رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجبهة البربرية وجرائم أبو كرشولا كإحتفال باليوم العالمي للأسرة؟!!. بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 16 - 05 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: «هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ» ..الآية
هذا بلاغ للناس
توطئة:
بينما يحتفل العالم اليوم 15 مايو كيوم عالمي للأسرة ، وفي هكذا احتفال اهتماماً بالأسرة ، وأهمية بالغة في الاتزان النفسي والأخلاقي والاجتماعي للإنسان ، ولا أعتقد أن جزاري الجبهة البربرية .يدركون مثل هذه المعاني الانسانية، وأمثال جزاروها لا يعيلرون هذه المثل العليا بالاَ، وإلا لما اعتدوا على الحرائر واغتصبوهن في همجية وبربرية لا مثيل لها ، ولما كانو أيضاً قد وقعوا تقتيلاً وتشريداً في الأسر التي تفرق شملها.
المعلوم إن الدول الغربية – ومعها الأمم المتحدة كمنفذ لرغباتها – لم ترد بهذه الأعياد الاهتمام بالأسرة وإعلاء قيمتها ، وإنما أرادت من ناحية التكفير عن الذنب في تحطيم الأسرة الغربية ، ومن ناحية أخرى لاتخاذ هذه الأعياد وسيلة لترويج تشوهاتهم، وإفساد النماذج الأسرية الأخرى في المجتمعات غير الغربية حسداً وغيرة . ولقد دفع المجتمع الغربي ثمن الحرية التي استخلصها من براثن الكنيسة والعصور الوسطي والرق والإقطاع وحياة الذل والمهانة التي عانى منها لمئات السنين .
المتن:
كما نعلم أن المجتمع الغربي حصل على حريته هذه بما قدمه من دماء وتضحيات وثورات سياسية واجتماعية وعلمية؛ إلا أن الإنسان الغربي كان ضيق الأفق ولم يفكر في أبعد من استخدام هذه الحرية ليروي غرائزه ، وحينما تمتع الإنسان الغربي بالحرية الجنسية التامة أحجم عن الزواج، ومن ثم انهارت الأسرة، ولم يعد الزواج يتم إلا في إطار ضيق جدًا. وبرزت – أيضا- نماذج مشوهة من العلاقات، فالقانون هناك يحمي علاقات الشذوذ بين امرأتين تعيشان معًا، وهناك رجلان يعيشان معًا، وهناك رجل وامرأة والرجل يعيش معه صديقه والمرأة تعيش مع صديقتها ..إلخ، هذه التشوهات التي يحاول أن يفرضها علينا الغرب.
إن الغرب رغم ما به من علل وأمراض أسرية واجتماعية؛ فإنه يحاول عبر مختلف الوسائل (بما فيها الأمم المتحدة ومؤتمراتها عن المرأة والسكان والتنمية الاجتماعية والطفولة.. إلخ) فرض نموذجه القيمي والاجتماعي على العالم، والحقيقة أن الدافع وراء رغبة الغرب في تعميم النموذج الغربي ليس هو الاقتناع فقط بأن هذا النموذج هو الأفضل أو الأصح، وإنما الثقة التي بلغت درجة الغرور، والنظرة إلى باقي الثقافات نظرة دونية لا يتسع معها صدر الطرف الغربي للدخول في أية حوارات أو مجرد القبول بتعدد الثقافات والحضارات، وهذا هو سبب المشكلة.
والمعلوم أيضاً أن المرأة أصبحت عقدة حقيقية في الغرب،ومشكلة المرأة في المجتمع الغربي عقدة حقيقة في الثقافة الأوروبية القديمة, ثم حملتها المسيحية معها عندما تنصرت الشعوب المتوحشة المتخلفة؛ فقد كانت هذه الشعوب - قبل تنصرها - تشرب الخمر, وتتزوج زوجة واحدة يمتلكها الرجل مدى الحياة ويخونها, ويزني بمن صادف من النساء... ، ثقافة يتوارثها الآباء عن الأجداد, في البيوت والمكاتب والمدارس والكتب...، وغيرها. إن المرأة في المسيحية ما هي إلا جزء من ممتلكات الرجل، والمسلمون منذ 14 قرنًا أعطوا للمرأة العدل المبكر جداً. لقد كتب أحد الكتاب الأمريكان, يقول: "إن تعاملنا مع مسألة المرأة هذه الأيام, يدمر مجتمعنا"، المرأة التي تصبح وتمشي على ثقافة الحركة النسوية المتطرفة, والتي تطالب بأن يخاطب الله - عز وجل - بضمير المؤنث أيضًا (عز وجل عما يفترون) لأنهم إن وصفوا الله بضمير التذكير؛ ففي هذا امتهان للمرأة ؛ بل لا بد من الإشارة بالضميرين بالتساوي. وجعل كلمة "هي" و"هو" في كل مكان سواء. إن النقمة العارمة من التاريخ النصراني والعرف الوثني الغربي - الذي يحقر المرأة، ويجعلها من سقط متاع الرجل؛ هي من أسباب سن القوانين المناصرة للمرأة, والتي تفضلها على الرجل, ولكن.. ماذا جاءت به هذه القوانين؟ بالمزيد من الكراهية والاستهتار. فالأمريكي العنيف, لم يزل يفكر بالفتوة, والرجولة, والقوة, والغلبة على المرأة والهندي والملون.
