجه ضيفا من ضيوفه إلى تحية المشاهدين ولم أشاهد أي منهم يمدح أو( يكسر التلج) لمقدم البرنامج المضيف أو القناة الفضائية المستضيفة نفسها , فقط نسمع كلمة شكرا عند إتاحة الفرصة لهم في الحديث و الإجابة على الأسئلة باختصار وموضوعية وعند نهاية الحلقة عادة ما ترد كلمة شكرا على الاستضافة وخاصة من الصحفيين الأمريكيين , ولم اسمع أو أشاهد مقدم برنامج يتحدث عن نفسه ويتباه بصولاته وجولاته وقفشاته, أو يستغل موقعة ليدافع عن نفسه من انتقادات المشاهدين المكتوبة أو المدونة على صفحات( التويتر) وشبكات التواصل الاجتماعية في الشبكة العنكبوتي الأخري. أقول للبلال وضيوف برنامجه الكرام,أمسية السبت الماضي , أجبرتُ نفسي ساعتين على الجلوس أمام شاشة التلفاز لأسمع حديثهم إلى أخره رغم (..... ) و رغم حالات الإحباط التي انتابتني و أدت الي ارتفاع الضغط والسكر في دمى أقول يا صحافينا الأفاضل إن هناك قضايا يسيل لها لعاب أي صحفي يبحث عن الحقيقة وللأسف الشديد أنتم سنة أولى , أقول هذا وأنا ليس بخبير اِعلامى أو ملم لأصول اللعبة الإعلامية ومهنيتها وشروط نجاحها لشرح وجهات النظر, أنا متلقي عادى جدا يميز ما بين الحرص على الموضوعية والجرأة عند الآخرين (مقارنة على موضوعية الإعلام السوداني وجرأته!!!!!!!). ويا حليل الريفى والمجمر وعبدالرحمن مختار وبشير محمد سعيد و أطال الله عمر أستاذ الأجيال محجوب محمد صالح جعفر سعد مشرف ومرشد اجتماعى مقيم فى برلين. Gaafar Saad [[email protected]]