الحاشية:
لا بد من أن نقرر لحقيقة مهمة وهي أن عمل المرأة سبب تفكك الأسرة عندهم ، تقارير غربية كثيرة تؤكد أن المرأة العاملة لديهم تعاني العديد من المشكلات، وكذلك مَنْ حولها من زوج وأولاد؛ بل والمجتمع بأسره. ولعلَّ ما يُثار كثيرًا في الآونة الأخيرة عن مشكلات التحرش الجنسي -التي تتعرَّض لها المرأة في أماكن العمل- يلقي الضوء على جانب من معاناة المرأة الغربية العاملة! العجيب أنَّ الطفولة البريئة قالت كلمتها بدورها في هذا الشأن! فقد صدر مؤخرًا تقرير (نشرته مجلة "The Women" الأمريكية) بعنوان: "لماذا تعملين يا أمي؟!" كان التقرير محاولة للإجابة عن السؤال الذي يهتف به الطفل كل صباح وهو يرمق أمه من النافذة حتى تغيب عن ناظريه، وهي تمضي إلى عملها، تاركة إياه للمربية أو الخادمة!
جاء في التقرير أنَّ معظم الأطفال يعانون عقدة ذنب ليس لهم فيها يد، مفادها شعورهم بأنَّ أمهاتهم يتركنهم عقابًا لهم على شيء اقترفوه.. لا يدرون ما هو؟! ، ناهيك بما تؤدي إليه هذه العُقَد المركبة من شروخ نفسية يصعب التئامها مستقبلاً، فيزداد الخرق على الراقع، حين تُثار قضية "الحصول على جيل من الأسوياء". . إنَّ نوعًا من المافيا الاجتماعية الغربية وكثيرًا من حملة الأقلام الصحفية المؤثرة لديهم يسهمون إسهامًا فعَّالاً في تفاقم المشكلة. وما لم تُقاوم هذه التأثيرات السلبية بتأثيرات مضادة من عقلائهم ومريدي الإصلاح الحقيقي لديهم، فسوف يظل نساؤهم وأطفالهم يعانون، ويتهددهم التفكك الأسري المُفضي إلى الانهيار الاجتماعي.
إن الغرب اليوم يتعرض للتفكك الأسرى وانهيار منظومة القيم، وهذا ما يفسر رغبتهم في تفكيك الأسرة الإسلامية في العالم الإسلامي من خلال محاولة إثارة مثل هذه الشبهات التي تدور حول الميراث والشهادة والعنف ضد المرأة.
مهمتنا الأولي هي الدفاع عن المرأة والأسرة المسلمة، وصد هجمات المستشرقين، وإبراز صورة الإسلام الطيبة التي شوهها الغرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتوضيح كيف أن الإسلام كرّم المرأة المسلمة، وتوضيح المفاهيم الإسلامية، وبيان أحكام الإسلام بصورة تفهمها الشعوب الغربية.
الهامش:
لا بد لنا من المقارنة بين النموذج الغربي ونظيره الإسلامي، فالأسرة هي البنيان الاجتماعي الأساسي في المجتمع. وعلى امتداد تاريخ البشر وباختلاف عقائدهم الدينية وألسنتهم وثقافتهم كانت الأسرة هي القاسم المشترك بين كل البشر على اختلافهم، فالزواج والأسرة هو الإطار الذي شرعه الله ليستمر النوع البشري، وتتم به خلافة الله في الأرض، وآدم وحواء زوجان منذ اللحظة الأولي، والقرآن الكريم يحدد ذلك بوضوح لا لبس فيه، يقول الله تعالى في كتابه العزيز(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءَ، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1].
والنبي - صلي الله عليه وسلم- يحث على الزواج ويرغب فيه " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" ( رواه البخاري ومسلم). وكذلك فقد حبب النبي - صلي الله عليه وسلم- في الحياة الزوجية بقوله :" من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الآخر ".. وإذا كان الزواج في الإسلام هو "عقد يفيد جل العشرة بين الرجل والمرأة بما يحقق ما يتقاضاه الطبع الإنساني وتعاونهما مدى الحياة، ويحد ما لكليهما من حقوق وما عليه من واجبات"، فإن الأسرة في الإسلام تبعًا لهذا المفهوم هي الوحدة الاجتماعية الأساسية في المجتمع الإسلامي التي تتأسس بها ومن خلالها تقوم علاقات على قيم بر الوالدين وصلة الرحم. وهذا التراجع لقيمة الأسرة في الثقافة الغربية يعود في الجزء الغالب منه إلى السعار الجنسي الذي أصاب مجتمعات الغرب، وهذا الصدى المبالغ فيه والشذوذ في العلاقات الجنسية الذي تعدى مسألة إقامة علاقات جنسية مثلية بين أبناء الجنس الواحد؛ بل وحتى الاستخدام غير الإنساني أو الأخلاقي للأطفال في علاقات جنسية غير سوية، ليصل إلى معاشرة الحيوانات، وإقحام الغريزة الجنسية في كل أشكال الفنون والإعلام.
علينا أن نسلط الضوء على دعاوى حركة تحرير المرأة وجنايتها على المجتمع الغربي، وبالإضافة إلى هذا الهوس والشذوذ الجنسي، فإن حركة تحرير المرأة، التي نشأت في الستينات بالأساس بهدف الحصول على ضمانات قانونية للمرأة في مجال ظروف العمل والحقوق السياسية، تحت شعار تحرير المرأة من سلطة الرجل؛ تحولت إلى استخدام مفهوم جديد من "الأنثوية" أو "النسوية" أو "النسوانية"Feminism، وبدأت بعض الحركات النسائية في الغرب باستخدام هذا المفهوم للترويج لأفضلية المرأة، واستبعاد ما اعتبره هذا الاتجاه "السلطة الأبوية المرفوضة"، باعتبار أن المجتمعات الإنسانية كانت في البداية أمومية ثم استولى عليها الرجال. بل إن الحركة النسوية تعلن في مرحلة تالية إمكانية استغنائها تمامًا عن الرجال حتى في العلاقات الجنسية، واعتبار نفسها الإطار النظري لممارسة السحاق بين المثليات من النساء.
الجدير بالذكر أن الهدف الأساسي للحركة النسوية هو التخلص من عبء الأسرة بادعاء أن النظام الأسري ضد طبائع البشر، بل إن الغرب في سعيه لاستخدام هذه الورقة للضغط على الحكومات الأخرى اعتبرها ضمن قضايا حقوق الإنسان، داعيًا إلى رفع ما يسمى بالقيود والأعراف والممارسات التي تشكل تمييزًا ضد المرأة، بغض النظر عن القيم والمبادئ السائدة في المجتمعات الأخرى غير المجتمعات الغربية، وهي القيم والمبادئ التي لا تسمح بالشذوذ والسلوك الاجتماعي المنافي للطبيعة. ولا يفوتنا أن نلفت لحقيقة هامة في أن المرأة في الغرب حتى الآن عندما تتزوج تفقد اسم عائلتها فورًا لحساب عائلة زوجها، ويمكن في هذا الإطار أن نسوق الأمثلة بلا نهاية.
قصاصة:
إن أهم كارثة من ضمن جملة الكوارث المستهدفة للمرأة التي هي عماد الأسرة هو الزواج المدني ،وما سبق يضاف إلى الفصام الذي لم يكن هناك مفر منه بين الزواج الديني الذي لا يزال سائدًا بين المسيحيين المحافظين في الغرب، وبين الزواج المدني الذي يتم خارج الكنيسة، ولا تعترف الأخيرة بالعلاقة الناشئة عنه أو حتى شرعية أبنائه كنسيا. ولم تتوقف المعايير داخل الأسرة الغربية عن التغير والتبدل المستمرين، بل إن فكرة الأسرة نفسها- كمؤسسة اجتماعية يقوم عليها المجتمع السوي- قد أخذت في التراجع وفي الاتجاه نحو الانقراض في كثير من المجتمعات الغربية، وباتت وكأنها تنتمي للتاريخ ، ففرنسا -علي سبيل المثال- التي كانت تعتبر في فترات سابقة من المجتمعات التي تعلي من قيمة الترابط الأسري مقارنة بالولايات المتحدة ودول شمال أوربا؛ أصبحت الآن تحسب ضمن الدول الأوروبية التي أصبحت عادة الزواج فيها أمرًا نادرًا، بل وتفوقت في ذلك على فنلندة والنرويج والسويد، فحالات الولادة دون زواج بها في ازدياد مستمر، حيث بلغت 40% من مجمل المواليد في عام 1997م مقارنة ب 20% في عام 1985م، هذا حسب التقرير السنوي للمعهد القومي للدراسات الديموغرافية في باريس.
ولا بد لنا من الاستشهاد ببعض الاحصائيات الأوروبية التي تثبت الجوانب السلبية لما ذهبت إليه ونتجت عنها اختلالات أسرية ومجتمعية ، فقد أكد المعهد في ذلك التقرير أن الزواج أصبح عادة روتينية أقلع عنها كثيرون، ولاحظ أن أعداد المطلقين قد بدأت في تزايد بمعدلات كبيرة منذ العام 1995، حيث يوجد زوجان مطلقان من بين كل 10 أزواج، وأن أعداد الزوجات من ربات البيوت قد انخفضت من 3 ملايين إلى 2.4 مليون بين العامي 90 – 1999. وأوضح التقرير انتشار ظاهرة خطيرة وهي المعاشرة دون زواج شرعي، حيث وجد أن 30% من جملة البالغين في سنوات التسعينيات يعاشرون بعضهم معاشرة زوجية دون عقد قران، وأن من بين 29.6 مليون شخص نجد 24.8 مليونًا منهم متزوجين شرعًا، و4.8 ليسوا كذلك. كما وجد أن النساء حتى سن 26 سنة والرجال حتى سن 28 سنة يقيمون علاقات معاشرة دون زواج شرعي. لهذا، وحسب التقرير السنوي للمعهد؛ فإن الأشخاص البالغين المعاصرين يعتبرون أن المعاشرة دون زواج شرعي حق هي الظاهرة الأكثر استمرارية، حيث يوجد بين كل ستة أسر زوجان يعاشران بعضهما معاشرة غير شرعية، كما لاحظ التقرير النقصان الشديد في حالات الزواج الشرعي عندما وجدها لا تتعدى ال 280.000 حالة في العام الحالي مقارنة ب 417.000 حالة زواج في عام 1972. هذا بالإضافة إلى ارتفاع ظاهرة العنوسة، حيث وجد أن 3 من بين كل 6 نساء من مواليد عام 1965، لم يتزوجن بعد.. ، وأدت ظاهرة المعاشرة دون زواج شرعي إلى زيادة أعداد الأطفال الذين يولدون ولا يعرف لهم آباء إلى ما يقارب 300.000 طفل، أي أنه من بين كل 4 أطفال يولد 3 أطفال دون زواج شرعي، كما أوضح التقرير أن ربع حالات الزواج تنتهي بالطلاق، وهذه الظاهرة أدت بدورها إلى وجود أعداد كبيرة من العائلات التي يعولها أحد الوالدين، وأن 10% من أطفال فرنسا يعيشون مع جدهم أو جدتهم. و ذكر التقرير أن الرجال يتزوجون سريعًا بعد الطلاق، وأن الزيجات الثانية للمطلقين والأرامل قد تضاعفت منذ العام 1970 وحتى الآن. و في المجمل وجد أنه من بين 7.8 مليون حالة زواج توجد 660.000 أسرة فقط متكاملة وتعيش عيشة مستقرة، مما يؤكد انتشار ظاهرة المعاشرة دون زواج شرعي، بل وتضاعفها في عام 1999م، الشيء الذي يثير قلق المعهد.
سؤال بريء : كيف سيحتفل البرابرة القتلة باليوم العالمي للأسرة ؟!! .. بالطبع سيكون الاحتفال بمزيد من تقتيل وتشريد الأسر إن كانوا أصلاً يعلمون أن هناك أصلاً يوم للإحتفال بالأسرة!!. ختاماً ليس ليكل عام والاسرة السودانية أكثر تمسكاً بمعتقداتها العقدية والاخلاقية والتقاليد التي دعت وتدعو إلى الفضيلة.. وعوافي
Abubakr Yousif Ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.